"بضاعتكم ردت إليكم".. من دمار "الشفاء" بغزة إلى صدمة "سوروكا" بإسرائيل

المشهد الذي اعتادت غزة أن تعيشه تحت القصف الإسرائيلي، يتكرر اليوم ولكن في الاتجاه المعاكس على الجبهة الأخرى، مع استهداف إيراني طال عمق إسرائيل. 

ما فعلته تل أبيب لسنوات بحق المستشفيات والمنازل السكنية والبنية التحتية في غزة، عادت فدفعته اليوم ثمنًا في قلب مدنها، في صورة يرى فيها البعض نوعًا من "العدالة الكونية" وإن جاءت متأخرة.

وتحول مستشفى “سوروكا” في بئر سبع، إلى مسرح للفوضى والهلع، كما كانت مستشفيات غزة دائمًا، تحت وقع الصواريخ والتفجيرات، حيث تكررت مشاهد الإخلاء العاجل، والدخان المتصاعد، والمرضى الذين ينقلون على عجل وسط الفوضى، تمامًا كما كان يحدث يوميًا في القطاع المحاصر.

وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لمشاهد إخلاء المستشفى، ولحظة تصاعد أعمدة الدخان.

المدنيون في تل أبيب ورمات جان وحولون، الذين طالما تابعوا صور الدمار في غزة من خلف الشاشات، وجدوا أنفسهم اليوم تحت مرمى النيران، يتدافعون نحو الملاجئ، ويفرون من منازلهم المتصدعة، لتكتمل صورة التشابه بين “الضحية والجلاد”.

ونددت إسرائيل بالهجوم واعتبرته “جريمة حرب”، كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، فدائمًا ما تحدث  رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل محصنة ولا أحد يستطيع اختراق سمائها، حتى جاءت الصواريخ الإيرانية وزلزلت “فكرة الأمن المطلق” الذي ادعته تل أبيب، وبدأت ترى بأم عينها هشاشة هذا الأمن، حين تحولت مدنها إلى ساحات معركة، ومراكزها الطبية إلى أهداف.

ونشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، صورًا للدمار الذي نتج عن الصواريخ الإيرانية، حيث قالت: “إن صاروخًا إيرانيًا أصاب مستشفى سوروكا، في بئر السبع الذي يعمل على إسعاف الجنود المصابين في غزة، وأدى لانهيار مبنى فيه بالكامل”.

وانتشرت مقاطع الفيديو للدمار في مسشتفى "سوروكا" كالنار في الهشيم، حيث أظهرت لحظات من الرعب والارتباك في ممرات المستشفى، الذي يعتبر مركزًا طبيًا حيويًا في الجنوب الإسرائيلي، ويعرف بدوره في علاج جنود الاحتلال المصابين خلال العمليات في قطاع غزة.

وأعاد هذا المشهد إلى الأذهان ما فعلته إسرائيل في المستشفيات بقطاع غزة، من حرق وتدمير وحصار، حيث استهدفت العشرات من مستشفيات قطاع غزة بالقصف أو الحرق أو التدمير أو إخراجها عن الخدمة خلال حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023، ويقدر عدد المستشفيات بأكثر من 27 مستشفى دمرتها إسرائيل.

مجمع الشفاء الطبي

يقع مجمع الشفاء في المنطقة الغربية الوسطى من مدينة غزة، وقد اقتحمه الجيش الإسرائيلي في مارس 2024 لمدة أسبوعين وبعد الانسحاب منه خلف وراءه مئات الشهداء ودمارًا واسعًا، كما أحرقت  أقسام مستشفى الشفاء ودمرت كل الأجهزة والمستلزمات الطبية فيه، وحينها تم انتشال أكثر من 300 جثة من أرجاء المستشفى، وظهرت على بعضها علامات التحلل، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام فلسطينية من بينها “وفا” و"سند".

 مجمع ناصر الطبي

يقع مجمع ناصر في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، وتعرض للقصف الإسرائيلي المباشر مرات عديدة منذ 7 أكتوبر 2023 كان آخرها في 23 مارس 2025.

 المستشفى المعمداني

يقع في حي الزيتون بقطاع غزة، وتعرض في 17 أكتوبر 2023 لقصف عنيف أسفر عن استشهاد 500 شخص من المرضى والجرحى والمدنيين الذين لجؤوا إلى المستشفى طليًا للحماية.

مستشفى كمال عدوان

يقع في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وقد استهدفته إسرائيل أكثر من مرة، وفي ديسمبر 2024 اقتحمه الجيش الإسرائيلي بعد ساعات من حصاره وأحرق مرافقه وأجبر الطواقم الطبية والمرضى على خلع ملابسهم في البرد الشديد ثم اقتادهم إلى جهة مجهولة.

مستشفى الأمل

يقع في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ويتبع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وقد أخرجته إسرائيل عن الخدمة في مارس 2024 أثناء اقتحامه المستشفى.

مستشفى العودة

يقع في منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، وقد حاصرته قوات الاحتلال في يناير 2025.

مستشفى الرنتيسي للأطفال

يقع في مدينة غزة ويقدم خدمات غسيل الكلى للأطفال دون 14 عامًا في شمال القطاع

مستشفيات أخرى دمرتها إسرائيل في قطاع غزة

إضافة إلى تلك المستشفيات  المذكورة آنفا استهدف الاحتلال معظم مستشفيات القطاع وأخرج غالبيتها عن الخدمة أو تسبب بأضرار بالغة لها، وهي:

مستشفى الإندونيسي، مستشفى الكويت التخصصي، مستشفى أبو يوسف النجار، مستشفى بيت حانون، مستشفى القدس، مستشفى عبسان (الجزائري)، مستشفى الحياة، مستشفى الحلو، مستشفى الطب النفسي، مستشفى النصر للأطفال، مستشفى الدرة، مستشفى العيون، مستشفى الكرامة، مستشفى أصدقاء المريض، مستشفى الخدمة العامة، مستشفى دار السلام، مستشفى يافا، مستشفى سان جون، مستشفى الصحابة، مستشفى العيون التخصصي، مستشفى حمد، مستشفى حيفا، مستشفى الوفاء، مستشفى مهدي للولادة، المستشفى الميداني الأردني، مستشفى اليمن السعيد، مستشفى مسلم التخصصي، المستشفى الإماراتي.

وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أعلنت في وقت سابق من اليوم، أن صاروخًا إيرانيًا أصاب مستشفى “سوروكا”، في بئر السبع الذي يعمل على إسعاف الجنود المصابين في غزة، وأدى لانهيار مبنى فيه بالكامل.

وأفادت بسقوط صواريخ إيرانية في 4 مواقع، 3 في جوش دان وواحد في الجنوب، في حين أنها لم تذكر تفاصيل واضحة حول القتلى والإصابات.

وأضافت أن وزارة الصحة الإسرائيلية، أصدرت تعليماتها للمستشفيات الأخرى بالاستعداد لاستقبال مرضى مستشفى سوروكا، ومن المتوقع نقلهم إلى مستشفى برزيلاي في عسقلان ومستشفى أسوتا في أشدود، بالإضافة إلى مستشفيات أخرى. وقد تم إخلاء أحد المباني المتضررة في سوروكا أمس.

فيما قال الحرس الثوري الإيراني، أنه أطلق الموجة الـ 14 من عملية الوعد الصادق 3، “، الذي استهدفت من خلالها مقر قيادة للجيش الإسرائيلي، مقر للمخابرات، وقاعدة بالقرب من مستشفى ”سوروكا"، في بئر السبع، حيث يتردد على هذه المراكز آلاف العسكريين الإسرائيليين وأنظمة القيادة الرقمية والعمليات السيبرانية.