الإثنين، 23 يونيو 2025

02:37 ص

خبير تكنولوجي يحذر من اختراق البيانات: قد تصبح هدفا عسكريا

أخطار مشاركة البيانات في الحروب-تعبيرية

أخطار مشاركة البيانات في الحروب-تعبيرية

حذر خبير تكنولوجي من خطورة تداول المعلومات العسكرية للدولة، من صور للأسلحة وأماكن تدريب الجنود وغيرها، مما يستدل عليه كنقاط ضعف خلال الحروب. 

وتحدث الخبير التكنولوجي محمود فرج، لـ"تليجراف مصر"، عن الكوارث الخفية التي نجهلها من مشاركة بياناتنا الشخصية وآرائنا على منصات التواصل الاجتماعي، والتي قد تؤدي للاستهداف العسكري، خصيصًا في ظل التوترات السياسية المتصاعدة في المنطقة.

تقارير مفصلة عن البيانات الشخصية لمستخدمي ميتا

وأشار الخبير التكنولوجي إلى أهم الأسلحة المستخدمة في الحرب بين إيران واسرائيل قائلا: "في الحرب يتم استخدام جميع الأسلحة، ومنها الأسلحة التكنولوجية، وواحدة من الأسلحة التكنولوجية تبرز السوشيال ميديا، وتطبيقاتها المختلفة، ويقدروا يستخدموها في الحروب ويستعينوا بيها، زي تيك توك أو واتساب مثلا، من خلال المراقبة، وباللجوء لتطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، التي  تراقب وتحلل اتجاهات الحديث بين الأشخاص، وتحدد نوعية الحديث إذا كان معادًا أو متضامنًا مع الجهة الصادر منها، وعلى رأسهم تطبيقات ميتا التي تحركها السلطات الأمريكية وتتحكم بها".

تطبيقات ميتا أداة السلطات الأمريكية لمراقبة الشعوب

وأضاف أن تطبيقات ميتا وهي الأشهر استخدامًا مملوكة لجهة أمريكية في الأساس، وبما أن أمريكا جزء لا يتجزأ من الصراعات والحروب في المنطقة خاصة والعالم عامة، فتستخدم منصاتها تلك لترصد المنشورات والصور والفيديوهات، التي يشاركها المستخدمين حول العالم، فترصدها وتحلله وتبدأ في إعداد تقارير من البيانات،  ترسلها جاهزة لاسرائيل.

ويستطرد فرج:"  أرجح أيضًا أن تكون لاسرائيل قدرة وتحكم في تلك البيانات أو رؤية واضحة ونافذة لتلك التحاليل، نظرًا لوجودها في المنطقة، فمن الطبيعي أن تحظى ببعض الامتيازات من الإدارة الأمريكية، وهو ما تفسره التصريحات الأخيرة للقيادات الاسرائيلية باستهدافها للمستخدمين على المنصات، حتى وصلت درجة اهتمامهم لمتابعة الإيموجي بين الناس وتحليلها، ليتوصلوا لمشاعر المستخدمين حول سياساتهم وحروبهم، إذا كانوا سعيدين بذلك أم لا، معاديين لهم أم لا".

منصات التواصل سهلت على اسرائيل النجاح في استهداف أهدافها عسكريًا

وكشف فرج أسباب نجاح السلطات الإسرائيلية في استهداف أعدائها بشكل دقيق، قائلًا: "حاليًا معلومات وبيانات المستخدمين على السوشيال ميديا، تستخدم بأفضل الطرق، ونرى الآن استهدافات مباشرة للشخصيات والعلماء، فيهمهم ميبقاش فيه علماء أو نابغين في هذه الدول، وبالتالي الاستهدافات المباشرة للسلطات الاسرائيلية نشأت نتيجة للمعلومات وتحديد المواقع بشكل فعلي، ومن ضمن الحاجات اللي بتستخدم وبطريقة غير واضحة، كشف الموقع بشكل محدد على واتساب وفيسبوك حتى ولو لم يكن معلنًا".

وتابع فرج أنه يتم تحليل جميع المعلومات التي يتم مشاركتها حتى وإن كانت خاصة كرسائل واتساب، والتي هي ليست في مأمن، فيتم تحليلها هي الأخرى، وتصدر بكل تلك تقارير تفصيلية، ليطلعوا على أفكار واهتمامات الشعوب وتفكيرها، وما يشغلهم.

تقنيات الذكاء الاصطناعي سلاح خفي في الحروب

وأشار فرج إلى الاستخدامات العسكرية لتقنيات الذكاء الاصطناعي في الحروب الحالية، سواء في المنطقة أو العالم، إذ تسهم تلك التقنيات في إنجاز المهام الخفية بأدق الطرق وأسرعها، خصيصًا مع ظل كم كبير من البيانات، ولهذا فينصح فرج قائلًا: "ننصح الناس أوعى تنشر حاجة، ومتزودش في منشوراتك، متنشرش فيديوهات لأماكن عسكرية، متتحدثش عن آرائك في الحروب، متنشرش صور لأماكن حساسة في دولتك، حاول أن تكون دقيق فيما تنشره ولا تشارك معلوماتك الشخصية وما تخشاه، كل شيء بتنشره بيرصد ويتم عمل تقرير مفصل بكل تحركاتك، الصور نفسها اللي تجهل وقعها ترصد موقعك ومعلومات عنك تجهلها، وهذا ما نراه في الشعوب الأخرى".

وأشار إلى أن اسرائيل على دراية بكل تلك الأخطار، وهذا أحد أهم أسباب تطورها وتفوقها عسكريًا، فدربت مواطنيها على الاحتفاظ بمعلوماتهم، وحماية أنفسهم: "إسرائيل نوهت على مواطنيها عدم نشر صور للصواريخ والقواعد العسكرية وغيرها، أو ما يحدث داخليًا في الدولة، لعلمهم بما يؤدي إليه ذلك، فكل تلك البيانات التي يشاركونها ستصبح سلاحًا ضدهم فيما بعد".

search