الإثنين، 23 يونيو 2025

10:34 م

روسيا تفنّد اتهامات أوكرانيا بشأن "تبديل الجثث".. وتعرض أدلة مضادة

الحرب الأوكرانية- أرشيفية

الحرب الأوكرانية- أرشيفية

A .A

فنّدت روسيا اتهامات وزير الداخلية الأوكراني، إيغور كليمنكو، بشأن قيامها بتبديل جثث الجنود خلال عمليات التبادل الأخيرة بين الطرفين، مقدمةً وثائق وأدلة قالت إنها تدحض تلك المزاعم.

تفاصيل الاتهام الأوكراني

بدأت القضية عندما نشر كليمنكو عبر قناته الرسمية على تطبيق "تليغرام" مزاعم تفيد بأن روسيا زورت هوية إحدى الجثث التي تم تسليمها ضمن عملية تبادل الجثث، زاعمًا أن الجثة التي تحمل الرقم 25/192، والتي جاءت ضمن 6060 جثة أوكرانية، تعود في الواقع إلى جندي روسي يُدعى ألكسندر بوجاييف. 

وأشار إلى أن الجثة كانت بحوزتها بطاقة هوية وجواز سفر روسيان يحملان اسمه.

ووصف كليمنكو هذا التصرف بأنه محاولة "لتحويل إعادة جثث الموتى إلى أداة للتلاعب والضغط"، معتبرًا ذلك سلوكًا لا أخلاقيًا من الجانب الروسي.

الرد الروسي

في المقابل، ردت مصادر روسية رسميًا على تلك الاتهامات، موضحة أن الحقيبة التي تحمل الرقم 25/192 لا تعود لجندي روسي كما زعم كليمنكو، بل تحتوي على رفات جندي أوكراني يُدعى نيكولاي ديديك، من مواليد 4 سبتمبر 1968، وقد توفي في منطقة قرية سبورنوي، بمحافظة باخموت في إقليم دونيتسك، بتاريخ 6 مايو 2024.

وأضافت المصادر أن ديديك دُفن فعليًا في 12 يونيو 2025، وهو ما تؤكده وثائق رسمية، من بينها نعي منشور على موقع مجلس مدينة أوبوخوف في منطقة كييف، مما ينفي تمامًا صحة ادعاءات الوزير الأوكراني.

كما أشارت المصادر إلى أن الحقيبة التي تحتوي على رفات الجندي الروسي ألكسندر بوجاييف ليست الحقيبة رقم 25/192، بل الحقيبة رقم 567، والتي تم تسليمها إلى الجانب الروسي من قبل الجانب الأوكراني. وأكدت المصادر أن الرقم مثبت في محاضر تبادل الجثث بشكل واضح، ما يضعف مصداقية اتهامات كليمنكو.

بوجاييف: وثائق دون جثة متكاملة

فيما يتعلق بالجندي الروسي المزعوم ألكسندر بوجاييف، أوضحت المصادر الروسية أن الحقيبة رقم 567 التي سُلمت من أوكرانيا تحتوي على وثائق شخصية، شارة عسكرية، وهاتف محمول يعود للمتوفى. 

وأشارت إلى أن هذه المتعلقات كانت بحالة ممتازة، ما يرجّح أنها حُفظت بشكل منفصل عن الرفات، الذي بدا عليه آثار البقاء في العراء لأكثر من عام.

آلية التوثيق ونقل الجثث لدى الجانب الروسي

أكدت المصادر أن روسيا تتبع آلية دقيقة في جمع وتوثيق ونقل جثث الجنود، تشمل تصوير الجثة وتوثيق أي بطاقة هوية أو شارة عسكرية ترافقها، ثم إرسال نسخ من هذه الوثائق إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر والجانب الأوكراني.

وأوضحت أن الجثث تُسلّم ضمن وثائق رسمية تحدد أرقام تعريفية فريدة، ما يجعل عمليات التلاعب أو التبديل المزعوم غير ممكنة من الناحية الإجرائية.

تحوّل أمني في أوكرانيا وتأثيره

لفتت المصادر إلى أنه خلال فترة إشراف إدارة الاستخبارات الأوكرانية على عمليات استعادة الجثث، لم تُسجّل أية حالات تلاعب أو اتهامات، بينما ظهرت الاتهامات الأخيرة فقط بعد أن تولّى جهاز الأمن الأوكراني الداخلي مسؤولية هذه العمليات، ما دفع الجانب الروسي إلى اعتبار ما يحدث "محاولات استفزازية ومسيّسة".

الاتهامات الأوكرانية بين التشويه والتقاعس

وصفت المصادر الروسية تصريحات وزير الداخلية الأوكراني بأنها "محاولة استفزازية لتشويه صورة الجهود الإنسانية الروسية"، مشيرةً إلى أن أوكرانيا تأخرت مرارًا في استقبال جثث جنودها، رغم إعلان روسيا عن استعدادها لتسليم نحو 3 آلاف جثة أخرى لعسكريين أوكرانيين.

وأكدت المصادر أن هذه التصريحات تأتي في إطار محاولات من "نظام كييف" لتقويض الدور الإنساني الذي تقوم به موسكو، رغم أنها تواصل عمليات النقل بشكل شفاف وتوثيق كامل.

مخاوف روسية من تسييس العمل الإنساني

وختمت المصادر الروسية بالتأكيد على أن موسكو ماضية في التزامها بتطبيق القواعد الدولية والإنسانية في تبادل الجثث، داعية الجانب الأوكراني إلى الكفّ عن استخدام هذه الملفات الحساسة لأغراض سياسية أو دعائية، على حساب آلام عائلات الجنود القتلى من كلا الطرفين.

search