الثلاثاء، 24 يونيو 2025

12:53 ص

بعد استهداف "العديد".. قواعد أمريكية في مرمى النيران الإيرانية

استهداف قاعدة العديد

استهداف قاعدة العديد

بدأ الرد الإيراني على الهجوم الأمريكي المباشر الذي أمر به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي استهدف ثلاثة مواقع نووية رئيسية داخل إيران، بضرب أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وهي قاعدة العديد الجوية في دولة قطر.

تحذيرات إيرانية وردود فعل

وكانت طهران قد أصدرت تحذيرات شديدة اللهجة إلى واشنطن، مؤكدة أنها سترد بقوة على أي عدوان. 

وقال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في خطاب متلفز يوم الأربعاء:

"يجب أن يعلم الأمريكيون أن أي تدخل عسكري سيقابَل بأضرار لا يمكن إصلاحها، وأن الدخول في هذه الحرب سيكون بالكامل على حسابهم، الضرر الذي سيلحق بهم سيكون أكبر بكثير مما يمكن أن تتعرض له إيران".

تحركات أمريكية لحماية القواعد

من جانبها، كانت الولايات المتحدة قد اتخذت احتياطات مسبقة تحسبًا لأي رد فعل إيراني، حيث نقلت بعض الطائرات والسفن إلى مواقع أكثر أمانًا، وقيّدت الوصول إلى قاعدة العديد، وفقًا لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية.

وأفادت تقارير أمريكية بأن إيران استخدمت في الهجوم صواريخ متوسطة المدى (بمدى يصل إلى 1240 ميلاً) وقصيرة المدى (حتى 435 ميلاً). ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، فإن إيران استنفدت تقريبًا مخزونها من الصواريخ متوسطة المدى، لكنها لا تزال تحتفظ بترسانة وفيرة من قصيرة المدى.

قواعد أمريكية في مرمى النيران

بحسب تقرير صادر عن مشروع الدفاع الصاروخي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ونشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن العديد من القواعد الأمريكية في الخليج تقع ضمن نطاق الصواريخ الإيرانية قصيرة المدى، وتشمل:

  • الكويت: تحتوي على قاعدتين جويتين وعدد من المنشآت العسكرية.
  • العراق: بها عشرات القواعد والمعسكرات، منها الحرير وعين الأسد.
  • قطر: تضم قاعدة العديد الجوية التي تحتوي على مراكز قيادة عمليات أمريكية حساسة.
  • الإمارات: تشمل قاعدة الظفرة الجوية التي تستضيف الجناح الاستكشافي 380 وتعمل كمركز عمليات لطائرات "MQ-9 Reaper" بدون طيار.

شبكة القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط

وفقًا لتقديرات مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، تدير الولايات المتحدة شبكة من 19 موقعًا عسكريًا في المنطقة، من بينها 8 قواعد دائمة موزعة في: البحرين، مصر، العراق، الأردن، الكويت، قطر، السعودية، والإمارات.

ويتمركز عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين في هذه الدول، على مقربة مباشرة من السواحل الإيرانية، مما يجعلهم عرضة لهجمات الصواريخ والطائرات المسيّرة. وعلى الرغم من وجود منظومات دفاع جوي متطورة، فإن عامل الوقت المحدود يجعل احتمالات التصدي للهجمات أقل، كما حدث سابقًا مع إسرائيل التي لم تتمكن من اعتراض كل المقذوفات رغم بُعد المسافة.

أهداف محتملة وهجمات سابقة

لا يُستبعد أن تختار إيران توسيع نطاق الهجمات لتشمل منشآت نفط وغاز استراتيجية في دول الخليج، في محاولة لفرض تكلفة اقتصادية على التدخل الأمريكي.

وكان هجوم عام 2019 بطائرات مسيّرة على موقعي نفط في السعودية قد تسبب في خفض إنتاج المملكة إلى النصف مؤقتًا، وهو ما نُسب إلى إيران رغم إعلان الحوثيين مسؤوليتهم.

وتعرضت القوات الأمريكية لهجمات متعددة منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، سواء من ميليشيات عراقية مدعومة من إيران أو من جهات أخرى.

أبرز هذه الهجمات وقع في يناير 2024، حين استهدفت طائرة مسيّرة القاعدة الأمريكية "البرج 22" في الأردن قرب الحدود السورية، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة العشرات. وقد اتهمت واشنطن وقتها "المقاومة الإسلامية في العراق" بتنفيذ الهجوم.

search