الخميس، 26 يونيو 2025

01:09 ص

بعد تسريب "التقييم السري".. هل قضت الضربة الأمريكية على نووي إيران؟

منشأة فوردو

منشأة فوردو

دنيا مهران

A .A

تشهد الساحة الإعلامية بين إيران والولايات المتحدة تضاربا متبادلا حول تأثير الضربة الأمريكية على المنشآت النووية في الجمهورية الإسلامية، إذ يؤكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدمير المنشآت بالكامل، بينما تنفي إيران هذه المزاعم، مؤكدةً أن الضربات التي استهدفت بعض المواقع أسفرت عن أضرار سطحية للغاية، بحسب وصفها.

ووفقًّا لتقرير نشرته CNN، لم تدمر الضربات العسكرية الأمريكية على ثلاث منشآت نووية إيرانية في نهاية الأسبوع الماضي، المكونات الأساسية للبرنامج النووي للبلاد، ومن المرجح أنها أخرت تشغيله لعدة أشهر فقط، وفقا لتقييم استخباراتي أمريكي مبكر وصفه سبعة أشخاص مطلعين عليه.

وأفاد اثنان من المطلعين على التقييم لشبكة CNN بأن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يُدمَّر، وقال أحدهما إن أجهزة الطرد المركزي "سليمة" إلى حد كبير، وأضاف الآخر أن اليورانيوم المخصب نُقل من المواقع قبل الضربات الأمريكية.

اعتراف أمريكي بالتقييم 

وأضاف: “تقييم وكالة استخبارات الدفاع هو أن الولايات المتحدة أرجعتهم إلى الوراء بضعة أشهر، على الأكثر”، واعترف البيت الأبيض بوجود هذا التقييم، لكنه أوضح أنه لا يتفق معه.

وصرحت  السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، لشبكة CNN في بيان: “هذا التقييم المزعوم خاطئ تمامًا، وقد صُنف على أنه سري جدًا، ولكن مع ذلك سُرب لـ CNN من قِبل شخص مجهول، ضعيف المستوى، في مجتمع الاستخبارات”.

وأوضحت ليفيت أن تسريب هذا التقييم المزعوم محاولة واضحة لتشويه سمعة الرئيس ترامب، وتشويه سمعة الطيارين المقاتلين الشجعان الذين نفذوا مهمةً مُحكمة التنفيذ للقضاء على البرنامج النووي الإيراني"، وأضافت: "يعلم الجميع ما يحدث عندما تُسقط أربع عشرة قنبلة، وزن كل منها 30 ألف رطل، على أهدافها بدقة، تدميرٌ كامل".

وردّا على تقرير  CNN كتب ترامب، في منشور له على منصته “تروث سوشيال”: "إنها إحدى أنجح الضربات العسكرية في التاريخ"، مؤكدًا: “المنشآت النووية في إيران دُمِّرت بالكامل”، كما صرح الجيش الأمريكي بأن العملية جرت كما هو مخطط لها وأنها حققت "نجاحا باهرا".

وأكد ترامب للصحفيين خلال قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو”، اليوم الأربعاء في هولندا، أن التدمير كان شاملًا، مشيرًا  إلى أن نحو  30 صاروخا انطلقت من الغواصات الأمريكية أثناء الهجوم ودمرت أهدافها بدقة في إيران، ما يبين أن موقع فوردو مُحي بالكامل. 

كما أشار ترامب إلى أن المعلومات الاستخباراتية غير حاسمة، ووصف وسائل الإعلام التي نشرت تقارير عنها بـ"الحثالة".

واعتبر الرئيس دونالد ترامب العملية أنها "نجاح عسكري باهر"، مؤكدًا أنها "دمرت بشكل تام وكامل ثلاث منشآت نووية في إيران".

وأكد وزير الدفاع بيت هيجسيث، أنه سيكون هناك تحقيق في كيفية تسريب التقييم الاستخباراتي والذي وصفه بأنه “تقييم مبدئي منخفض الثقة”، وأضاف وزير الخارجية ماركو روبيو: “إن هؤلاء المسربين هم طعنات محترفة”.

ويتكوف: مجرد سخافات

وأكد المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لشبكة “فوكس نيوز” أنه تم تدمير المنشآت بالكامل، حيث قال: “دمرنا بالكامل منشأة أصفهان فوق الأرض بقنبلة خارقة للتحصينات وزنها 30 ألف رطل، مضيفًا ”الضربات حرمت إيران من القدرة على تطوير سلاح".

ووصف ويتكوف التقارير التي تفيد بأنهم لم يحققوا الهدف المطلوب بتدمير البرنامج النووي الإيراني بأنها “مجرد سخافات”، وقال: “فوردو كان آخر مفاعل تخصيب وألقينا عليه 12 قنبلة خارقة للتحصينات ولا شك أننا دمرناه تمامًا”.

كما وصف ويتكوف مشاركة التقييم الأمريكي مع الصحفيين، بأنه أمر “مخزٍ”، مشيرًا إلى أنها خيانة يجب التحقيق فيها، وفقًا لما نقلته “فوكس نيوز”.

ورفضت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية (ODNI) التعليق على التقييم الصادر عن وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA)، بشأن نتائج الضربات الأخيرة على المواقع النووية الإيرانية.

ويُنسّق مكتب مدير الاستخبارات الوطنية (ODNI) عمل 18 وكالة استخبارات أمريكية، من بينها وكالة استخبارات الدفاع التي تُعد الذراع الاستخباراتية للبنتاجون، والمسؤولة عن جمع المعلومات حول الجيوش الأجنبية وقدرات الخصوم، وفي السياق ذاته، لم تصدر الحكومة الإسرائيلية أي تقييمات رسمية بشأن الضربات الأمريكية.

استهداف مباشر للمنشآت النووية الإيرانية

ووفق الرواية الرسمية الأمريكية، شنت قاذفتان من طراز B-52 هجمات على موقعين نوويين إيرانيين باستخدام قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات، في حين استهدفت غواصة أمريكية موقعًا ثالثًا بصواريخ "توماهوك" الموجهة.

رغم التصريحات المتفائلة من البيت الأبيض ووزارة الدفاع، عبّر رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال دان كين، عن موقف أكثر تحفظًا، حيث قال إن "التقييمات الأولية تشير إلى أن المواقع الثلاثة تعرضت لأضرار وتدمير شديدين"، دون تأكيد تام على القضاء الكامل على البرنامج النووي.

اضرار لمنشآت إيران النووية

وأصدرت شركة "ماكسار تكنولوجيز"، وهي شركة مقاولات دفاعية أمريكية، يوم الأحد الماضي صورًا التقطتها الأقمار الصناعية تظهر النشاط في منشأة فوردو النووية الإيرانية قبل الضربات الجوية الأمريكية .

وتُظهر الصور للمصنع السري، التي تم التقاطها يومي الخميس والجمعة، نشاط الشاحنات والمركبات قرب مدخل المجمع العسكري تحت الأرض.

منشأة فوردو
فوردو النووية
منشاة فوردو النووية
منشاة فوردو النووية
منشاة فوردو النووية

وتقع منشأة فوردو الإيرانية الشبيهة بالحصن على عمق 300 قدم تحت جبل، ومُدعّمة بطبقات من الخرسانة، جنوب العاصمة الإيرانية طهران، وهي الموقع النووي الأكثر تحصينًا وتطورًا في البلاد، وفقًا لـ “CNBC”.

إيران: الضربات سببت فقط أضرارًا سطحية 

وفي المقابل، نفت إيران تدمير منشآتها النووية، مؤكدة أن الضربات التي استهدفت بعض المواقع أسفرت عن أضرار محدودة وسطحية فقط، دون المساس بالبنية الأساسية للبرنامج النووي. 

وأوضحت مصادر في طهران أن المنشآت المتقدمة مثل مفاعل نطنز وفوردو لا تزال تعمل بكفاءة، وأن عمليات التخصيب لم تتأثر بشكل جوهري، وفقًا لوسائل إعلام إيرانية.

search