السبت، 28 يونيو 2025

12:40 ص

هل يجوز صيام شهر محرم كاملا؟.. الإفتاء تجيب

 صيام شهر محرم

صيام شهر محرم

محمد لطفي أبوعقيل

A .A

أجابت دار الإفتاء عن سؤال ورد إليها حول جواز صيام شهر محرم كاملًا، حيث أكدت أنه لا مانع شرعًا من صيام الشهر بكامله، مشيرة إلى أن الصيام فيه من السنن المندوبة، شأنه في ذلك شأن بقية الأشهر الحرم، بل إن أفضلها شهر المحرم.

واستشهدت الدار بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال فيه: "أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ" (رواه أبو داود والترمذي)، مما يدل على فضل الصيام في هذا الشهر العظيم.

الهجرة النبوية وبداية التقويم الإسلامي

وفي سياق متصل، تناولت دار الإفتاء الحكمة من اتخاذ الهجرة النبوية بداية للتقويم الإسلامي، مؤكدة أن الهجرة كانت حدثًا فارقًا في تاريخ الأمة الإسلامية، لما حملته من معانٍ سامية في الإخلاص والتضحية والتمسك بالدين. فقد ترك الصحابة أوطانهم وأموالهم طلبًا لرضا الله، ومدحهم الله تعالى في قوله: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحشر: 8].

وأكدت أن الهجرة كانت البداية الحقيقية لبناء الدولة الإسلامية، وإرساء قواعدها التشريعية والتنظيمية، بما في ذلك مبادئ التعايش والتعددية، وهو ما جعل الصحابة يختارونها نقطة انطلاق للتقويم الإسلامي، كما ورد في رواية الطبري عن ميمون بن مهران، والتي تشير إلى أن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو من دعا إلى وضع تأريخ إسلامي يعتمد على الهجرة.

لماذا كان المحرم بداية العام الهجري؟

أما عن سبب بدء العام الهجري بشهر المحرم رغم أن الهجرة وقعت في ربيع الأول، فقد أوضحت دار الإفتاء أن العزم على الهجرة جاء مع بداية شهر المحرم بعد انتهاء موسم الحج وبيعة الأنصار، ما جعله توقيتًا رمزيًّا مناسبًا لبداية التقويم.

ونقلت الدار عن الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" قوله: "وإنما أخَّروه من ربيع الأول إلى المحرم؛ لأن ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرم، إذ وقعت البيعة في ذي الحجة، فكان أول هلال بعد البيعة هو هلال المحرم، فناسب أن يُجعل مبتدأً للتقويم".

search