الجمعة، 27 يونيو 2025

02:48 ص

"شبكة داخل شقة".. موبايل ترامب يضعه في قفص الاتهام "بكل فخر"

هاتف ترامب المحمول

هاتف ترامب المحمول

أثار الهاتف الذكي الجديد الذي يحمل اسم "ترامب T1" عاصفة من التساؤلات والانتقادات، خاصة بعد التعديلات المفاجئة التي طرأت على صفحة الحجز المسبق الخاصة به، ما فتح الباب أمام شكوك حقيقية بشأن مصدر تصنيعه والمواصفات التي روّج لها سابقًا.

صنع في أمريكا

رصد موقع "The Verge" تغييرات واضحة في الصفحة الرسمية للهاتف، أبرزها حذف عبارة "صنع في أمريكا" واستبدالها بجملة أكثر رمزية: “أمريكي بكل فخر”، كذلك أزيلت أي إشارات مباشرة إلى أن الهاتف تم تصنيعه أو تصميمه داخل الولايات المتحدة، ما أثار تساؤلات حول دقة الادعاءات التسويقية، بحسب تقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز”.

مواصفات تنكمش وصمت رسمي

لم تقتصر التعديلات على اللغة فقط، بل شملت أيضًا تفاصيل المواصفات الفنية للهاتف، مثل تقليص حجم الشاشة من 6.75 إلى 6.25 بوصات، واختفاء الإشارة إلى حجم الذاكرة العشوائية التي كانت تبلغ 12 جيجابايت سابقًا.

وفي مواجهة هذه التغييرات، التزمت مؤسسة ترامب الصمت، رافضة التعليق على استفسارات الصحفيين.

شركة بلا سجل واضح تشغل الشبكة

تكمن المشكلة الأكبر في هوية مشغل الشبكة، فالهاتف يعتمد على خدمات شركة تدعى "ليبرتي موبايل وايرلس"، تأسست عام 2018 وتتخذ من شقة داخل برج ترامب في ميامي مقرًا لها.

تربط السجلات بين مؤسسها، مات لوباتين، وعدد من المشروعات التي لم يكتب لها الاستمرار، والأسوأ أن الشركة لم ترد على أي محاولة تواصل من الصحافة.

مصير الهاتف مرتبط برخصة افتراضية

تلعب "ليبرتي موبايل" دورًا محوريًا في خطة إريك ترامب لتقديم خدمات الهواتف المحمولة، كونها تملك الرخصة اللازمة لتشغيل شبكة افتراضية، وبدونها لا يمكن للمؤسسة إطلاق شبكتها الخاصة، ما يهدد مستقبل مشروع الهاتف بالكامل.

هل يمكن فعلًا تصنيع هاتف أمريكي بالكامل؟

أوضح تود ويفر، الرئيس التنفيذي لشركة "Purism" الأمريكية، التي تصنع هاتف "Librem 5" الموجه للخصوصية، أن تصنيع هاتف بمواصفات عالية بالكامل داخل أمريكا أمر شبه مستحيل من الناحية التجارية، مشيرًا إلى أن شركته، رغم تصنيعها المحلي، لم تتمكن من مجاراة الشركات الكبرى.

شروط صارمة لاستخدام شعار "صنع في أمريكا"

للحصول على تصنيف "صنع في أمريكا" من هيئة التجارة الفيدرالية، يجب أن تكون معظم مكونات الهاتف أمريكية بالكامل، ولا يسمح بنسبة ملحوظة من الاستيراد، وهذا يعني أن أي ادعاء بهذا الشأن يتطلب شفافية ومكونات فعلية تصنع داخل البلاد.

تحدٍ لم تنجح فيه شركات كبرى

يرى مدير الأبحاث في "Counterpoint Research"،  جيف فيلدهاك، أن مؤسسة ترامب تواجه تحديًا معقدًا للغاية في الجمع بين الادعاء بالتصنيع الأمريكي وتحقيق الجدوى الاقتصادية. 

ويؤكد: "لم نشهد شركة استطاعت تجاوز هذا التحدي بنجاح حتى الآن".

search