من الحقل إلى المقابر.. حكاية فتيات "كفر السنابسة"

ضحايا حادث المنوفية
في صباح أمس الجمعة، وبينما كانت معظم الأسر تستعد ليوم الراحة الأسبوعية، استيقظ 18 فتاةً وشابًا من أبناء قرية "كفر السنابسة" التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، استعدادًا ليوم عمل شاق في إحدى مزارع العنب الواقعة على الطريق الإقليمي بمحيط مركز أشمون.
خرجوا من بيوتهم في الظلام قبل شروق الشمس، ليس حبًا في التعب، بل بحثًا عن لقمة عيش بالحلال لا تتجاوز 120 جنيهًا في اليوم، مبلغ زهيد، لكنه يحمل قيمة كبيرة في بيوتٍ بسيطة تعيش على الكفاف، ويعد مصدر دعم أساسيًا لأسرهم.
ضحايا حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية
بين الحلم والدم
كانت أغلب الفتيات في مقتبل العمر، لا تتجاوز أعمارهن 14 إلى 20 عامًا؛ منهن من كانت تساعد في تجهيز نفسها للزواج، وأخرى تعيل أسرتها، وثالثة تحاول التوفير لمصاريف دراستها.
كلهن خرجن للعمل بعزة وكرامة، في صمتٍ معتاد على بنات الريف المصري.
لكن الطريق لم يرحم، وأثناء سيرهن على الطريق الإقليمي، اصطدمت سيارة نقل مسرعة بالميكروباص الذي كان يقلهن، فانقلب الحلم إلى مأساة.
دماء على الأسفلت
انقلب الميكروباص بعد الاصطدام، وتناثرت أجساد الفتيات على الطريق في مشهد مأساوي، هرع المارة لإنقاذ من يمكن إنقاذه، لكن أغلب الضحايا فارقن الحياة في الحال، بينما نُقل المصابون إلى المستشفيات القريبة، في محاولة لانتشالهم من بين الحياة والموت.
قائمة الضحايا
بين الضحايا:
- مشرف محمد (14 عامًا): كانت تحلم بأن تصبح طبيبة.
- مروة أشرف (19 عامًا): تعمل لتساعد أمها المريضة.
- ملك عربي فوزي (18 عامًا): كانت تستعد لحفل زفافها.
- سارة محمد كوهية (14 عامًا): كانت ترغب في دخول مدرسة التمريض.
بالإضافة إلى أسماء أخرى من نفس القرية، جميعهن خرجن من بيت واحد هو "كفر السنابسة"، وسقطن في نفس اليوم، على نفس الطريق، في نفس اللحظة.
صدمة في المستشفيات وقرية في حداد
شهدت المستشفيات مشاهد مؤلمة، حيث تجمع العشرات من الأهالي؛ بعضهم يصرخ، وبعضهم يهمس بالدعاء، وبعضهم انهار بعد تلقي خبر الوفاة. أمهات تمسكن بصور بناتهن، وآباء فقدوا النطق، وأشقاء يبكون على الأرصفة.
وفي قرية "كفر السنابسة"، خيم الحزن على كل البيوت، لم يعد هناك شارع يخلو من سرادق عزاء، ولا بيت إلا وفيه من فقد بنتًا أو قريبة أو جارة.
نهاية مؤلمة لرحلة شقاء
لم يكن الحادث مجرد تصادم على الطريق، بل كان فصولًا من الألم، بطلاتها بنات اخترن الشقاء بدلًا من السؤال، خرجن في الصباح بحثًا عن الرزق، فعدن في المساء مكفَّنات.
"عرائس العنب"
تحوّل يوم الجمعة من يوم راحة إلى يوم حزن، ومن يوم رزق إلى يوم فراق. سُجّلت الحادثة في أوراق الشرطة، لكنها ستظل محفورة في قلوب من عرفوا هؤلاء الفتيات، وفي ذاكرة قرية لا تزال تبكي على "عرايس العنب" التي لم تكتمل أفراحهن.











الأكثر قراءة
-
ضبط 4 متهمين في واقعة الفيديو الفاضح على المحور
-
كواليس خطاب 7 سبتمبر.. "الري" طالبت المحافظات بإخلاء طرح النهر قبل شهر
-
مفهوم الحرية
-
بـ"مشروع جديد".. رحمة أحمد تشارك جمهورها أول ظهور بعد أزمتها الصحية
-
سيدة أعمال تتهم موظفة بخدش براءة ابنتها بالهرم.. والمتهمة: "بحب جوزها"
-
مديرة الشركة الألمانية مصممة العرض البصري للمتحف المصري الكبير: حولنا الآثار لحكاية (حوار)
-
كسر بالأنف وعاهة بالعين.. مأساة الصغير ياسين مع مدمني بودر دمرا مستقبله
-
20 بندًا أمام غزة.. هل تغافلت حماس عن البنود الأخطر في خطة ترامب؟

أخبار ذات صلة
اليوم.. نظر طعن إبراهيم سعيد على قرار منعه من السفر
05 أكتوبر 2025 02:30 ص
محاكمة مدير أعمال "حمو بيكا" بتهمة النصب اليوم
05 أكتوبر 2025 01:00 ص
ضبط المتهمة في واقعة استدراج طفلة بالقليوبية واسترداد قرطها الذهبي
05 أكتوبر 2025 12:18 ص
ضبط 4 متهمين في واقعة الفيديو الفاضح على المحور
04 أكتوبر 2025 11:04 م
في 3 ساعات.. الداخلية تُسقط أخطر تشكيل إجرامي ببني سويف
04 أكتوبر 2025 11:01 م
"مكانش قصدي الفضيحة".. أول تعليق من مصور فيديو الفعل المخل على المحور
04 أكتوبر 2025 10:58 م
فيديو لمشاجرة في الهرم بسبب ركنة سيارة يثير غضب السوشيال ميديا
04 أكتوبر 2025 10:41 م
أمام أعين المارة.. الداخلية تفحص فيديو الاعتداء على سيدة وابنتها بالجيزة
04 أكتوبر 2025 10:12 م
أكثر الكلمات انتشاراً