السبت، 28 يونيو 2025

10:15 ص

هدير طالبة التمريض ضحية "الإقليمي".. آخر مشوار كان بحثًا عن "لقمة حلال"

هدير عبد الباسط خليل قنديل

هدير عبد الباسط خليل قنديل

جهاد عبد المولى ـ شاما الريس

A .A

في صباح يوم الجمعة، غادرت هدير عبد الباسط خليل قنديل منزلها بمحافظة المنوفية، بعد أن أصرت على الذهاب للعمل بدلًا من والدتها في قطف العنب بإحدى المزارع، قائلة:"إنتِ ريّحي النهاردة، وأنا هساعد نفسي.. عارفة إن مصاريفي كتير."

هدير، طالبة في معهد التمريض، تبلغ من العمر 19 عامًا، اختارت أن تعمل باليومية مقابل 130 جنيهًا، لتخفف العبء عن أسرتها وتدخر لمصاريف دراستها.

كانت تدرك معنى المسؤولية، وتحلم بمستقبل أفضل، ورغم صغر سنها، حملت على كتفيها هموم بيتٍ كامل.

الحلم لم يكتمل

في حادث مأساوي على الطريق الدائري الإقليمي، لقيت هدير مصرعها ضمن 18 فتاة تتراوح أعمارهن بين 16 و19 عامًا، أثناء عودتهن من العمل، بعد استقلالهن سيارة نصف نقل مخالفة لاستخدامها في نقل الركاب.

وشهدت محافظة المنوفية جنازات مهيبة لهؤلاء الفتيات، اللاتي تحطمت أحلامهن تحت عجلات الإهمال.

منهن من كانت تدخر لاستكمال تعليمها، وأخرى تعين إخوتها على مصاريف الدراسة، وثالثة تعمل لتجهّز نفسها للزواج. إحداهن شيّعها خطيبها وهو يحمل نعشها بدلًا من فستان الزفاف.

وجوه بريئة.. وأرواح خرجت للرزق فعادت في أكفان

وجوه بريئة، وأرواح طاهرة خرجن من بيوتهن بحثًا عن لقمة عيش شريفة، فعُدن إلى أهلهن مكفَّنات.

المأساة فتحت جراحًا عميقة، وأثارت مطالبات شعبية بمحاسبة المسؤولين عن تشغيل الفتيات في ظروف غير آدمية، وباستخدام وسائل نقل وطرقات لا تصلح إلا للبضائع.

search