الأحد، 29 يونيو 2025

05:53 ص

يستعدون لجولة جديدة.. أسرار العائدون للحياة بعد إعلان إسرائيل وفاتهم

العائدون للحياة بعد وفاتهم لدى إسرائيل

العائدون للحياة بعد وفاتهم لدى إسرائيل

سيد محمد- إياد الشناوي

A .A

فاجأت إيران المتابعين، وعلى رأسهم الجانب الإسرائيلي، بظهور شخصيات بارزة كانت قد أُعلن عن وفاتها في تقارير سابقة على قيد الحياة، وفي مناسبات علنية. 

وجاءت تلك المشاهد لتُعيد إلى الأذهان حالات مشابهة ظهرت خلالها شخصيات من حركة "حماس" سبق أن أعلنت إسرائيل عن "تحييدها"، لتظهر لاحقًا في عروض عسكرية أو فعاليات جماهيرية.

علي شمخاني.. المستشار الذي عاد إلى الواجهة

أحد أبرز الأسماء التي تصدّرت المشهد هو الأدميرال علي شمخاني، كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني، والذي كانت وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قد تحدثت عن مقتله في وقت سابق، متأثرًا بجروح بالغة إثر استهداف منزله ضمن عملية عسكرية أطلقت عليها إسرائيل اسم "الأسد الصاعد".

شمخاني، الذي شغل عدة مناصب رفيعة من بينها رئاسة البرنامج النووي الإيراني، وأمانة المجلس الأعلى للأمن القومي، وقيادة القوات البحرية للحرس الثوري، ظهر مؤخرًا في لقاء رسمي بالعاصمة طهران، مؤكدًا أنه بصحة جيدة، قائلاً: "أنا على قيد الحياة، ومستعد للتضحية في سبيل الجمهورية الإسلامية".

إسماعيل قاآني.. من قائمة المستهدفين إلى منصة الخطاب

شخصية أخرى بارزة ظهرت بعد إعلان وفاتها هي إسماعيل قاآني، قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني وخليفة قاسم سليماني. وكانت تقارير إعلامية إسرائيلية قد زعمت مقتله خلال غارات جوية استهدفت مواقع داخل إيران.

قاآني ظهر في 25 يونيو 2025 خلال مراسم عسكرية بطهران، وألقى خطابًا أكد فيه استمرار "المواجهة"، مشددًا على أن بلاده "لن تتراجع عن مبادئها". 

واعتُبر هذا الظهور بمثابة نفي رسمي لكل ما تم تداوله سابقًا حول مقتله.

الحواجري.. قائد في "كتائب القسام" يعود من جديد

لم تقتصر المشاهد المفاجئة على الساحة الإيرانية، إذ أعادت حركة "حماس" تكرار السيناريو ذاته، بعد ظهور هيثم الحواجري، قائد كتيبة الشاطئ التابعة لـ"كتائب القسام"، في مشهد علني خلال مراسم تسليم أحد الأسرى الإسرائيليين في ميناء غزة.

وكانت إسرائيل قد أعلنت في ديسمبر 2023 عن "تحييد" الحواجري في إحدى الضربات الجوية. 

ومع ذلك، أكد ظهوره الأخير فشل هذه العملية، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إصدار بيان قال فيه: "المعلومات الاستخبارية التي بُني عليها إعلان تحييد الحواجري لم تكن دقيقة"، في إشارة إلى وجود ثغرات كبيرة في تقديراتها الميدانية.

حسين فياض.. قائد "بيت حانون" حي رغم التقارير

المفاجأة الرابعة كانت ظهور حسين فياض، المعروف بلقب "أبو حمزة"، قائد كتيبة بيت حانون في "كتائب القسام"، والذي كانت إسرائيل قد أعلنت مقتله في مايو الماضي.

وتداولت وسائل إعلام مقطع فيديو يُظهر فياض في مدينة بيت حانون، أثناء تقديمه واجب العزاء لعائلات ضحايا، مؤكدًا في تصريحات مقتضبة أن المعركة "لا تُقاس فقط بالنتائج المباشرة، بل بأهدافها ورمزيتها"، في رسالة بدت وكأنها رد غير مباشر على الشكوك التي أُثيرت حول استمرار نشاط الحركة.

مشاهد تثير تساؤلات حول دقة البيانات الاستخبارية

تكرار ظهور شخصيات بارزة سبق الإعلان عن وفاتها من قبل إسرائيل، سواء في إيران أو غزة، أعاد الجدل حول مدى دقة التقارير الاستخباراتية الصادرة عن المؤسسات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، وعلى رأسها جهاز "الموساد" والجيش.

وتؤكد هذه الحالات أن جزءًا من العمليات التي أُعلن عن نجاحها إعلاميًا، قد تكون استندت إلى معلومات غير دقيقة أو تقديرات ميدانية متسرعة، الأمر الذي قد ينعكس سلبًا على صورة تلك الأجهزة أمام الرأي العام الإسرائيلي والدولي.

search