الأربعاء، 02 يوليو 2025

08:45 ص

"هارب" متهم في إثارة البحر المتوسط.. الحقيقة من "بطن الحوت" (فيديو)

التحكم في المناخ- تعبيرية

التحكم في المناخ- تعبيرية

تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لقبطان بحري يدعى محمد نور، عبر “تيك توك”، يتحدث فيه عن رصد حركات غريبة وتحركات في باطن البحر المتوسط مجهولة المصدر، تندد بحدوث مجموعة من الزلازل والكوارث الطبيعية المستقبلية.

البحر المتوسط

وخلال مقطع الفيديو المثير للجدل، زعم القبطان الشاب، أن هذه الظواهر ليست عشوائية، بل إنها بفعل فاعل بنسبة 100%، محذرًا من كارثة بحرية مرتقبة ستصيب البحر المتوسط الفترة المقبلة. 

تأتي مزعم القبطان لتعيد الجدل حول نظريات المؤامرة ومشروع هارب "HAARP" الأمريكي، المعني بدراسة الغلاف الأيوني للأرض، والذي ارتبط بشائعات حول قدرته على افتعال هزات أرضية في أي مكان والتحكم في حالة المناخ والطقس، باعتباره سلاحًا فتاكًا ضد أي عدو.

مشروع هارب HAARP

أنشئ برنامج هارب عام 1990، بقرار من الكونجرس الأمريكي والقوات البحرية الأمريكية، وهو مشروع علمي يهدف لدراسة خصائص سلوك طبقة الأيونو سفير، الممتدة بين 50 و400 ميل فوق سطح الأرض، وهي الحد الفاصل بين الغلاف الجوي السفلي للأرض وفراغ الفضاء.

مشروع هارب

وبحسب الموقع الإلكتروني للمشروع، يُطلق البرنامج، موجات عالية من الترددات، باتجاه الغلاف الأيوني، وتهدف المؤسسة لدراسة الآليات الفيزيائية التي تحدث في الطبقات الأعلى من الغلاف الجوي.

كما يعمل البرنامج على إرسال موجات لاسلكية لتسخين الإلكترونات في الغلاف الجوي، فتنشأ اضطرابات صغيرة مشابهة لتلك التي تحدث في الطبيعة بشكل يتيح للعلماء دراستها ومراقبتها للتوصل لنتائج تصلح لتطوير أنظمة الاتصالات والمراقبة العسكرية والمدنية، وأنظمة الملاحة.

التحكم في المناخ

ووفقًا لتصريحات سابقة من بعض العلماء لـ"رويترز"، البرنامج البحثي لـ هارب، ليس قادرًا على تعديل الطقس، إذ يبعث هارب موجات ضعيفة تعادل موجات محطات بث الراديو إلى طبقتين فقط في الغلاف الجوي، ولا تصل للطبقات التي تتحكم في الطقس.

وبحسب رود بويس المتحدث الرسمي باسم معهد الجيوفيزياء في جامعة ألاسكا، التي تتولى إدارة مشروع هارب منذ 2015، فقد أنشأت المحطة لدراسة العمليات الفيزيائية في طبقتي الثيرموسفير، والأيونو سفير.

تعديل الطقس

ويشير تعديل الطقس وفقًا “لرويترز”، إلى التغيير المتعمد أو غير المتعمد لأحوال الغلاف الجوي بشكل كافي لتعديل الطقس على المستويين المحلي والإقليمي.

وأشار الخبراء، إلى أن النشاط الوحيد الذي يمارسه البشر وقادر على تغيير المناخ على المستوى العالمي هو حرق الوقود الأحفوري وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وقال مدير برنامج علوم المناخ بمختبر الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية، هوارد دياموند، إن مشروع “هارب” ليس جزءًا من أي نشاط متعلق بالتعديل المناخي، أو رفع درجات الحرارة، أو زيادة حدة الكوارث الطبيعية.

تسونامي في مصر

ومن جانبه، أوضح رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، الدكتور شريف الهادي، أن الاضطرابات المشار إليها في الفيديو المتداول ليست تسونامي.

تسونامي

وأضاف الدكتور شريف الهادي لـ“تليجراف مصر”: "حدوث تسونامي يتطلب أن يسبقه زلزال لا يقل قوته عن 7 درجات على مقياس ريختر، وهو أمر لم تسجله شبكات المراقبة في المنطقة”.

وتابع أن الأمواج المرتفعة الحالية ناتجة عن تغيرات مناخية طبيعية في بداية فصل الصيف، تشمل ارتفاع درجات الحرارة ونشاط الرياح، وهي ظواهر معتادة لا تستدعي القلق، مشيرًا إلى أنه من النادر حدوث تسونامي في مصر، إذ سُجل آخر حدث تاريخي في عام 1303 ميلاديًا، وما قبله كان عام 365 ميلاديًا. 

من جهته، تساءل أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، عن الأدلة التي تدعم حدوث أي كارثة بحرية في البحر المتوسط قريبًا.

وأكد شراقي لـ"تليجراف مصر"، أن الظروف الجوية في الحوض المتوسط طبيعية، وأن زيادة الأمواج المتوقعة خلال منتصف الأسبوع قد ترجع إلى أسباب مناخية عادية.

احتياجات تسونامي

وأوضح شراقي أن التسونامي يتطلب زلزالًا قويًا جدًا مع انزلاق كتل أرضية كبيرة، وأن حدوث تسونامي بفعل الإنسان يحتاج إلى انفجارات نووية هائلة، وهو أمر غير وارد.

وأضاف: “لكي يحدث تسونامي بفعل الإنسان فإن الأمر يحتاج إلى 30 قنبلة نووية بحجم التي ألقيت على هيروشيما خلال الحرب العالمية، أي حوالي 2 مليون طن متفجرات، وأمريكا أسقطت 182 طن متفجرات على إيران في 21 يونيو 2025 على 3 مواقع نووية”.

search