دراسة تكشف: لماذا يدعم الإخوان إيران رغم الخلاف المذهبي؟
الدعم الإيراني
أصدر مركز "مسارات" للبحوث والدراسات، دراسة معمقة للباحث المتخصص في قضايا الإرهاب والتطرف، محمد حسام ثابت، بعنوان "دعم جماعة الإخوان الإرهابية لإيران: توافق مصالح أم اصطفاف استراتيجي؟".
تسلط الدراسة الضوء على منهجية (جماعة الإخوان المسلمين- جبهة لندن)، إذ تبنت مواقف علنية داعمة لإيران، خلال التصعيد الذي شهدته المنطقة بين طهران وتل أبيب في حرب الأيام الـ 12، حيث وجه القائم بأعمال المرشد العام منذ يوليو 2023 صلاح عبد الحق، رسالة مفتوحة في منتصف يونيو الماضي إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، أكد فيها “وقوف الجماعة إلى جانب إيران في مواجهة العدوان الصهيوني الغادر”، وعزى إيران في ضحايا الهجمات الإسرائيلية.
مظاهر التقارب العلني بين الإخوان وطهران
1-بيانات الدعم المفتوحة لإيران: تصاعد التقارب إلى العلن بإصدار جماعة الإخوان (جبهة لندن) بيانات رسمية تؤيد إيران في نزاعها مع إسرائيل، البيان الأول الذي صدر عن المتحدث الإعلامي باسم الإخوان اعتبر الضربات الإسرائيلية على إيران “عدوانًا خطيرًا على دولة إسلامية”، وطالب برد سياسي موحد من العالمين العربي والإسلامي.
-أما البيان الثاني فكان رسالة صلاح عبد الحق إلى خامنئي ذاته، يؤكد فيها “دعم الجماعة الكامل لإيران في مواجهة العدوان الصهيوني الغادر”، واستخدم عبد الحق في خطابه لغة حماسية دينية، رابطًا الهجمات الإسرائيلية على إيران بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ووصف إسرائيل بأنها تسعى لإضعاف “مراكز القوة في المنطقة، بما في ذلك إيران وجماعة الإخوان” بدعم أمريكي وغربي.
-كما شدد على مفهوم وحدة الأمة الإسلامية كسلاح أساس ضد “الكيان الصهيوني”، داعيًا لتجاوز الخلافات بين المسلمين، ومن اللافت أن خطاب عبد الحق تجاهل تماماً أي إشارة لدور إيران الإقليمي المثير للجدل، فلم يتطرق إلى دعم طهران لمليشيات مسلحة أو تأجيجها صراعات طائفية في سوريا واليمن والعراق، بل صور إيران كـ”بطل مُقاوم” يتعرض لمؤامرة صهيو-أمريكية، وهذا التحييد المتعمد للانتقادات تجاه إيران يتقاطع بوضوح مع خطاب الإعلام الإيراني ذاته؛ حيث تُقدم طهران كراعية للمقاومة دون ذكر لهيمنتها الإقليمية وأثرها المدمر في دول عربية عدة.
2-التناغم الإعلامي وحملات مشتركة: بالتوازي مع البيانات، لوحظ أن محتوى وسائل إعلام محسوبة على الإخوان أو المتعاطفين معهم بات يتقاطع موضوعيًا مع ما تبثه المنصات الإيرانية مثل قناة “العالم” الإيرانية و”المنار” التابعة لحزب الله اللبناني، فقد ركز خطاب الجماعة الإرهابية على أن الخطر الحقيقي هو إسرائيل وحدها، مع إغفال أي نقد لإيران، وهي نفس الرسالة التي تكررها قنوات طهران.
3-تواصل خلف الكواليس: تشير تقارير سياسية وإعلامية متعددة إلى وجود اتصالات غير معلنة بين قيادات جبهة لندن وشخصيات إيرانية (سواء دبلوماسيين أو ممثلي الحرس الثوري الناشطين في أوروبا)، وهذه الاتصالات تهدف إلى تعزيز تقاطع المصالح بين الجانبين في عدد من ملفات المنطقة، فعلى سبيل المثال يُتهم جناح لندن بالسعي للتنسيق مع طهران في الشأن اليمني عبر تقريب وجهات النظر مع جماعة الحوثي المدعومة إيرانيًا، وربما دعم مبادرات تهدئة أو تسويات تخدم الطرفين، أما ملف المعارضة البحرينية (ذات الغالبية الشيعية) فهناك مؤشرات على أن شبكات الإخوان في لندن قد تواصلت مع ناشطين بحرينيين معارضين مقربين من إيران، تحت مظلة دعم حقوق الإنسان والديمقراطية، الأمر الذي قد يخدم أجندة طهران ضد حكومة البحرين التي تعتبر الإخوان أيضاً خصماً سياسيًا.
4-دعم مالي غير مباشر: في ظل انحسار موارد الإخوان التقليدية، تتردد مزاعم عن دعم مالي إيراني غير مباشر يتدفق نحو جماعة الإخوان (جبهة لندن) عبر قنوات ملتوية، فبعض المؤسسات الخيرية المسجلة في بريطانيا أو الهيئات الأكاديمية ربما استُخدمت كواجهة لضخ أموال من أطراف مقربة من النظام الإيراني إلى مشاريع أو منصات إعلامية مرتبطة بالإخوان، لكن لم تتوفر أدلة قطعية علنية على هذا التمويل بعد، إلا أن نمط التحركات يشير إلى احتمال كبير بأن طهران تسعى لملء الفراغ المالي الذي تعانيه جبهة لندن، ومما يعزز هذه الشكوك وجود شبكة معروفة في بريطانيا تسعى إيران عبرها لتعزيز نفوذها الناعم، فقد كشف تحقيق صحفي في 2023 عن شبكة من الأكاديميين ومحللي مراكز الأبحاث مرتبطة بوزارة الخارجية الإيرانية، هدفها التأثير وكسب المتعاطفين في أوروبا، كما أثار الإعلام البريطاني في أبريل 2025 قضية لقاء مديرة مؤسسة خيرية في لندن مع مسؤول بالحرس الثوري الإيراني، محذرين من استغلال طهران للمؤسسات الخيرية لمد نفوذها، وهذه الشواهد وإن لم تكن متعلقة مباشرة بالإخوان، لكنها ترسم صورة للمناخ الذي يمكن أن تعمل خلاله قنوات التمويل السرية، وعليه، فإن استفادة جبهة لندن من دعم إيراني عبر وسطاء تظل فرضية منطقية في سياق التحالف الناشئ، لا سيما وأن مصادر داخلية أفادت أن جبهة إسطنبول ما تزال تحتفظ بنفوذ قوي في شبكات الدعم المالي القديمة، مما اضطر جبهة لندن للبحث عن روافد بديلة.
الأكثر قراءة
-
موعد مباراة بيراميدز وفلامنجو في كأس التحدي والقنوات الناقلة
-
بالمستندات، نص التحقيقات مع مديرتي مدرسة الإسكندرية في الاعتداء على 14 طفلًا
-
بعد صور متداولة، حقيقة تدهور الحالة الصحية للفنانة عبلة كامل
-
منها إهمال الصيانة، حالات تتيح للمالك فسخ عقد الإيجار القديم
-
سعر صرف الدولار مقابل الجنيه اليوم السبت 13 ديسمبر 2025
-
نائب محافظ الأقصر يزور مصابي انهيار منزل إسنا ويواسي أسر الضحايا
-
"كميات محدودة"، الحكومة تعلق على تسرب مياه الأمطار إلى بهو المتحف الكبير
-
"العمل" تُعلن عن 747 وظيفة في شركات قطاع خاص بالجيزة
أخبار ذات صلة
"ابدأ وهتوصل"، أشرف عبد الباقي يوجّه رسالة للشباب في ختام مهرجان المنيا
13 ديسمبر 2025 11:12 م
تحديد موضوع خطبة الجمعة المقبلة بعنوان "فظللت أستغفر الله منها ثلاثين سنة"
13 ديسمبر 2025 10:57 م
مستشار الرئيس للصحة: H1N1 الأكثر انتشارا الآن ومدة العزل لا تقل عن 3 أيام
13 ديسمبر 2025 10:51 م
حقيقة نفوق 500 رأس ماشية بالمنوفية
13 ديسمبر 2025 10:46 م
القومي لذوي الإعاقة يحذر من محتالي تقديم الخدمات مقابل المال
13 ديسمبر 2025 10:43 م
تامر أمين بعد الخروج من كأس العرب: طول ما الدنيا "سكتم بكتم" هتتكرر الهزايم
13 ديسمبر 2025 10:17 م
وزير الخارجية يؤكد دعم مصر لتعزيز دور السلطة الفلسطينية بغزة والضفة الغربية
13 ديسمبر 2025 05:28 م
رئيس الإنجيلية: السوشيال ميديا تسرق من حياتنا السلام والفرح
13 ديسمبر 2025 07:29 م
أكثر الكلمات انتشاراً