بعد تعليق إيران التعاون مع "الطاقة الذرية".. هل ستعود الحرب مجددا؟

إسرائيل وإيران
نهى رجب
في خضم تهدئة هشّة بالكاد تصمد، تجد إيران نفسها عند مفترق طرق حاد بين خيارَي التصعيد والانخراط في مفاوضات تزداد تشابكًا وتعقيدًا، فالضربات الأمريكية الإسرائيلية الأخيرة على منشآتها النووية، وتعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى جانب الرسائل المتضاربة من طهران وواشنطن، جميعها عوامل تسهم في رسم مشهد إقليمي مشحون بالغموض والتوتر.
ففي اللحظة التي تتحرك فيها الدبلوماسية والآلة العسكرية على رقعة شطرنج سياسية معقدة، حيث يلعب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحليفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بورقة الضغط الأقصى، تواصل إيران الرهان على الغموض الاستراتيجي والصبر الطويل في معركة عضّ الأصابع.
وفي السياق ذاته، فإن ترامب، الذي شنّ هجومًا على منشآت إيران النووية، عاد اليوم الجمعة ليبدي استعداده للاجتماع مع مسؤولين إيرانيين "إذا لزم الأمر"، مضيفًا: "طهران تريد التحدث، وأعتقد أنهم يرغبون في التحدث معي، وحان الوقت لأن يفعلوا ذلك"، مؤكدًا: "نحن لا نريد إيذاءهم، نحن نتطلع إلى أن يكونوا دولة مرة أخرى"، وفقًا لما نقلته شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية.
التفاوض أم التصعيد؟
وفيما يتعلق بخيارات إيران بين الانخراط في المفاوضات النووية أو التصعيد، لا سيما بعد تعليق تعاونها مع وكالة الطاقة الذرية، يرى خبراء أن طهران تقف أمام خيارات محدودة ومكلفة، فالمراهنة على الوقت والمماطلة، كما اعتادت سابقًا، قد تكون خطأ فادحًا في ظل رئيس مثل ترامب، لا يتحرك وفق قواعد الضغط التدريجي، بل يعتمد مبدأ الصدمة، بحسب ما نقلته "سكاي نيوز عربية".
وتبدو طهران مدركة لذلك، إذ تطالب بتأمين خطوط حمراء واضحة قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وترفض الانخراط في أي حوار دون ضمانات بعدم تكرار الضربات.
في المقابل، ترى واشنطن أن طهران يجب أن تأتي إلى الطاولة بلا شروط، وبنوايا واضحة لإنهاء البرنامج النووي بالكامل، وفقًا لما أوردته "فوكس نيوز".
وقال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الإيرانية في طهران، مصدق بور، لـ"سكاي نيوز"، إن إيران لا تزال مؤمنة بمبدأ التفاوض، لكنها ترفض الحوار تحت الضغط أو التهديد العسكري.
ردع مقابل ردع
وأضاف بور: "ما جرى من هجمات إسرائيلية لم يحقق أهدافه، بل فاجأت طهران خصومها بقدرات الردع والرد التي تجاوزت التوقعات".
وشدد على أن إيران لا تريد تصعيدًا شاملًا، لكنها لن تتوانى في الرد إذا تكررت الهجمات، وهو ما يدفعها للمطالبة بضمانات أمنية مسبقة قبل الدخول في أي تفاوض جديد.
من وجهة نظره، تعتقد طهران أن إسرائيل ليست في وضع يسمح لها بخوض جولة عسكرية جديدة حاليًا، نظرًا لانشغالاتها في غزة وسوريا واليمن، وهو ما يمنح إيران هامش مناورة أوسع.
ويعتبر بور أن إيران أعادت "توازن الرعب" مع إسرائيل، وتمكنت من ترميم بعض هيبتها الإقليمية من خلال ضربات انتقامية محدودة، ورفضها الانجرار إلى مواجهة مفتوحة تخدم أجندات خصومها.
أمريكا تسعى لتفادي التصعيد
من جهتها، قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في تقرير لها، إن إعلان ترامب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، يعد دليلًا على أن الولايات المتحدة كانت تسعى لوضع حدٍّ للتصعيد قبل أن تنزلق المنطقة نحو صراع إقليمي أوسع.
أمريكا تدرس تزويد إسرائيل بـ"قاذفات الشبح"
نقلت القناة 14 الإسرائيلية، مساء الأربعاء، عن مصدر أمني - لم تُسمه - أن الولايات المتحدة تدرس السماح لإسرائيل بالحصول على "قاذفات الشبح" وقنابل قادرة على اختراق المخابئ والتحصينات.
وأوضح المصدر أن مشروع قانون جديدًا مشتركًا بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس قد يمهّد الطريق لتزويد إسرائيل بطائرات B-2 وقنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات.
خطوة غير مسبوقة
ووصف المصدر هذه الخطوة بأنها "غير مسبوقة"، مشيرًا إلى أن هذه الأسلحة المتطورة لم تُنقل قط إلى أي دولة أجنبية.
ووفقًا لمقدّمي مشروع القانون، فإن الهدف من هذه الخطوة هو "ضمان عدم تحوّل إيران إلى قوة نووية".
ويقود المشروع النائبان مايك لولر (جمهوري) وجوش غوتهايمر (ديمقراطي)، اللذان شددا على أن "إسرائيل هي أقرب حليف عسكري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ويجب أن تكون مستعدة للتصرف باستقلالية في حال تجاوزت إيران الخطوط الحمراء مجددًا".
وينص المقترح على أنه "لا يجوز تحت أي ظرف السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية".
"جبل الفأس".. الحصن النووي الجديد لإيران
في سياق متصل، ذكرت صحيفة "التليجراف" البريطانية أن خبراء يرون في "جبل الفأس"، الواقع على بُعد 90 ميلًا جنوب منشأة فوردو، الموقع الأنسب لإيران لإخفاء وتكثيف إنتاجها من اليورانيوم المخصّب، إذ تفصل بينه وبين منشأة نطنز النووية دقائق فقط.
وبحسب الصحيفة، تقوم إيران حاليًا ببناء منشأة جديدة هناك، وقد عزّزت المنطقة ووسّعتها بهدوء خلال السنوات الأربع الماضية.
وتُظهر صور الأقمار الاصطناعية تحصينات جديدة حول ما يبدو أنه موقع لتخصيب اليورانيوم، حيث يُعتقد أن حجم وعمق المنشأة قد يضاهي أو يتجاوز قدرات منشأة فوردو المتضررة من الضربات الأمريكية.
ويحتوي جبل الفأس على أربعة مداخل على الأقل، اثنان في الجانب الشرقي واثنان في الجانب الغربي.
أعمق من "فوردو"
والأهم من ذلك، أن عمق المنشأة الجديدة قد يتجاوز 100 متر تحت سطح الأرض، مقارنةً بعمق "فوردو" الذي يتراوح بين 60 و90 مترًا.
وتعتقد "التليجراف" أن حجم المشروع يوحي بأن إيران قد تستخدم المنشأة ليس فقط لتجميع أجهزة الطرد المركزي، بل أيضًا لتخصيب اليورانيوم.
وزادت الشكوك حول كون هذا الجبل "الحصن النووي السري الجديد لإيران" بعد رد طهران الغامض والمقتضب على سؤال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، بشأن الموقع في أبريل الماضي، حيث قال: "من الواضح أن الموقع يشهد أنشطة مهمة تتعلق بالبرنامج النووي، وسألنا: ماذا يحدث هناك بالضبط؟"، لتأتي إجابة إيران: "هذا ليس من شأنكم".

الأكثر قراءة
-
حقيقة وفاة الداعية حازم شومان
-
جيم المحلة.. كيف تكتشفين الكاميرات المخفية في غرف الملابس؟
-
موعد ظهور نتيجة الثانوية العامة 2025.. وعد من وزير التعليم
-
بعد حواره مع يائير لابيد.. هل سقط عماد أديب في بئر التطبيع؟
-
تشكيل الهلال المتوقع ضد فلومينينسي في المونديال
-
وفاة سائق قطار داخل كابينة القيادة بالبحيرة
-
تهنئة بيوم عاشوراء 2025.. "كل عام وأنتم من المقبولين"
-
"من له بديل ليس له سعر".. هل تنبأ عمرو دياب بالمستقبل؟

أخبار ذات صلة
اشتباكات قبلية في مدينة الدبة بالسودان وتدخل الجيش
04 يوليو 2025 09:50 م
انفجار لوس أنجلوس.. هل يعيد ذاكرة حرائق المدينة من جديد؟
04 يوليو 2025 09:01 م
الكرملين يعلّق على خيبة أمل الرئيس الأمريكي من بوتين
04 يوليو 2025 07:05 م
حريق ضخم قرب القصر الرئاسي بدمشق
04 يوليو 2025 05:53 م
هولندا تتهم روسيا باستخدام أسلحة كيميائية محظورة في أوكرانيا
04 يوليو 2025 05:39 م
روسيا: الدبلوماسية لن تحقق أهدافنا في أوكرانيا
04 يوليو 2025 04:17 م
"حرب ستارلينك".. كيف يدير ماسك حملة سرية ضد إيران؟
04 يوليو 2025 02:53 م
الصدر: لن أشارك بانتخابات "عرجاء".. ويدعو لحل الميليشيات
04 يوليو 2025 01:47 م
أكثر الكلمات انتشاراً