الأحد، 06 يوليو 2025

03:24 م

عضو المركزي الأوروبي: اليورو ليس جاهزًا بعد لخلافة الدولار

سعر اليورو أمام الجنيه

سعر اليورو أمام الجنيه

استبعد جابرييل مخلوف، عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي ومحافظ البنك المركزي الأيرلندي، أن يتمكن اليورو من الحلول سريعًا محل الدولار كعملة محورية للنظام المالي العالمي، مرجعًا ذلك إلى ضعف التكامل المالي داخل الاتحاد الأوروبي وغياب أدوات مالية موحدة بحجم سندات الخزانة الأمريكية.

وأوضح مخلوف خلال مشاركته في مؤتمر اقتصادي بمدينة آكس أون بروفانس الفرنسية، أن أوروبا لا تزال تفتقر إلى بنية اقتصادية متماسكة على غرار النموذج الأمريكي.

ورغم استبعاده التحول السريع، توقع مخلوف تراجع هيمنة الدولار على المدى الطويل، لكنه شدد على أن تجاوز العملة الأمريكية لا يمكن أن يتم دون توافر بدائل مؤسسية قوية داخل الاتحاد الأوروبي.

وأشار إلى أن المكاسب الأخيرة التي حققها اليورو أمام الدولار، تعكس بدرجة أكبر المخاوف العالمية من الوضع الداخلي في الولايات المتحدة، خصوصًا ما يتعلق بسيادة القانون وليس دليلاً على صعود متين لليورو كعملة بديلة.

وقال مخلوف إنه من المبكر جدًا الحديث عن استبدال اليورو بالدولار أو منافسته، موضحًا أن العملة الأوروبية لم تصل إلى هذا المستوى من الجاهزية.

توحيد الأسواق المالية 

ودعا المسؤول الأوروبي إلى استغلال حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي العالمية، من أجل تسريع خطوات التكامل المالي داخل الاتحاد الأوروبي، وتوسيع آليات التمويل المشترك بين الدول الأعضاء، لتقوية موقع أوروبا على الساحة الاقتصادية الدولية.

وأكد أن تعزيز الأمن المالي الأوروبي وتحقيق الاستقلالية الاستراتيجية يتطلبان توحيد الجهود وبناء أدوات مالية تضاهي المنظومة الأمريكية.

صعود اليورو يقلق المركزي الأوروبي

ويأتي ذلك في وقت يواجه فيه البنك المركزي الأوروبي ضغوطاً متزايدة بسبب الارتفاع المتواصل لليورو، الذي قفز بنحو 14% مقابل الدولار منذ بداية 2025، ليصل إلى أعلى مستوياته منذ 4 سنوات.

وخالف هذا الصعود معظم التوقعات التي رجحت تراجع العملة إلى مستوى التعادل، حيث جاء رغم اتساع الفجوة في أسعار الفائدة بين أوروبا والولايات المتحدة.

وحذر لويس دي غيندوس، نائب رئيس المركزي الأوروبي خلال مؤتمر في البرتغال، من تداعيات استمرار هذا الارتفاع، خاصة إذا تجاوز اليورو مستوى 1.2 دولار، مشيرًا إلى أن ذلك قد يُضعف الصادرات الأوروبية ويضغط على معدلات التضخم لتبتعد عن المستهدف البالغ 2%.

وأكد دي غيندوس أن قوة اليورو رغم كونها عاملاً إيجابياً في كبح تكاليف الواردات، إلا أنها قد تعيق النمو وتزيد من هشاشة التعافي الاقتصادي الأوروبي، خاصة في ظل التوترات التجارية المتزايدة مع واشنطن.

search