الثلاثاء، 08 يوليو 2025

11:42 م

رقصوا على أغان شعبية.. فريق طبي مغربي يثير الجدل أثناء الجراحة

فريق طبي يُجري عملية جراحية

فريق طبي يُجري عملية جراحية

أثار مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع في المغرب موجة انتقادات حادة، بعد أن ظهر فيه فريق طبي يرقص على أنغام موسيقى شعبية محلية أثناء إجراء عملية جراحية داخل غرفة عمليات. 

وتضمّن الفيديو مشاهد لأعضاء الفريق وهم يؤدون حركات راقصة على إيقاع أغنية للفنان الشعبي عبد الله الداودي، بينما تكفّل أحدهم بتوثيق الحدث باستخدام هاتفه المحمول.

اتهامات بالاستهتار والمطالبة بالمحاسبة

المقطع الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي فجّر حالة من الغضب العام، حيث اعتبره كثيرون دليلًا على تراجع الانضباط المهني داخل بعض المؤسسات الصحية، ودعا نشطاء إلى فتح تحقيق فوري واتخاذ إجراءات صارمة بحق الطاقم الطبي الذي ظهر في الفيديو.

وكتب أحد المستخدمين، ويدعى سهيل: "هذه مهزلة تستوجب فتح تحقيق عاجل، الرقص والاحتفال داخل غرفة العمليات تصرّف غير مهني ومخالف لقدسية مهنة الطب، حتى وإن كان المريض تحت التخدير، فهذا السلوك يعرض حياته للخطر".

أما الناشط إسماعيل، فعبّر عن استيائه قائلًا: "لهذا السبب كثرت الأخطاء الطبية، لا وجود لاحترام حرمة المريض أو القسم الطبي. يجب محاسبة الطاقم بأكمله، وأين هو موقف وزير الصحة من هذا".

ما حدث "استهتار بحياة المريض"

وفي بيان لها، وصفت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد ما جرى بأنه "سلوك مخزٍ ومهين"، مضيفة أن الواقعة "تكشف عن اختلالات خطيرة، ليس فقط في التجهيزات الطبية أو الكفاءات، بل أيضًا في أخلاقيات المهنة". 

واعتبرت أن ما حدث "لا يمكن تبريره بلحظة فرح عفوية"، مؤكدة أن المريض يجب أن يكون محور العناية والاحترام، لا مادة للعرض أو الاستهتار.

الموسيقى أداة لتخفيف التوتر

في المقابل، دافع بعض المعلقين عن الفريق الطبي، مؤكدين أن تشغيل الموسيقى داخل غرف العمليات أمر شائع في المستشفيات العالمية، ويُستخدم لتخفيف الضغط وتحسين أداء الطاقم.

وكتب مغرّد يُدعى مهدي: "من لا يعرف طبيعة العمل في غرف العمليات قد يصاب بالدهشة، لكن الواقع أن العديد من الفرق الطبية حول العالم تعتمد تشغيل الموسيقى لتخفيف التوتر وتحسين التركيز، يجب أن نضع الأمور في سياقها المهني قبل إصدار الأحكام".

دعوات لتحقيق شامل وتنظيم أكثر صرامة

في ظل الجدل المستمر، تتزايد الدعوات لوزارة الصحة المغربية بفتح تحقيق رسمي لتحديد ملابسات الواقعة، وتقييم ما إذا كان ما حدث يشكل مخالفة صريحة تستوجب العقاب، أو أنه يدخل ضمن ممارسات غير تقليدية لكنها لا تمس سلامة المرضى.

الواقعة أعادت إلى الواجهة النقاش حول أخلاقيات المهنة في القطاع الطبي، والحاجة إلى مزيد من الضوابط والسلوكيات التي تحكم التصرف داخل المرافق الصحية، حفاظًا على كرامة المرضى وضمانًا لجودة الخدمات الطبية.

search