
من أحرق سنترال رمسيس؟
لك مطلق الحرية أن تعتقد أن حريق سنترال رمسيس مجرد حادثة عادية جدًا، حدثت وتحدث كل يوم في أي مكان. ولك مني كل التقدير والاحترام لرأيك، حتى وإن ربطت بين حريق سنترال رمسيس واعتزال شيكابالا، فسوف أحترم رأيك، فهذا معتقدك وطريقتك في التفكير.
لكني لا أفكر مثلك، ولا أقصد بـ"المثل" هنا التشابه، بل أعني أني أفكر لأنني موجود، كما قال أحد الفلاسفة. وأنا أعتقد أن الحريق مجرد رسالة من جماعة أو شخص ما يريد أن يقول: "أنا لا زلت حيًا، ولي أذرع في كل مكان".
أو ربما كان أحدهم فاسدًا ويخشى السجن والفضيحة، فقرر أن يحرق كل الملفات.
وربما أيضًا كان ما حدث بسبب حرارة الجو المرتفعة، وأن ماسًا كهربائيًا قد أشعل الحريق، كما يمكن أن يحدث في أماكن وأجهزة أخرى، قد تكون أكثر أهمية من سنترال رمسيس.
واردٌ جدًا أن يحدث ذلك، فهذه الأذرع التي طالت هذا الصرح، الذي يُعد أحد أهم مفاصل الدولة، من الممكن أن تطال ما هو أهم.
ولذلك، يجب أن تتبنى أعلى أجهزة الدولة التحقيق في الأمر، وأن تتم مراجعة الملفات الأمنية لجميع العاملين في هذا القطاع الحيوي.
أنا شخصيًا أشكّ في كل الأشخاص، وكل الجماعات والكيانات، ولا أستثني أحدًا حتى تظهر الحقيقة.
وأشفق على مصر وأهلها من كثرة الحوادث، من الطريق الإقليمي وتلذذه بحصد أرواح العذارى، إلى حريق سنترال رمسيس وما يحمله من دلالات وإشارات، يجب أن نقف عندها ونتوخى الحذر، وندق ناقوس الخطر. فربما تكون "السيارة ترجع إلى الخلف"...!
حدث مرة أن التقيتُ أحد الخبراء، وكان ذلك منذ سنوات طوال، حين اشتعلت النيران في أحد القطارات، فأتت على القطار ومن فيه من الركاب في دقائق معدودة، حتى إن بعض الركاب حاولوا القفز من النوافذ، فكانت ميتتهم أبشع، إذ علقوا بها وماتوا حرقًا.
سألتُ الخبير وقتها: "كيف تنتشر النيران بهذه السرعة؟"..
فأخبرني أن هناك متخصصين في صنع الحرائق، وأن مثل هذا الحريق لا يكون وليد اللحظة... ثم تركني ولم يُكمل كلامه.
هذه الذكرى هي التي دعتني إلى التفكير فيما حدث في سنترال رمسيس.
فما حدث لا يمكن أن يكون وليد اللحظة، ويستمر كل هذه الساعات، ونحن نملك أجهزة دفاع مدني على أعلى مستوى، وكم من رجال هذا الجهاز ضحّوا بحياتهم وهم يحاربون طواحين النار والرياح.
لكن الشيء المؤكد أن الأمر لن يمر مرور الكرام، فنحن نملك أجهزة تحقيق يشهد لها العالم بالكفاءة والقدرة العالية على كشف غموض الأحداث، وما يُحاك لهذا البلد الآمن، بإذن الله.

الأكثر قراءة
-
"براءة بعد اتهام".. مفاجأة في واقعة سب النائب نشأت فؤاد على "فيسبوك"
-
في ظل الزيادة المرتقبة.. مفاجأة بشأن مستقبل سعر البنزين والسولار
-
بيزنس الإكليل.. ليلة العمر بأسعار خيالية والبعض يستنجد بـ"السيد البدوي"
-
391 جزيرة مهددة بالغرق.. كيف تنجو مصر من تدفقات سد النهضة؟
-
ترويض الفيضان.. قصة عمرها آلاف السنين وأبطالها المصريون القدماء
-
قبول طلبات التقدم لحج القرعة بدءًا من هذا الموعد.. الإجراءات والشروط
-
أحرق بضاعتها.. تصرف صادم من صاحب محل مع بائعة الفطير بالفيوم
-
أبرز معاركه وليمة لأعشاب البحر.. من هو الدكتور أحمد عمر هاشم؟

مقالات ذات صلة
السيسي.. الرئيس الذي أفسد مخططات الغرب
18 سبتمبر 2025 04:20 م
بعتني بكام يا "عشري".. ترامب يكذب وإسرائيل تقصف
10 سبتمبر 2025 08:21 م
كيس شيبسي هايدي.. أين حق المتسول؟!
31 أغسطس 2025 12:54 م
تجارة الأعضاء على طريقة هدير عبد الرازق
21 أغسطس 2025 05:00 م
أكثر الكلمات انتشاراً