الإثنين، 14 يوليو 2025

12:34 ص

بعد 25 عاما من العذاب بدار الأيتام.. هيثم يبحث عن أسرته: نفسي أترمي في حضنهم

هيثم فاروق متولي حسن مفقود من أسرته منذ 25 عاما

هيثم فاروق متولي حسن مفقود من أسرته منذ 25 عاما

“فتحت عينيا على الدنيا لقيتني مرمي في دار أيتام وبدور على أهلي”، هكذا يحكي شاب يبلغ من العمر 25 عامًا عاش منذ نعومة أظافره مشتتا في إحدى الجمعيات بأكتوبر، متسائلًا عن هويته التي لطالما تهرب من إجابتها المربون، حتى وصل لسن 18 عامًا، ليبدأ فصلًا جديدًا خارج جدران الدار.

25 عامًا بلا هوية

هيثم فاروق متولي حسن، كما ينادى على الشاب، فهو مجرد اسم صوري في شهادة الميلاد التي تسلمتها الجمعية وهو مازال رضيعا “حتة لحمة حمرا”، لأم تدعى “آمال فهمي المرغني السيد”، والأب “فاروق متولي حسن”، مقيمين في مدينة القنايات التابعة لمحافظة الشرقية، وهي البيانات التي أبلغتها دار الأيتام للطفل، حسبما روى لـ"تليجراف مصر".

طفولة عصيبة في دار رعاية

طفولة هيثم كانت عبارة عن سؤال متكرر لم يحصل على إجابته على الإطلاق، وهو “إزاي كلنا إخوات في الدار وفين أهالينا”، ليدخل في دوامة التشتت الفكري والسؤال الملازم له “أنا ابن مين”، لذلك اتجه إلى مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عنهم، وكأنه غريق يتعلق بقشاية حسبما وصف نفسه.

ومع كل يوم تشرق فيه الشمس في الجمعية كان يتعرض للضغط والإهانة والضرب من المربين في المكان، بطريقة غير آدمية، معبرًا: “شفت أيام صعبة كتير محدش يستحملها.. كانوا بيضربونا لو مخلصتش أكلي أو مقدرتش امسك نفسي وأدخل الحمام".

وبمجرد أن وصل لسن الـ 18 انتهت فترته في الجمعية، ليغادر جدران المكان ويودع إخوته، ويبحث عن أسرته بكامل حريته بعيدًا عن الجمعية وهو يكمل تعليمه.

“كنت بستنى الجامع يفتح علشان أدخل أنام فيه”.. عانى هيثم منذ خروجه من الجمعية لكسب قوت يومه، وعمل في الكثير من المهن منها “السايس” والعمل في المطاعم، وصولًا إلى العمل في المراكز التعليمية.

واختتم: “نفسي أشوف أهلي واترمي في حضنهم بجد.. أو حتى أوصل للشخص اللي وداني الجمعية.. أوصل لأي حد من ريحة أهلي”.

search