
غلطة منى الشاذلي!
لا يوجد اختلاف على أن "منى الشاذلي" استطاعت أن تصنع لنفسها تواجدًا مختلفًا منذ جلوسها على كرسي برنامج العاشرة مساء على قناة دريم التي كان يمتلكها رجل الأعمال الراحل أحمد بهجت، قادمة من مجموعة قنوات "إيه آر تي"المملوكة لرجل الأعمال السعودي الراحل الشيخ صالح وحققت نجاحًا كبيرًا لبرنامج "توك شو" أصبح الأعلى مشاهدة وصنعت اسمًا أيقونيًا حتى وقع البرنامج في براثن أحداث 2011 التخريبية وابتعدت "منى الشاذلي" عن السياسة نهائيًا بعد تجربة قصيرة في “إم بي سي مصر”، وحسنًا ما فعلت.
ولا شك أن "منى" عادت لترسم خريطة جديدة لتواجدها ببرنامج جماهيري من كتالوج "أوبرا وينفري" فني اجتماعي لتعيد صياغة اسمها بشكل جديد وتستعيد نجاحاً هو الأكثر استقرارًا وأصبح البرنامج من أهم برامج الشاشة الأسبوعية لكل أفراد الأسرة بكل الأعمار وهي مسؤولية كبيرة تحملتها وهي تعي جيدًا أنها أهل بها خاصة أن محتوى البرنامج ترفيهي فليس هناك ما يقلق فقط إعداد جيد وحوار استثنائي وهو ما استطاعت أن تتحكم في إيقاعه ببراعة لتستمر سنوات تحافظ على النجاح والجماهيرية والمصداقية.
لكل جواد كبوة قد لا يتحمل مسؤوليتها تمامًا كما حدث في واقعة سرقة اللوحات التي قامت بها طليقة النجم الشهير على مرأى ومسمع الملايين من المحيط للخليج في إحدى حلقات برنامج “معكم .. منى الشاذلي”.
وبالرغم من توجيه اللوم إلى البرنامج ومقدمته وتحميله المسؤولية إلا أن ما خرجت به "منى" للجمهور في أول حلقة بعد الواقعة التي أصبحت قضية رأي عام وتخطت الحدود مدافعة عن نفسها وعن البرنامج كان في منتهى المهنية والكياسة والحصافة وصحيح تمامًا وهو ما وضعته "منى الشاذلي" بذكاء في "برواز" بكلمات من ذهب عندما قالت إن الشخصيات العامة عندما تكذب فالكذب له حدود وأن هناك حد أدنى للمصداقية لدى الشخصيات العامة وأنها مندهشة لما فعلته طليقة النجم بتجرؤ غير مفهوم.
وأعطت "منى" محاضرة سريعة في الإعلام والمصادر والتعامل معها بكل مهنية واحترافية ولكن.. لأن "الحلو مايكملش" سقطت "منى الشاذلي" بكل حصافتها اللغوية في فخ معاني الكلمات والتوصيف عندما أسهبت في خطبتها أمام الكاميرا وانتقلت لرد فعل البرنامج أمام ما تسببت فيه طليقة النجم بفعلتها بعد اكتشاف أصحاب اللوحات الحقيقية لسرقة إبداعهم ومطالباتهم بحقوقهم الأدبية لتصفها بأنها "غلطت"!
للأسف لم تدرك "منى الشاذلي" حجم ما تقوله من خطورة وتعاملت معه ببساطة وقامت بتحويل "السرقة" بمنتهى البراءة إلى "غلطة" وتناست أنها تخاطب شرائح مختلفة من الجمهور .. لم تدرك مدى خطورة تأثيرها مجتمعيًا كإعلامية خاصة في ظل تواجد قطاعات ليست بالقليلة تذهب دائمًا لتبرير الحرام والعبث في الثوابت لتحليله فتعطي لهم مفتاحًا مزيفًا للهروب من العقاب عندما تغير توصيف الجريمة إلى "غلطة" واعتذر بعدها.. ولا مانع أن تغني لنا "غلطة وندمان عليها" لنتلقفك بين أحضاننا!
الحقيقة أن الغلطة الحقيقية هي "غلطة منى الشاذلي" التي يجب أن تصححها لمسؤوليتها الإعلامية بترسيخ المبادئ وتوصيف الأفعال بتوصيفها القانوني الصحيح كجزء رئيسي من الرسالة الإعلامية التي تؤثر مباشرة في سلوك المجتمع وإلا فسيبقى ما فعلته "منى" أنها نجت ببرنامجها وزلت قدماها هي لتتعثر فتُمحى غلطة البرنامج.. وتبقى غلطة "منى الشاذلي"!

الأكثر قراءة
-
"كانت بتفادي توكتوك".. أول تعليق من أسرة طبيبة فقدت حياتها غرقا بالجيزة
-
تغيير المسمى الوظيفي لـ كامل الوزير يثير الجدل.. ماذا يعني؟
-
غلطة منى الشاذلي!
-
علاقات التاتش والضغطة.. ما بعد الفراق
-
"100 جنيه".. الأمن يفحص فيديو لسائق ميكروباص يهدد راكبا بالجيزة
-
الإيجار القديم.. أدوات يثبت بها المالك إغلاق الوحدات ليطلب الإخلاء
-
الكليات المتاحة لدبلوم تجارة 2025.. اعرفها بالدرجات
-
كراسة شروط سكن لكل المصريين 7 pdf.. الإسكان تعلن فتح باب التقديم

مقالات ذات صلة
إنذار إلى من يهمه الأمر.. احجبوهم!
02 يوليو 2025 02:15 م
جمهور الحرب بالغباء الاصطناعي!
23 يونيو 2025 03:35 م
لا تخونوا السقا!
22 مايو 2025 07:06 م
يوم تفرَّق دم محمود عبد العزيز
10 مايو 2025 11:04 م
أكثر الكلمات انتشاراً