الإثنين، 14 يوليو 2025

08:35 م

حارص بندوة المسابقات الأدبية العربية: الجوائز غيرت حياة كثير من الأدباء

ندوة المسابقات الأدبية في الوطن العربي

ندوة المسابقات الأدبية في الوطن العربي

A .A

شهدت مكتبة رفاعة رافع الطهطاوي، ندوة زاخرة ومحفزة لأدباء سوهاج بعنوان “المسابقات الأدبية في الوطن العربي”، بالتطبيق على مبادرة سعودية للدكتور عبدالرحمن العبدالله المشيقح، كونها المسابقة الأكثر اتساعًا في خدمة اللغة العربية وآدابها داخل الوطن العربي وخارجه.

حضر الندوة، التي أقامها نادي الأدب تحت رعاية فرع الثقافة وقصرها بسوهاج، معظم قيادات الثقافة الحالية والسابقة، رؤساء نوادي الأدب، أساتذة الجامعة، وعموم الأدباء والمثقفين، وحاضر فيها أستاذ الإعلام بجامعة سوهاج، الدكتور صابر حارص.

الأدب مهنة وليس هواية

وقال حارص، في الندوة، إن ممارسة فنون الكتابة والإبداع يجب أن تكون مهنة يحترفها الأدباء، خاصة لما لهم من باع كبير وعميق في الثقافة الجادة التي تؤهلهم للفوز بهذه المسابقات.

وتابع حارص أنه ليس من الصواب استمرار الأدباء في ممارسة الكتابة الأدبية كنوع من الهواية وتحقيق المتعة وإثبات الذات وتمضية أوقات الفراغ، خاصة وأن كثيرًا من الأدباء الذين انتبهوا لهذا الأمر حصدوا جوائز قيمة مادية ومعنوية كانت سببا في تغيير حياتهم الأدبية والاجتماعية أيضًا.

أسيوط الأولى حصدًا للجوائز

وأوضح حارص أن عددًا كبيرًا من أدباء الصعيد بمحافظات المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا وأسوان حصدوا جوائز أدبية وضعتهم على الخريطة الأدبية، وصنعت منهم نجومًا.

ويأتي أدباء أسيوط في مقدمة الأدباء الذين لم يستسلموا لليأس من أراء النقاد، ولم يفقدوا الأمل من مشاركاتهم في المسابقات المحلية التي لم تهتم أحيانًا بالرد عليهم وإبداء الملاحظات.

وتابع حارص بأن ثمة أسماء تعتبر نماذج يقتدى بها في الوسط الأدبي، ويجب مراجعة سيرها الذاتية وتجاربها في حصد الجوائز  مثل: الدكتور أحمد الصغير في النقد،  والدكتور محمد هندي في النقد أيضًا، والقاص محمود صلاح في أدب الطفل (سوهاج)  والدكتور  أحمد جعفر في النقد  (المنيا).

والمبدع عبدالمؤمن أحمد عبدالعال في الرواية والقصة القصيرة والمسرح، والدكتور محمود فرغلي في النقد والشعر ومسرح الطفل واللغة العربية في القرآن الكريم، والمبدع أيمن رجب الطاهر في الرواية، والدكتور أحمد مصطفى علي في القصة القصيرة وأدب الطفل، والروائي ماهر مهران والدكتور  سيد عبدالرازق في القصة القصيرة والمسرح الشعري (أسيوط).

وأدهم العبودي في الرواية، وابتهال الشايب في الثقافة، أشرف الخمايسي في الرواية (الأقصر)، عبيد عباس في المسرح والقصة والشعر (قنا)، طارق فراج (الوادي الجديد)، أحمد أبو خنيجر في المسرح والرواية والتراث الشعبي، ووليد مكي في الثقافة (أسوان).

الإمارات الأولى في عدد المسابقات

ولفت حارص إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة هو الأولى عربيًا في عدد الجوائز التي تقدمها للأدباء والكتاب والباحثين والمترجمين والمبدعين عامة، تليها المملكة العربية السعودية ثم قطر، ثم مصر والكويت والأردن والسودان وتونس، وتميز بعض المسابقات بين أدباء تحت سن الأربعين وأدباء فوقها ضمانًا لإتاحة الفرصة لاكتشاف المواهب وصناعة النجوم.

وأضاف بأن هذا لا يعني أن كل من هم تحت الأربعين غير مشهورين، وأكد عضو أمانة جائزة فلسطين غسان كنفاني، أن أسباب اشتراطاتهم بأن تكون الجائزة تحت الأربعين هو حماية نزاهتها وحياديتها وشفافيتها وعدم الوقوع تحت ضغوط المشاهير وألسنتهم.

المسابقة السعودية للمشيقح نموذجًا

وأشاد حارص بمسابقة سعودية للدكتور عبدالرحمن العبدالله المشيقح، وأنها تفتح أبوابها لما تحت الأربعين بنية إثراء الساحة الثقافية بالموهوبين والمبدعين الذين لم تتسع لهم الحركة النقدية ومحدودية المسابقات في الوطن العربي.

وأوضح أنه يتم التنافس فيها على القصائد الشعرية العمودية الفصحى، القصة القصيرة، والمقالات الفكرية والتأليفية والتحليلية، وترعاها شخصية أكاديمية وثقافية واقتصادية واجتماعية مرموقة، جعلت من الثقافة رسالتها وغايتها، ووظفت نشاطها الاقتصادي واستثمارها في التعليم الجامعي الخاص من أجل خدمة اللغة العربية وآدابها.

الجوائز أنواع

وواصل حارص بأنه هناك جوائز عربية لها الفضل في اكتشاف المواهب وصناعة الاعتراف بالأديب، وجوائز أخرى تجري وراء المشهورين الذين لهم خبرات طويلة في الكتابة والإبداع.

ووأضاف بأنه هذا لا يعني أن الجوائز معيارًا لجودة العمل الإبداعي في كل الأحوال، فهناك أعمال ضعيفة حازت جوائز، وأعمالًا فائقة المستوى خلدتها الجوائز، وهناك عملًا واحدًا وضع صاحبه في قمة الإنتاج الأدبي، وهناك أعمال لم تحصد جوائز أو لم تتقدم إليها لكنها وضعت صاحبها في قلب الإبداع.

وزاد بأنه ربما مبدعًا مثل الدكتور مصطفى رجب لم يترك مجالًا للإبداع إلا وأبدع فيه، عرفته المجتمعات الأدبية من جودة أعماله وتفرده في الشعر الحلمنتيشي خارج إطار الجوائز.

ولفت حارص إلى أن المسابقات الأدبية ليست مسيسة، كما يعتقد البعض، بل إن كل مسابقة تعلن شروطها في الموضوع والمنهج، وعلى الأدباء والمثقفين مراعاة سياسة الجائزة وشروطها جيدًا.

search