الثلاثاء، 15 يوليو 2025

10:12 م

كيف حولت "النفقة" حياة إبراهيم سعيد إلى جحيم؟

إبراهيم سعيد

إبراهيم سعيد

مصطفى عبد الفضيل

A .A

لم يتخيل أحد أن من اعتاد رفع الكؤوس سيرفع يومًا يدين مكبلتين بالقيود، حيث صعد لاعب الكرة الشهير "إبراهيم سعيد" نجم الأهلي والزمالك، سيارة الترحيلات مقيد اليدين، كان في طريقه إلى السجن لتنفيذ أحكام نفقة صدرت ضده لصالح طليقته، هنا تبدأ حكاية بطلها لاعب كرة انقلبت حياته رأسا على عقب.

صراع الطليقتين وبداية الانهيار

بدأت ملامح الكارثة منذ عام 2022، عندما وجد اللاعب نفسه محاصرا بين دعاوى النفقة، ليبدأ صراع طويل بينه هو وطليقتيه، حيث رفعتا ضده قضايا متتالية، وكشف المستشار "محمد رشوان" محامي اللاعب الحالي، لـ "تليجراف مصر" أن طليقة إبراهيم أقامت ضده 31 قضية نفقة حتى عام 2025، ولا تزال مستمرة في رفع قضايا جديدة، حتى وجد اللاعب نفسه مطاردًا بأحكام واجبة التنفيذ، ومطالب مالية لا تنتهي، تهدد حريته وممتلكاته.

أحكام نهائية تحبس اللاعب

وسط هذا السيل من القضايا، صدرت أربعة أحكام حبس نهائية ضد إبراهيم سعيد، نفذت بالفعل وأرسلته خلف أسوار السجن، والمفاجأة جاءت حين اكتشف اللاعب أن من بين أسباب حبسه، دعوى أقامتها "ابنته الكبرى" بالتعاون مع والدتها، بعد رفضهما كل محاولات الصلح والتسوية، ليتحول النزاع العائلي إلى قيود حديدية على معصمي الأب.

مزاد علني لبيع الممتلكات

بدأت إجراءات الحجز على ممتلكاته مع تحديد موعد مزاد علني يوم 28 مايو 2025 لبيعها وتسديد الديون، لكن رشوان استطاع إيقاف الكارثة، مانعًا ضياع آخر ما يملك إبراهيم سعيد.

بلاغ رسمي واتهام بالتلاعب

لم يكتف دفاع اللاعب عند حد إنقاذ ممتلكاته بإيقاف المزاد، بل تقدم رشوان ببلاغ رسمي إلى النائب العام يتهم فيه طليقة اللاعب بالتلاعب في الإجراءات القانونية التي انتهت إلى صدور تلك الأحكام، وهو بلاغ كان لا يزال قيد التحقيق حينئذ، والذي من شأنه أن يقلب الموازين لصالح اللاعب إذا ثبتت صحته.

الوسط الرياضي يخذل إبراهيم سعيد

رغم الضجة الكبيرة التي أحاطت بالقضية، وشهرة اللاعب وتاريخه في الأهلي والزمالك، إلا أن رشوان أبدى دهشته من غياب الدعم الكامل من نجوم الرياضة وزملاء اللاعب السابق، حيث جاءت استجابة زملائه مخيبة للآمال، باستثناء "أحمد شوبير" و"شادي محمد" اللذين أعلنا تضامنهما معه.

قبضة الأمن ونهاية الحرية

بدأت الأحداث تتصاعد في 11 مارس 2025، عندما ألقت قوات الأمن القبض على إبراهيم سعيد ونقلته إلى "سجن بدر" لقضاء عقوبة شهر واحد في قضية نفقة لصالح طليقته، وحينها التحريات كشفت وجود حكمين إضافيين، تبلغ قيمة كل منهما 500 ألف جنيه، وفي حال عدم السداد سيضاف شهران آخران للحبس، ليرتفع إجمالي مدة العقوبة إلى ثلاثة أشهر.

محاولة ودية وطريق مسدود

كشف "أحمد المغربي"، المحامي السابق للاعب، إن إبراهيم سعيد كان بين نارين، وحاول حل الأزمة وديًا لأنه في النهاية أب لا يريد حرمان أبنائه، لكنه اصطدم بتعنت الطرف الآخر، ورغبتهم في التصعيد، لتبقى أمامه فقط خيارات قاسية: الدفع أو السجن، وكلما حاول الاقتراب من التسوية، واجه الرفض.

أمل أخير وانتظار الإفراج

وسط هذه الأحكام المتراكمة، أكد المحامي محمد رشوان أن إجراءات الإفراج عن إبراهيم سعيد ستستكمل خلال شهر واحد فقط، بعد أن تم تسوية أغلب القضايا المرفوعة ضده.

الإفراج أخيرًا واستنشاق الحرية

وبعد شهور خلف الجدران، خرج إبراهيم سعيد من السجن، بعد معركة مع القضايا والأحكام، ولكن الإفراج لم يغلق أبواب القضايا تمامًا، لكنه أعاد إليه شيئًا من الأمل، وفتح أمامه صفحة جديدة قد تكون أقل قسوة من سابقتها.

search