الخميس، 17 يوليو 2025

01:36 ص

السويداء على صفيح ساخن.. تصعيد عسكري وتدخل إسرائيلي يهددان وحدة سوريا

الضربات الإسرائيلية على دمشق

الضربات الإسرائيلية على دمشق

تشهد محافظة السويداء في جنوب سوريا تطورات غير مسبوقة، تعيد رسم خريطة التوازنات العسكرية والأمنية في المنطقة الجنوبية من البلاد، بعد أن خفت صوت طلقات النار، وكادت الحياة في سوريا أن تعود لطبيعتها.

تتداخل في هذه الأحداث أبعاد محلية وطائفية وإقليمية، وسط تدخل عسكري مباشر من إسرائيل وتصعيد ميداني بين القوات الحكومية السورية وفصائل محلية مسلحة، في ظل محاولات حكومية لإعادة بسط السيطرة على مناطق كانت خارج نفوذها منذ سنوات.

مسلحون دروز من اشتباكات السويداء 

الغارات الإسرائيلية تشعل الجنوب السوري

في تحرك مفاجئ، شنت إسرائيل غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري في محافظة السويداء وريف درعا، مبررةً هذه الضربات بما قالت إنه "خرق للاتفاقات الأمنية في الجنوب السوري"، زاعمة أن تحركات الجيش السوري تهدد سياسة نزع السلاح المتفق عليها منذ سنوات.

وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن الضربات طالت دبابات وناقلات جند وصواريخ كانت في طريقها إلى السويداء، كما استهدفت طرقا يستخدمها الجيش السوري للانتشار أو الانسحاب.

دمشق تتهم إسرائيل بدعم الفوضى

ردت وزارة الخارجية السورية باتهام إسرائيل بالوقوف خلف التصعيد، وحملتها المسؤولية الكاملة عن الضربات التي أدت إلى مقتل عدد من عناصر الجيش والأمن ومدنيين، مؤكدة أن التوقيت "المشبوه" لهذه الهجمات يهدف إلى "ضرب وحدة البلاد وإشعال الفتنة".

كما دعت الوزارة أهالي السويداء، وبالأخص أبناء الطائفة الدرزية، إلى الوقوف خلف الدولة وعدم الانجرار وراء "الدعوات الفوضوية والمشاريع الخارجية".

وأعلنت وزارة الداخلية السورية لاحقًا استمرار الاشتباكات في أحياء مدينة السويداء، على الرغم من وجود اتفاقات سابقة مع وجهاء المدينة، مؤكدةً أن "مجموعات خارجة عن القانون" خرقت التفاهمات وهاجمت نقاط أمنية، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى.

وأشارت الوزارة إلى أن الطيران الإسرائيلي وفر غطاء جويًا لتلك المجموعات، مستهدفًا مواقع تمركز الجيش السوري، ما زاد من تعقيد الموقف.

وقف إطلاق نار هش

أعلن وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في المدينة، على أن يقتصر الرد على مصادر إطلاق النيران، كما بدأت الشرطة العسكرية بالانتشار في أحياء المدينة لضبط الوضع ومحاسبة أي تجاوزات أمنية.

مواجهات في السويداء بين الجيش والدروز

ورغم هذا الإعلان، أفادت وكالة سانا السورية، باستمرار الاشتباكات، مع تسجيل حركة نزوح كثيفة نحو الريف الجنوبي والشرقي.

في خضم الأحداث، رحبت "الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز" بدخول القوات الحكومية، وناشدت الفصائل المسلحة تسليم سلاحها، لكن سرعان ما تغيّر الموقف، حيث أدان الشيخ الدرزي، حكمت الهجري، ما وصفه بـ"الحملة البربرية"، واعتبر أن الاتفاق تم فرضه من دمشق وبدفع خارجي، واصفًا ما يحدث بحق الطائفة الدرزية بأنه "حرب إبادة شاملة"، محملًا النظام مسؤولية نقض الاتفاقات وقصف المدنيين.

دخول حكومي رسمي إلى السويداء

دخلت القوات الحكومية مدينة السويداء بشكل رسمي يوم الثلاثاء، لأول مرة منذ تولي الرئيس السوري أحمد الشرع السلطة في ديسمبر 2024، وجاء الانتشار بعد معارك عنيفة ومطالب من وجهاء محليين بتسليم السلاح.

وقد فُرض حظر تجول كامل في المدينة، بينما ناشدت السلطات الدينية والسياسية السكان التعاون مع قوات الجيش لضبط الأمن.

دخول حكومي رسمي إلى السويداء

حصيلة دموية ومواجهات دامية

شهدت السويداء، منذ الأحد الماضي، موجة عنف واسعة النطاق، بدأت بسلسلة عمليات خطف متبادلة بين فصائل درزية ومجموعات من العشائر البدوية، ليتحول الأمر لاحقًا إلى مواجهات مفتوحة أودت بحياة أكثر من 90 شخصًا، بينهم 18 عنصرًا من القوات الحكومية، إلى جانب إصابة المئات، وسُمع دوي قذائف وانفجارات في أرجاء المدينة، فيما انتشرت آليات عسكرية ثقيلة في مناطق التوتر، بحسب وكالة الأنباء السورية.

اشتباكات السويداء بداية الأحداث

يسيطر مسلحون دروز على الشأن الأمني في السويداء منذ مايو الماضي، في اتفاق غير رسمي مع الحكومة، لكن في المقابل، تنتشر في الأرياف مجموعات مسلحة من العشائر البدوية، ما فاقم من هشاشة الوضع الطائفي.

وتزايدت التحذيرات الدولية من انزلاق الأوضاع إلى صراع أهلي واسع، قد يهدد وحدة البلاد، كما دعت بعض الأطراف الدولية دمشق إلى حماية الأقليات وضمان مشاركتها في مستقبل البلاد.

search