الزيت المغشوش.. من المطبخ إلى القبر!
ما إن تفرغ المطاعم والمنازل من استخدام زيت الطعام، حتى يبدأ فصل جديد من حياته، لكن هذه المرة ليس في القمامة، بل في دورة إعادة التدوير التي تحوله من زيت مستهلك إلى قاتل متخفٍّ على الموائد.
نصف مليون طن من هذه المخلفات يعاد تدويرها سنويًا عبر 26 شركة، تضيف إليه مواد كيميائية لتغيير خصائصه وتبييض لونه، ثم يُباع بأسعار مغرية للمطاعم والفنادق، حيث يستخدم حتى 50 مرة في اليوم الواحد.
تقدر شعبة المواد الغذائية أن هذه التجارة تدر 14 مليون دولار سنويا، إذ يجمع العاملون في السوق السوداء الزيوت المستعملة من المنازل والمطاعم مقابل 32 جنيهًا للكيلوغرام، ثم يُعاد تدويره وبيعه بسعر يتراوح بين 60 و70 جنيهًا. الفارق في السعر يكشف حجم الأرباح، لكنه أيضًا يعكس حجم الكارثة، فكل جنيه إضافي على هذه الزيوت المعاد تدويرها هو في الحقيقة تكلفة باهظة يدفعها المواطن من صحته وحياته.وهناك قائمة سوداء من الأمراض الزيت المستعمل
فهي مسؤولة عن أمراض القلب، السرطان، الزهايمر، وأمراض الكبد والجهاز الهضمي. استخدامها المتكرر يؤدي إلى تراكم شوارد حرة وجزيئات سامة تدمر خلايا الجسم. والأخطر أن بعض هذه الزيوت تحتوي على مركبات كيميائية قد تؤدي إلى الوفـاة!!
وفي كواليس هذه التجارة، تُستخدم أساليب غير آمنة لتبييض الزيت وإخفاء آثاره المستعملة. كيلوغرام واحد من "النشا" لكل 100 كيلوجرام من الزيت يكفي لإضفاء مظهر نقي عليه، لكن داخله لا يزال مفعمًا بالسموم. إضافة إلى ذلك، تستخدم مواد كيميائية لامتصاص الشوائب، لكن ما لا يستطيع أي معمل تنظيفه هو حجم الضرر الذي يتسبب به لجسم الإنسان!!
كما أن أكثر من 99% من المطاعم والفنادق تستخدم هذه الزيوت بسبب رخص ثمنها. تُسخّن الزيوت المستعملة حتى 50 مرة يوميًا، مما يؤدي إلى تكوين مواد سامة تؤثر على الكبد والكلى والمخ. المفاجأة أن مصر تكاد تكون الدولة الوحيدة التي يُعاد فيها تدوير الزيوت بهذه الطريقة القاتلة!!
كما أن ضعف الرقابة هو الجريمة الحقيقية. هذه الشركات تعمل بلا رادع، تضع ملصقات مضللة على عبواتها، وتبيع الزيوت تحت أسماء براقة مثل "زيت فاخر" أو "درجة أولى". والنتيجة؟ ملايين المصريين يتناولون وجبات ملوثة دون أن يعلموا، والأسواق الكبرى والصغرى تبيع الموت المعبّأ في زجاجات!!
وإذا كانت هذه الزيوت تهدد صحة الملايين، فالحل لا يجب أن يكون مجرد دعوات رقابية، بل تحركًا حقيقيًا لوقف هذه التجارة المميتة. تطوير معايير صارمة لمراقبة الزيوت، فرض عقوبات على المخالفين، وإيجاد حلول آمنة لتدوير مخلفات الزيت بطرق لا تهدد صحة المواطنين. حتى ذلك الحين، كل ملعقة زيت مغشوش قد تكون خطوة نحو المقبرة، وأنت وحدك من يملك قرار التوقف عن تناول السموم!
الأكثر قراءة
-
بالمستندات، نص التحقيقات مع مديرتي مدرسة الإسكندرية في الاعتداء على 14 طفلًا
-
موعد مباراة بيراميدز وفلامنجو في كأس التحدي والقنوات الناقلة
-
بعد صور متداولة، حقيقة تدهور الحالة الصحية للفنانة عبلة كامل
-
منها إهمال الصيانة، حالات تتيح للمالك فسخ عقد الإيجار القديم
-
نائب محافظ الأقصر يزور مصابي انهيار منزل إسنا ويواسي أسر الضحايا
-
عميد طب قصر العيني يدعو إلى تصنيع أول جهاز ECMO مصري
-
"كميات محدودة"، الحكومة تعلق على تسرب مياه الأمطار إلى بهو المتحف الكبير
-
"صرخة على السلم"، زوجة شقيق المتهم بقتل عروس المنوفية تكشف تفاصيل آخر 60 دقيقة
مقالات ذات صلة
بعد ضبطهم، المتهمون بإنهاء حياة طفلة شبرا الخيمة يمثلون الجريمة (صور)
13 ديسمبر 2025 07:42 م
اليوم.. نظر دعوى الإفراج عن البلوجر هدير عبدالرازق
13 ديسمبر 2025 01:47 ص
اليوم، استكمال محاكمة 7 متهمين في قضية خلية تهريب العملة
13 ديسمبر 2025 01:06 ص
"عاجزة عن الحركة"، القبض على شاب تحرش بمسنة في مدينة نصر
12 ديسمبر 2025 09:59 م
شخص ينهي حياة والدته بطعنة نافذة في الصدر داخل كافيه شهير بمدينة نصر
12 ديسمبر 2025 08:14 م
"الدفاع قال غير قادر"، ننشر حيثيات تعديل الحكم على المتهم في قضية "طفل لام شمسية"
12 ديسمبر 2025 07:59 م
الأمن يفحص فيديو حرامي الموبايلات على دائري الخصوص
12 ديسمبر 2025 05:57 م
تحويلات على المحفظة، ضبط المتهم بابتزاز الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي
12 ديسمبر 2025 05:28 م
أكثر الكلمات انتشاراً