الأحد، 20 يوليو 2025

08:44 م

زيمبابوي تحت تهديد الملاريا.. عدد الوفيات يرتفع إلى ثلاثة أضعاف

الناموس يسبب الملاريا

الناموس يسبب الملاريا

تعرضت جهود زيمبابوي لمكافحة الملاريا، لانتكاسة حادة بعد سحب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تمويلها لعدد من البرامج الصحية، ما أدى إلى تفاقم انتشار المرض وعودة معدلات الإصابة إلى مستويات مقلقة، وفق ما أكدته السلطات الصحية وخبراء في مجال الصحة العامة.

ارتفاع في أعداد الوفيات 

بحسب وزارة الصحة الزيمبابوية، سجلت البلاد، خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2025 أكثر من 119.648 حالة إصابة بالملاريا و334 وفاة، مقارنة بـ45 حالة وفاة فقط خلال نفس الفترة من العام السابق، ما يمثل زيادة بنسبة 218% في الوفيات، و180% في عدد الإصابات، وفقا لصحيفة "ذا جارديان".

وقد تم الإبلاغ عن 115 بؤرة تفشٍ جديدة للمرض في عام 2025، مقارنةً ببؤرة واحدة فقط في 2024.

جاء هذا التصاعد المفاجئ في أعقاب قرار اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بوقف التمويل الحيوي المخصص لأبحاث الملاريا وبرامج الاستجابة الوطنية، ضمن تخفيضات أوسع شملت برامج مكافحة السل وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).

وكان لهذا القرار تأثير مباشر على برنامج "زينتو" في جامعة إفريقيا بمدينة موتاري، وهو مشروع محوري يزوّد الحكومة بالبيانات والبحوث حول طرق مكافحة الملاريا.

نقص في الناموسيات ومستلزمات الوقاية

كما تسبب قطع التمويل، في تعطيل توزيع الناموسيات المعالجة بالمبيدات، التي تُعد خط الدفاع الأول ضد لدغات البعوض الناقل للمرض.

وأعلنت وزارة الصحة، أنها تمكنت من توزيع نحو 1.6 مليون ناموسية، لكنها تواجه نقصًا بنحو 600 ألف وحدة، ما جعل مئات الآلاف عرضة للخطر في القرى والمناطق النائية.

غياب التمويل يؤدي إلى فقدان الأرواح

قال الدكتور إيتاي روسيكي، مدير مجموعة العمل المجتمعية للصحة، إن نقص التمويل يهدد المكاسب التي حققتها البلاد خلال العقدين الماضيين، مضيفًا أن غياب التمويل الكافي سيؤدي إلى فقدان الأرواح، خصوصًا بين النساء الحوامل والأطفال دون سن الخامسة الذين يمثلون 14% من إجمالي الإصابات.

وأوضح: "إذا لم تتوفر الناموسيات والأدوية الوقائية والفحوصات المبكرة، سنشهد ارتفاعًا خطيرًا في عدد الضحايا، بعد أن كنا على طريق القضاء على المرض".

خطط بديلة لمواجهة الأزمة

دعا وزير الصحة السابق، هنري مادزوريرا، الحكومة إلى تعبئة مواردها الذاتية من أجل سد الفجوة التمويلية، مؤكدًا أن هناك ضرائب مخصصة لقطاع الصحة يجب استغلالها بشكل فعال في مكافحة الملاريا. 

وأضاف: "علينا أن نعتمد على أنفسنا لا على المانحين.. الوقاية والعلاج المبكر هما الطريقان الوحيدان لتجنب كارثة صحية". 

البرنامج البحثي المعلق: نتائج مثمرة توقفت فجأة

البروفيسور سونغانو مهاراكورا، مدير معهد الملاريا بجامعة إفريقيا، أشار إلى أن برنامج "زينتو" ساهم سابقًا في خفض الإصابات بمقاطعة مانيكالاند من 145.775 حالة في 2020 إلى 8.035 حالة فقط في 2024، قبل أن تعود وترتفع إلى أكثر من 27.000 حالة في 2025 بعد توقف التمويل.

وأضاف: "كنا على وشك توسيع المشروع ليشمل كامل البلاد، لكن كل شيء توقف فجأة، الملاريا عادت بقوة مباشرة بعد ذلك".

طموح 2030 مهدد

تضع زيمبابوي هدفًا استراتيجيًا يتمثل في القضاء الكامل على الملاريا بحلول عام 2030، تماشيًا مع رؤية الاتحاد الإفريقي، لكن الخبراء يرون أن هذا الهدف بات مهددًا ما لم يتم توفير بدائل تمويلية محلية ودولية عاجلة.

نائب وزير الصحة سليمان كويديني أقرّ بالصعوبات الحالية، لكنه أبدى تفاؤلًا مشروطًا بقوله: "نعم، نشعر بالقلق من فجوة التمويل، لكن رؤيتنا للقضاء على الملاريا ما زالت قائمة. ونتخذ إجراءات لسد هذا العجز من ميزانيتنا المحلية".

أخبار متعلقة

search