الأحد، 20 يوليو 2025

11:04 م

أسبوع دموي في السويداء.. مئات الضحايا وغلق باب المفاوضات مع دمشق

شيخ عقل الطائفة الدرزية، حكمت الهجري

شيخ عقل الطائفة الدرزية، حكمت الهجري

أعلن وزير الصحة السوري، مصعب العلي، أن الشيخ حكمت الهجري، المرجعية الروحية الأعلى لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، رفض السماح بدخول الوفد الحكومي الذي رافق قافلة المساعدات المتجهة إلى محافظة السويداء، صباح الأحد.

وأكد بيان صادر عن المكتب الإعلامي لوزارة الصحة، أن الشيخ الهجري سمح فقط بإدخال مساعدات مقدمة من الهلال الأحمر العربي السوري، فيما عادت القوافل المرافقة للوفد الرسمي أدراجها إلى العاصمة دمشق.

وفي السياق نفسه، أفادت قناة "الإخبارية السورية"، بانتشار قوى الأمن الداخلي على الطرق الواصلة بين محافظتي درعا والسويداء، لتأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.

قافلة طبية إلى السويداء بعد إعلان وقف إطلاق النار

وكانت وزارة الصحة السورية قد جهّزت قافلة طبية صباح اليوم، ضمت 20 سيارة إسعاف مجهزة بالكامل، وطواقم طبية متخصصة، إلى جانب كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الإسعافية، وذلك في أعقاب الإعلان عن وقف إطلاق النار في المحافظة.

وأمس السبت، أعلنت الرئاسة السورية، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الفصائل الدرزية والعشائر البدوية، مشددة على ضرورة التزام جميع الأطراف بالاتفاق، ملوحة بإجراءات قانونية ضد من يخلّ به.

وفي مساء اليوم نفسه، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، إخلاء مدينة السويداء من المقاتلين البدو، ووقف الاشتباكات داخل الأحياء السكنية.

أكثر من 1000 قتيل خلال أيام من العنف

وفي سياق منفصل، أُعلنت حصيلة جديدة تم وصفها بـ"الأوسع منذ اندلاع الصراع الطائفي في المحافظة"، حيث كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، مقتل أكثر من 1000 شخص نتيجة الاشتباكات التي اندلعت في محافظة السويداء منذ 13 يوليو الجاري.

ووفق المرصد، بلغ عدد القتلى حتى الآن 1007 أشخاص، من بينهم: 

336 مقاتلًا من الفصائل الدرزية

298 مدنيًا من أبناء الطائفة الدرزية، بينهم 194 أعدموا ميدانيًا

342 عنصرًا من القوات الحكومية السورية

21 شخصًا من العشائر البدوية، من ضمنهم 3 مدنيين أعدموا ميدانيًا

15 عنصرًا حكوميًا آخرين قتلوا جراء غارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في السويداء.

هدوء حذر بعد أسبوع دموي

وبعد أسبوع من المواجهات المسلحة التي اتخذت طابعًا طائفيًا حادًا بين الدروز والبدو، أعلنت الحكومة السورية مساء السبت وقفًا لإطلاق النار، لتعود أجواء من الهدوء الحذر إلى المدينة، مع استمرار التحذيرات من إمكانية تجدد الاشتباكات.

ووفق المرصد، استعادت الفصائل الدرزية السيطرة على مدينة السويداء، بينما أعادت القوات الحكومية انتشارها في محيط المدينة.

رغم سريان وقف إطلاق النار، حذر المرصد السوري من تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية داخل السويداء، مشيرًا إلى نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى انقطاع في الخدمات الأساسية عن مناطق واسعة من المدينة.

وأكدت مصادر ميدانية، أن المرافق الصحية تعاني من عجز كبير في التجهيزات، وسط صعوبة وصول المساعدات إلى بعض المناطق المتضررة بسبب حالة التوتر السائدة.

search