الثلاثاء، 22 يوليو 2025

08:15 ص

اليوم الأقصر في تاريخ الأرض.. هل تتأثر الأقمار الصناعية والـGPS؟

أقصر يوم في تاريخ الأرض

أقصر يوم في تاريخ الأرض

محمد لطفي أبوعقيل

A .A

في ظاهرة جيولوجية وفلكية نادرة، أعلن علماء الجيولوجيا والفيزياء الفلكية أن اليوم الثلاثاء قد يكون أقصر يوم عرفته البشرية على الإطلاق، متجاوزًا الرقم القياسي المُسجّل قبل أسبوعين فقط، في مؤشر على تسارع غير مسبوق في دوران الأرض.

ووفقًا للبيانات الصادرة عن مراصد التوقيت الدقيقة، سجّل يوم 10 يوليو انخفاضًا في طول اليوم بلغ 1.36 ميلي ثانية عن المعدل المعتاد، حيث يُفترض أن تستغرق دورة الأرض حول محورها 86,400 ثانية (أي 24 ساعة تمامًا).

وكان الرقم السابق قد سُجّل في 9 يوليو، بانخفاض قدره 1.3 ميلي ثانية فقط.

ميلي ثانية تُربك العالم

ورغم أن ميلي الثانية، أي "جزء من ألف من الثانية"، تبدو غير محسوسة في الحياة اليومية، فإن هذا التغيير البسيط قد يحمل تأثيرات خطيرة على أنظمة حساسة، مثل: تحديد المواقع العالمي (GPS)، والأقمار الصناعية، وكذلك على معايير التوقيت الدولي، التي تعتمد على تطابق دقيق بين الزمن الذري ودوران الأرض.

ويتم رصد هذه التغيرات عبر ما يُعرف بـ"طول اليوم" (LOD)، وهو مقياس يعتمد على الساعات الذرية فائقة الدقة، ويُستخدم لتحديد الفروقات الزمنية بين الزمن الفلكي والزمن المعياري.

خطوة زمنية نادرة في 2029

وفي حال استمر هذا التسارع الملحوظ، فقد يجد العالم نفسه مضطرًا، للمرة الأولى في التاريخ، إلى إضافة "ثانية كبيسة سالبة" بحلول عام 2029، وهي خطوة نادرة تتمثل في حذف ثانية من التوقيت العالمي المنسق (UTC)، بهدف إعادة التوازن بين الساعة الذرية ودوران الأرض المتسارع.

تسارع غامض.. وأسباب قيد الدراسة

لا يزال العلماء يبحثون عن التفسير الدقيق لهذا التغير، لكن الفرضيات المطروحة تشمل:

  • ذوبان الأنهار الجليدية وتغير توزيع الكتلة على سطح الكوكب.
  • التحولات في اللب الداخلي للأرض، خصوصًا حركة الحديد السائل.
  • ضعف المجال المغناطيسي للأرض.
  • تغيرات في الغلاف الجوي وتفاعل الجاذبية مع القمر.

وبحسب وكالة "ناسا"، فإن الأرض ربما دخلت حالة تُعرف بـ"نقطة التوازن المداري" مع القمر، ما قد منحها دفعة طفيفة إضافية في السرعة.

من التباطؤ إلى التسارع

ما يثير القلق أن الأرض، التي كانت تبطئ دورانها تدريجيًا لعقود بسبب مقاومة جاذبية القمر، بدأت في تسجيل تسارع مفاجئ منذ عام 2020، وتكرر ظهور أيام أقصر من المعتاد.

ورغم بعض التباطؤ الطفيف في عام 2023، فإن عام 2024 قلب الموازين كليًا، مع تسجيل عدة أيام بفروقات زمنية دون الـ24 ساعة، ما يجعله العام الأكثر تسارعًا في دوران الأرض منذ بدء القياسات الدقيقة في سبعينيات القرن الماضي.

أبرز الأيام القياسية:

  • 5 يوليو 2024: أقصر يوم مُسجَّل حتى الآن – أقصر بـ1.66 ميلي ثانية.
  • 30 يونيو 2022: نقص بـ1.59 ميلي ثانية.
  • 19 يوليو 2020 و9 يوليو 2021: نقص بـ1.47 ميلي ثانية.
  • 10 يوليو 2025: أقصر بـ1.36 ميلي ثانية من المعدل الطبيعي.
search