إدارة الوقت وخطورة مواقع التواصل.. نص خطبة الجمعة اليوم

خطبة الجمعة
إيمان رزق
حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة اليوم الموافق 25 يوليو 2025، و30 محرم 1447هـ، تحت عنوان: “إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح"، لتعزيز الوعي المجتمعي وغرس القيم الإيجابية، خاصة لدى الشباب
موضوع خطبة الجمعة
وأكدت الأوقاف، أن موضوع خطبة الجمعة اليوم يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية الوقت كنعمة عظيمة من نعم الله، مشددة على أن الإنسان الناجح هو من يحسن استثماره ويوظفه لخدمة دينه ودنياه، بعيدا عن الإهمال والتضييع.
قيمة الوقت في الإسلام
وطالبت الوزارة الخطباء بتوضيح قيمة الوقت في الإسلام، وكيف دعا الدين إلى اغتنامه في الطاعات والعمل الصالح، مؤكدة أن إدراك قيمة الوقت وتنظيمه بين الواجبات الدينية والدنيوية من علامات الاتزان العقلي، واستشهدت بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ».
كما شددت الوزارة على ضرورة التحذير من إهدار الوقت في متابعة المحتوى غير المفيد على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي قد يكون ضارا ومشتتا للذهن، داعية إلى انتقاء ما يتابع ويشارك، وفق ميزان الشرع والعقل.
وأكدت الوزارة على أهمية استلهام هدي النبي صلى الله عليه وسلم في إدارة الوقت، مشيرة إلى الحديث الشريف: «اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك...»، موضحة أن ذلك يمثل منهجا واضحا لبناء الشخصية المتوازنة.
وشددت وزارة الأوقاف، على ضرورة التزام الخطباء بنص أو مضمون موضوع الخطبة، والالتزام بالوقت المحدد والتعليمات الصادرة، بما يخدم هدف بناء شخصية المسلم الواعي الناجح النافع لوطنه ومجتمعه.
نص خطبة الجمعة
وجاء نص خطبة الجمعة اليوم، كما يلي:
الحمد لله رب العالمين، أحمده حمد الشاكر المعتبر، وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار، العزيز الغفار، سبحانه هدى العقول ببدائع حكمه، ووسع الخلائق بجلائل نعمه، أقام الكون بعظمة تجليه، وأنزل الهدى على أنبيائه ومرسليه، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، شرح صدره، ورفع قدره، وشرفنا به، وجعلنا أمته، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فللنجاح جسر ومسار، ألا وهو الوقت، ذاك الجوهر الذي لا يقدر بالدرهم ولا الدينار، وإذا مر لا يعود، ولا يشترى، ولا يدار، فهل آن الأوان لندرك قدره؟ ونحسن صرفه؟ ونضيء به المسار؟!
أيها الكرام، اعلموا أن الوقت رأس مال العمر، ومفتاح النجاح والفلاح، الوقت وما أدراكم ما الوقت! يقول الله جل جلاله: {وٱلۡعصۡر * إن ٱلۡإنسن لفي خسۡر}، فأقسم ربنا بالوقت نفسه، إشارة إلى عظم شأنه، ثم حذرنا من خسرانه، فالعاقل من وعى، والرشيد من استثمر، قال النبي المشرف المعظم ﷺ: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ“.
أيها الحبيب اللبيب: الوقت سيف ذو حدين، إما أن تبنيه، أو يهدمك، إما أن توجهه، أو يضلك طريقا، ويضيعك زمانا، يقول الإمام الحسن البصري رحمه الله: “ابن آدم، إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم، ذهب بعضك“، فمن ضيع وقته، فقد ضيع نفسه، ومن أحسن إدارة وقته، فقد أحسن إدارة حياته.
أيها المكرم: اعلم أنه لا نجاح بلا تنظيم، ولا تميز بلا ترتيب، فكم من مواهب دفنت؛ لأن أصحابها لم يتقنوا إدارة أوقاتهم، وكم من قلوب طمحت، وأحلام لمعت ثم انطفأت؛ لأن الوقت ضاع في اللهو واللغو والتسويف، والإنسان الناجح لا ينتظر الوقت المناسب، بل يصنعه، فيا أيها الحبيب، سطر في دفتر يومك ما تحب أن تلقى الله به، واحذر من ساعات الفراغ القاتلة، فرب دقيقة تحيي قلبا أو تميت عمرا!
أيها المكرم: ها هو الرسول الكريم ﷺ النموذج الأعظم في إدارة الوقت، فتأمل معي يومه المبارك، كيف كان يوزع وقته بين العبادة، والتعليم، والقيادة، والأهل، والمجتمع، لم تكن لحظة تمر في حياته إلا وهو في طاعة أو خدمة أو بناء، قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “كان رسول الله ﷺ في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة، خرج إلى الصلاة“، فحتى الوقت داخل البيت كان محسوبا بحساب المسؤولية والمحبة.
أيها النبيل: ألا تعلم أن لإدارة الوقت ثمارا يانعة؟! إن منها النجاح في العمل، والترقي في الدنيا، والسكينة النفسية، والانضباط في الحياة، وصفاء الذهن، وزيادة التركيز والإبداع، ونيل رضا الله تعالى، وتحقيق العبودية الكاملة له في كل لحظة، يقول سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي“.
ويا أيها الكرام: علموا أبناءكم إدارة الوقت من الصغر، واملؤوا أوقاتكم بالقرآن والذكر والعلم والعمل الصالح، واقطعوا عنكم السهر فيما لا يفيد، والضياع في فضاء الشاشات، وضعوا لأنفسكم أهدافا وخططا، واحفظوا أعماركم؛ فإنها لا تعود، وما من نعمة يسأل عنها العبد يوم القيامة إلا وكان عمره أولها، قال صاحب الجناب الأنور والجبين الأزهر ﷺ”: “لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما وضعه، وعن علمه ماذا عمل فيه “ ، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، واغتنموا أوقاتكم قبل أن تندموا.
خطبة الجمعة الثانية
وجاء نص خطبة الجمعة الثانية، تحت عنوان “خطورة التهاون في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي”، كما يلي:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فيا من حضر، وأقبل على الذكر، واستبشر، هذا حديث عن عالم جديد قد انتشر، عن فضاء التواصل وما فيه من خطر أو ظفر، عن الكلمة التي تنشر فتؤجج نارا أو تزهر، عن صورة تحرك فتنة أو تزرع الفكر والنظر، فيا سامع الخطبة، تدبر، لك في ضوابط الشرع نور وبشر وستر، وفي اتباع الهدى عز وفخر.
أيها الكريم، إن من أخطر الوسائل التي دخلت حياة الناس في العصر الحديث، مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحولت من مجرد أدوات تكنولوجية، إلى محاريب للرأي، ومنابر للكلمة، ومزارع للأفكار! ولئن كانت هذه المواقع نعمة في أصلها، فإنها قد تكون نقمة في سوء استخدامها! فمن الناس من اتخذها وسيلة للخير والنفع والتواصل البناء، ومنهم من جعلها ساحة للغيبة، والنميمة، والفتن، والتشهير، والكذب، وإضاعة الوقت! ولذا، لابد من معرفة الضوابط الشرعية للتعامل مع مواقع التواصل، والتي تتمثل في الصدق فيما يكتب وينشر، فقد قال الله تعالى: {يأيها ٱلذين ءامنوا ٱتقوا ٱلله وكونوا مع ٱلصدقين}، وقال الحبيب المشفع ﷺ: “كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع”، فإياك أن تنقل خبرا بلا تبين، أو تشارك منشورا قبل التثبت، فرب شائعة أهلكت أمة، ورب كذبة فتحت أبواب الدماء والدموع.
أيها النبيل، إياك أن تقضي يومك على مواقع التواصل في الغيبة والسخرية والطعن في الناس؛ قال الله تعالى في محكم التنزيل: {ولا يغۡتب بعۡضكم بعۡضاۚ}، وقال أيضا: {يأيها ٱلذين ءامنوا لا يسۡخرۡ قوۡمٞ من قوۡم}؛ فطهروا ألسنتكم وأقلامكم من التنمر والتهكم والتطفل، والسب والتشويه .
اللهم طهر أقلامنا، واحفظ ألسنتنا، وبارك في أوقاتنا.

الأكثر قراءة
-
دفاع ابنة مبارك المزعومة: طلبنا أخذ عينة DNA من جمال وعلاء
-
مصدر بالتأمينات: صرف المعاشات قد يبدأ مساء اليوم عبر بعض البنوك
-
ماذا قال علاء مبارك عن واقعة "ابنة الرئيس مبارك"؟
-
محامية ابنة مبارك المزعومة تتبنى روايتها: أسرة قاسية تولت تربيتها
-
وفاة قريب مرشح لمجلس الشيوخ وإصابة 3 آخرين في هجوم مسلح بديروط
-
لماذا تراجعت أسعار الدواجن خلال الفترة الماضية؟
-
حبس ابنة الرئيس مبارك المزعومة 4 أيام
-
محمود خليل عضوا باللجنة العليا لرصد الأداء الإعلامي لانتخابات الشيوخ

أخبار ذات صلة
علاء عابد: التظاهر أمام سفارتنا في تل أبيب يستهدف الإساءة لصورة مصر
31 يوليو 2025 08:03 م
الوطنية للانتخابات: تجهيز 136 مقرًا بالخارج و8825 لجنة فرعية داخل مصر
31 يوليو 2025 07:34 م
هل جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا معتمدة؟.. "التعليم" توضح
31 يوليو 2025 07:14 م
لينك تقديم جامعة 6 أكتوبر 2025.. تفاصيل الالتحاق
31 يوليو 2025 07:08 م
معرفش يعيش من غيرها.. زوج يلحق بزوجته بعد وفاتها بيومين في البحيرة
31 يوليو 2025 06:12 م
كليات المرحلة الثانية علمي علوم 2025.. تعرف عليها
31 يوليو 2025 06:07 م
500 دولار لكل طفل.. الصين تقر إعانة سنوية لرعاية الصغار
31 يوليو 2025 05:59 م
لاستقبال 2.4 مليون ناخب.. تجهيز 442 لجنة لانتخابات الشيوخ بكفر الشيخ
31 يوليو 2025 05:47 م
أكثر الكلمات انتشاراً