السبت، 26 يوليو 2025

10:34 م

مراسل برازيلي يعثر بالصدفة على طفلة غريقة أثناء تغطية صحفية

المراسل البرازيلي وهو في قاع النهر

المراسل البرازيلي وهو في قاع النهر

مصطفى عبد الفضيل

A .A

عثر مراسل برازيلي في مصادفة غريبة على طفلة غريقة أثناء تغطيته الميدانية لحادث اختفائها في نهر "مياريم" بمنطقة "مارانهاو" شمال البلاد.

بدأت القصة حين تلقت فرق الإنقاذ بلاغًا يفيد بغرق فتاة تدعى "رايسا" وتبلغ من العمر 13 عامًا، لتبدأ عمليات البحث التي لم تسفر عن شيء في اليوم الأول، وفي اليوم التالي توجه طاقم قناة محلية إلى موقع الحادث لتغطية مستجداته، من بينهم المراسل الذي أصبح جزءًا من القصة نفسها.

المراسل البرازيلي لينيلدو فازاو

تضحية لتوضيح الخطر

وأثناء حديثه على الهواء وتقديمه تقريرًا عن خطورة المكان الذي وقعت فيه الحادثة، قرر المراسل النزول إلى المياه لتوضيح عمق النهر، خاصةً بعد أن أفاد السكان المحليون بأن الأطفال والمراهقين اعتادوا السباحة فيه دون إدراك لحجم المخاطر.

اصطدم بالفتاة

وفي لحظة صادمة شعر المراسل بشيء غريب تحت قدميه، ثم سرعان ما طفت الطفلة المتوفاة إلى السطح في نفس المكان، وسط ذهول الطاقم والموجودين.

لحظة اصطدامه بالفتاة

المراسل يروي القصة لـ"تليجراف مصر"

في حديث خاص لـ"تليجراف مصر" أوضح المراسل البرازيلي "لينيلدو فازاو" أن ما حدث لم يكن مخططًا له إطلاقًا، وأنه لم يكن يتوقع أن تنتهي التغطية بهذه الطريقة.

وقال فازاو: "حين تلقينا معلومة الغرق، تحركنا مباشرة نحو نهر مياريم، وبدأنا التغطية كما نفعل عادة، لكن هذه المرة كانت مختلفة، لأنها تخص فتاة صغيرة لم تتجاوز الثالثة عشرة".

وأضاف: "في اليوم التالي، عدنا للمكان قرابة الظهيرة، وكان السكان قد أخبرونا أن أطفالًا تتراوح أعمارهم بين 8 و 13 نفس فئة رايسا اعتادوا السباحة هناك، وهو ما دفعني للدخول إلى المياه وبنية واحدة: أن أظهر مدى خطورة هذا الموقع على الجميع".

لينيلدو وهو في قاع النهر

قاع النهر فخ قاتل مليء بالحفر

وأشار فازاو إلى أن المنطقة التي دخلها هي نفس مكان الغرق، وتتميز بكثرة الحفر والانخفاضات في القاع، ما يجعلها شديدة الخطورة حتى على البالغين، وأنها كانت مسرحًا لكوارث مشابهة من قبل.

لحظة اصطدامه بالفتاة

يقول المراسل: "بمجرد أن دخلت الماء، شعرت بشيء واضح أسفل قدمي، وكأنه منتصف ذراع بشري، إحساس واضح لا لبس فيه"، وتابع: "وقتها شعرت برعب شديد، ربما كان وقع اللحظة أو القلق هو السبب، فتأثرت لدرجة أنني ابتلعت بعضًا من ماء النهر".

وقال: "لا أستطيع أن أجزم أن ما شعرت به كان جسدها، لكن بعد دقائق قليلة طفا الجثمان في نفس المكان الذي كنت فيه".

ارتباك المراسل عندما لامس الفتاة

رد فعله تجاه ما حدث

وتحدث عن تلك اللحظة قائلًا: "بعد أن فزعت وقفزت للأمام، وقفت دون حركة، كان هناك خليط من الخوف والارتياح؛ خوف مما أراه، وارتياح داخلي لأنني شعرت أن هذا ربما تكون الفتاة، وأنه أخيرًا سينتشلها وأسرتها ستتمكن من وداعها".

وأردف: "كنت أفكر كثيرًا في أم البنت، التي كانت تتمنى فقط أن تلقي نظرة الوداع الأخيرة على ابنتها".

عندما شعر بذراع الفتاة

لحظة ظهور الفتاة

بعدما استعاد هدوءه استكمل الفريق التغطية، وبدأوا في توثيق عملية الانتشال والتواصل مع الأسرة المفجوعة، حيث قال: "بعد حوالي خمس دقائق ظهرت تمامًا في نفس النقطة اللي كنت فيها، وتابعنا عملية الانتشال".

رد فعل العائلة

وعن تفاعله مع العائلة، قال فازاو: "التزمت الصمت أمامهم، لم أتكلم كثيرًا، وتواصلت مع شقيقها لاحقًا، الذي دخل بنفسه إلى الماء لانتشالها وعمتها أيضًا، كانوا ممتنين أنها ظهرت، حتى وإن كان المشهد قاسيًا".

احترام وسط الألم

وأضاف قائلا: "كان الجميع في حالة تأثر شديد، لم أرغب أبدًا في أن أضع تصرفي في المقدمة أو أن أبدو كأنني ساعدت في العثور على الفتاة، فضلت أن أكون متراجعًا، فهذه كانت لحظة خاصة جدًا بالنسبة للعائلة، لحظة وداع وألم، وفريقنا حافظ فقط على التغطية الصحفية دون أي تجاوز".

الصدمة لا تغادر الذهن بسهولة

ورغم مرور الساعات لم تغادر الصور ذهنه، حيث قال: "عدت للمنزل، لكن الصور كانت تلاحقني، والمشهد ظل يراودني، وهنا بدأ الخوف الحقيقي".

هل يجب أن يكون الصحفي طرفًا في القصة؟

عن طبيعة عمله يقول فازاو: "الصحافة تأخذك إلى قلب الحدث، شئت أم أبيت، فنحن لا ننقل الحدث فقط، بل نعيشه، وأنا بطبعي أحب أشارك، أحاول دائمًا أن أكون جزءًا من الصورة، أن أشعر بما يحدث، وهذا ما حدث، أردت أن أدخل المياه، لأوصل رسالة حقيقية عن الخطر".

كانت قوة ما تدفعني

يؤمن المراسل أن ما حدث لم يكن صدفة عشوائية، حيث قال: "لا أرى أي حرج في ما حدث، بالعكس أؤمن أن كل شيء يحدث في وقته، ربما كان بإمكاني أن أبقى على الضفة، لكن شيئًا ما دفعني إلى النزول، ربما كانت قوة لا أستطيع تفسيرها، لكنني كنت هناك كإنسان قبل أن أكون صحفيًا".

لقطة من التقرير
search