الإثنين، 28 يوليو 2025

03:59 م

مسلح غزة المنبوذ.. من هو ياسر أبو شباب؟

ياسر أبو شباب

ياسر أبو شباب

سيد محمد- إياد الشناوي   -  

A .A

في خضم الحرب المستمرة على قطاع غزة، برز اسم ياسر أبو شباب، الذي كان يُنظر إليه في السابق كشخصية هامشية ذات سجل إجرامي، ليصبح الآن محور اهتمام، لا سيما لدوره في تأمين المساعدات الإنسانية وتعاونه غير المسبوق مع إسرائيل، وفقًا لما أفادت به القناة 24 الإسرائيلية.

"المقاومة الشعبية".. ميليشيا بقبضة أبو شباب

لا يتعدى عدد مقاتلي “المقاومة الشعبية” التي يرأسها أبو شباب 300 فرد، يتمركزون في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية والواقعة بين شرق رفح وجنوب شرق خان يونس، وينتمي معظم أفراد هذه المجموعة إلى قبيلة "الترابين" البدوية الكبيرة، وهي قبيلة أبو شباب.

ماضٍ مثير للجدل وعلاقات مع تنظيمات متطرفة

وأوضح معهد دراسات الأمن القومي معلومات صادمة عن “أبو شباب”، حيث كان متورطًا في تهريب الأسلحة والمخدرات، وكانت له علاقات بتنظيم “داعش”، كما عمل حارسًا أمنيًا لمؤسسات السلطة الفلسطينية خلال حكم منظمة فتح في قطاع غزة.

تثار تساؤلات كثيرة حول الهوية الحقيقية لمدير صفحته المهنية على “فيسبوك”، خاصة وأن أبو شباب أمي، إذ تتضمن الصفحة رسائل عامة ضد حماس، ودعوات للوحدة الفلسطينية، وتصريحات حول جهود حماية شحنات المساعدات - وهي مناطق لا يمكن لأحد دخولها دون تنسيق مع إسرائيل، مما يؤكد تعاونه معها.

يعد أبو شباب منبوذًا في الداخل الفلسطيني وبين أهالي قطاع غزة، حيث أعلنت قبيلته “الترابين” التبرؤ منه في نوفمبر 2024؛ بسبب تعاونه مع إسرائيل، مما أدى إلى محاولة حماس اغتياله مرتين.

قيادة "القوات الشعبية" وتنسيق مع الجيش الإسرائيلي

أنشأ القائد المطارد ميليشيا محلية بدعم إسرائيلي سماها "القوات الشعبية"، نسقت مع القوات الإسرائيلية، حيث قامت بحراسة قوافل المساعدات الإنسانية، لا سيما في مشاريع تجريبية كتوزيع الغذاء في حي العمور شرق رفح.

إطلاق سراح غامض واتهامات بالسرقة

وبينت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية دور الجيش الإسرائيلي في تحرير أبو شباب، حيث كان محتجزا وقت 7 أكتوبر، في سجن تابع لحماس بتهمة تهريب المخدرات، وشنت إسرائيل هجومًا على السجن في ظروف لا تزال غامضة، ليُطلق سراح شباب، البالغ من العمر 35 عامًا.

ومنذ ذلك الحين، اتهمته منظمات الإغاثة بالسيطرة على عصابات من اللصوص المسلحين الذين يختطفون الشاحنات الداخلة إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم.

قتال حماس و"تدريبات ميدانية" واستعداد لحرب أهلية

كشف ياسر أبو شباب، في مقابلة خاصة مع راديو مكان، أن منظمته تقاتل حماس بمساعدة إسرائيلية، ومستعدة لحرب أهلية، وترى نفسها وريثًا للسلطة في قطاع غزة، واصفًا رجاله بأنهم لا ينتمون إلى أي فكر سياسي أو تنظيمي.

وقال إنهم "يذوقون مرارة الظلم الذي مارسته حماس  وهدفهم محو هذا الظلم، ويدعمون قوة شرعية تتبنى فكرة رفع الظلم والفساد".

وتحدث قائد الميليشيا عن القوات المتاحة له قائلاً: "لدينا شباب وجيش، نجري تدريبات ميدانية"، وأعلن عزمهم على التحرك "لتحرير الشعب من الظلم والعنف"، بل أشار إلى: "لدينا القوة، وستكون هناك تضحيات وسفك دماء، سندفع الثمن لتحرير شعبنا". 

وأكد أبو الشباب بشكل قاطع: "لا يمكن إيقاف المواجهة المباشرة مع حماس، ولا يمكن إيقاف الحرب الأهلية مهما كان الثمن".

دعم لوجستي وتحركات في مناطق النفوذ الإسرائيلي

وأكد أبو شباب أن منظمته تتلقى دعمًا لوجستيًا وماليًا من عدة مصادر"، لكنه امتنع عن تسميتها، وأشار إلى أن معظم أنشطتهم تتركز في جنوب قطاع غزة، وخاصة رفح، في المناطق الخاضعة للسيطرة الكاملة لجيش الدفاع الإسرائيلي.

وقال: "نتحرك بسهولة بالغة في رفح، لكن هناك مناطق أخرى في جنوب قطاع غزة نتحرك فيها بحذر".

كما ذكر أنهم دخلوا خان يونس ومستشفى ناصر، اللتين كانتا تحت سيطرة حماس سابقًا، ونفذوا عمليات “فاقت التوقعات” هناك رغم انعدام الأمن في هاتين المنطقتين مقارنةً بمناطق جيش الدفاع الإسرائيلي.

search