امتحانات خارقة.. أكثر 10 اختبارات تعقيدًا في تاريخ البشرية

في سعيٍ مستمرٍ للتميّز التعليمي والمهني، نشأت بعض من أصعب الامتحانات في تاريخ البشرية، صُمِّمت هذه الاختبارات لفلترة الأفضل من بين الجميع، وتتطلّب تفانيًا لا يتزعزع، وذكاءً استثنائيًا، وأعصابًا فولاذية. 

سواء كنت طالبًا يطمح لدخول إحدى جامعات النخبة، أو محترفًا يسعى للاعتراف العالمي، أو حالمًا يتطلع لاجتياز مؤهل وطني، فإن هذه الامتحانات تمثّل قمة التحديات الأكاديمية والمهنية. 

نتعمق هنا في أصعب عشرة امتحانات في العالم، وأشكالها، والإعداد المطلوب لها، ولماذا اكتسبت سمعتها الهائلة.

ما الذي يجعل هذه الامتحانات صعبة؟

تُسهم عدة عوامل في السمعة الهائلة لهذه الامتحانات عالية المخاطر، مما يميزها كأحد أكثر التقييمات تحدّيًا في العالم. وتكمن السمة المميزة لهذه الاختبارات في نطاقها الواسع، الذي يتطلّب إتقانًا لموضوعات شاسعة ومعقدة.

جاوكاو (Gaokao) – امتحان القبول الجامعي الوطني في الصين

يُعرف بأنه أحد أكثر الامتحانات تحدّيًا على مستوى العالم، وهو امتحان القبول الجامعي الحاسم في الصين. 

يخضع له ملايين الطلاب سنويًا، ويحدّد القبول في أفضل جامعات البلاد، ويستغرق الامتحان تسع ساعات مرهقة على مدار يومين أو ثلاثة أيام.

ما يميز الجاوكاو هو الضغط الهائل المحيط به. يبدأ الطلاب التحضير له في وقت مبكر من المرحلة الابتدائية، وغالبًا ما يضحّون بالترفيه والنوم للبقاء في دائرة المنافسة.

يُعدّ الإجهاد الذي يسببه سيئ السمعة، وغالبًا ما تقدّم الأسر تضحيات كبيرة لضمان نجاح أبنائها. وعلى الرغم من صرامته، يُنظر إليه كبوابة قائمة على الجدارة للنجاح في واحدة من أكثر دول العالم اكتظاظًا بالسكان.

امتحان لجنة الخدمة العامة للاتحاد (UPSC) – الهند

يُعد امتحان الخدمات المدنية UPSC في الهند بوابة للمناصب الحكومية العليا، بما في ذلك الخدمة الإدارية الهندية (IAS)، والخدمة الشرطية الهندية (IPS)، والخدمة الخارجية الهندية (IFS). 

ليس من المستغرب أن يُعتبر هذا الامتحان أحد أصعب الامتحانات في العالم.

يتكوّن الامتحان من ثلاث مراحل: الامتحان التمهيدي، والامتحان الرئيسي، واختبار الشخصية (المقابلة). 

وتختبر المرحلة التمهيدية الدراسات العامة والكفاءة من خلال أسئلة موضوعية.

أما الذين يجتازون هذه المرحلة، فيتقدّمون إلى الامتحان الرئيسي، وهو اختبار كتابي يغطي تسع أوراق في مواد تتراوح من التاريخ والجغرافيا إلى الأخلاقيات والتخصصات الاختيارية.

امتحان المحاماة (Bar Exam) – الولايات المتحدة

لاستصدار رخصة ممارسة القانون في الولايات المتحدة، يُعد اجتياز امتحان المحاماة أمرًا إلزاميًا، وهو من أكثر الامتحانات المهنية تحدّيًا على مستوى العالم. 

يختلف محتوى الامتحان من ولاية إلى أخرى.

يُعد MBE، غالبًا، المكوّن الأكثر صعوبة، حيث يقيس المعرفة بالمبادئ القانونية الأساسية عبر أسئلة اختيار من متعدد. 

بينما يركّز MEE وMPT على التحليل الكتابي والمهارات العملية. 

وتتراوح معدلات النجاح، خاصة في ولايات مثل كاليفورنيا، بين 40 إلى 50٪، ما يسلّط الضوء على صعوبة هذا الامتحان.

امتحان المحلل المالي المعتمد (CFA)

يُعد هذا الامتحان المؤلف من ثلاثة مستويات، مقياسًا للمعرفة في مجالات إدارة الاستثمار، والتحليل المالي، والأخلاقيات المهنية. وتُبنى كل مرحلة على ما قبلها.

يتطلّب كل مستوى شهورًا من التحضير، فيما تكون الامتحانات نفسها طويلة ومرهقة. يخصص المرشحون، في المتوسط، أكثر من 300 ساعة دراسة لكل مستوى.

ومع معدلات نجاح تاريخية تقل عن 50٪ لكل مرحلة، فإن اجتياز CFA يُعدّ دليلًا على المثابرة والخبرة في مجال بالغ الصعوبة.

امتحان دبلوم الساقي المعتمد (Master Sommelier Diploma Exam)

يُعد امتحان دبلوم الساقي المعتمد من أعلى الإنجازات في صناعة النبيذ، ويتطلّب من المرشحين إظهار معرفة ومهارات لا مثيل لها. ينقسم الامتحان إلى ثلاثة أقسام: النظرية، والخدمة، والتذوّق الأعمى.

في قسم النظرية، يُطلب من المتقدّمين الإجابة على أسئلة معقدة حول مناطق إنتاج النبيذ العالمية، وطرق التصنيع، واتجاهات الصناعة.

كما يُطلب منهم تحديد أصول النبيذ، وأنواع العنب، والسنة العتيقة بدقة مذهلة. وبمعدل نجاح يقل عن 10٪، فإن هذا الامتحان يتطلّب حدّة ذهنية إلى جانب سنوات من التدريب المنضبط.

اختبار قبول منسا (Mensa Admission Test)

تدير جمعية "منسا" الدولية للذكاء العالي أحد أكثر الاختبارات المعرفية تحدّيًا في العالم. وعلى عكس الامتحانات الأكاديمية أو المهنية، يقيّم هذا الاختبار القدرات الذهنية البحتة، من خلال سلسلة من الألغاز، ومهام التفكير المنطقي، وتحديات التعرّف على الأنماط.

يشترط للقبول في الجمعية أن يسجّل المرشح ضمن أعلى 2٪ من السكان من حيث الذكاء. ولا يعتمد التحضير له على حفظ المعلومات، بل على شحذ مهارات التفكير التحليلي، مما يجعل صعوبته تكمن في قدرته على قياس سرعة ودقة حل المشكلات تحت الضغط.

الأولمبياد الدولي للرياضيات (IMO)

رغم أنه ليس امتحانًا تقليديًا، فإن الأولمبياد الدولي للرياضيات يُصنّف كأحد أصعب التحديات الذهنية في العالم، ومفتوح لطلاب ما قبل الجامعة من مختلف الدول.

يتكوّن من ست مسائل معقدة تتطلب حلولًا إبداعية صارمة في مجالات الجبر، والهندسة، ونظرية الأعداد، والتركيبات.

المستوى عالٍ جدًا لدرجة أن بعض المسائل تُعدّ تحديًا حتى لعلماء الرياضيات المحترفين. ويستلزم النجاح في IMO موهبة فطرية، إلى جانب سنوات من التدريب، والتوجيه، والشغف بالرياضيات.