الخميس، 31 يوليو 2025

01:27 م

عندك إرهاق بلا سبب.. مرض غير مرئي يُغيّر الحياة

متلازمة التعب المزمن

متلازمة التعب المزمن

أسيل وليد

A .A

هل سبق أن شعرت بإرهاق شديد لا يزول حتى بعد نومٍ طويل وضعف في التركيز وألم عضلي متكرر وحساسية تجاه الضوء أو الروائح دون سبب واضح؟ إذا كانت إجابتك نعم، فقد تكون هذه أعراضًا لحالة تُعرف بـ"التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضل أو متلازمة التعب المزمن"، وهي من الاضطرابات الطبية المزمنة التي لا تزال تثير جدلاً واسعًا في الأوساط الطبية بسبب غموض أسبابها وصعوبة تشخيصها.

ووفقًا لما ورد عن مايو كلينك (Mayo Clinic) والمعهد الوطني الأمريكي للصحة (NIH)، تُسبب هذه المتلازمة إنهاكًا جسديًا وذهنيًا شديدًا يستمر لفترة لا تقل عن 8 أشهر ويتفاقم مع أي نشاط بدني أو ذهني ولا يتحسّن تحسنًا كاملًا بالراحة.

كما يُجمع الخبراء على أن الحالة لا تنتج عن سبب واحد، بل قد تكون نتيجة تفاعل بين عوامل وراثية وعدوى فيروسية أو بكتيرية أو صدمة نفسية أو جسدية أو خلل في تحويل الغذاء إلى طاقة داخل الجسم.

أعراض تتعدى التعب

تُظهر الدراسات أن أعراض متلازمة التعب المزمن تختلف من شخص لآخر، وقد تتذبذب شدتها من يوم إلى آخر ومن أبرز هذه الأعراض:

  • إرهاق شديد يستمر لأشهر ولا يتحسن بالراحة.
  • تفاقم الأعراض بعد أي مجهود بدني أو ذهني (انهيار بعد الجهد).
  • اضطرابات في النوم و"ضباب دماغي" يُضعف القدرة على التفكير والتذكر.
  • دوخة وآلام في المفاصل والعضلات وصداع متكرر.
  • التهاب الحلق وحساسية زائدة من الضوء أو الصوت أو الروائح.
  • تحسس مؤلم في الغدد اللمفاوية بالرقبة وتحت الإبط.

النساء أكثر عرضة

وتُصنف النساء  في الفئة العمرية ما بينة العشرينات ومنتصف الأربعينات هم الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة التعب المزمن، كما تُعد الإصابة في الأطفال نادرة الحدوث، وتُشير بعض الأبحاث إلى أن النساء يشكين من الأعراض أكثر من الرجال، ما قد يُفسر ظهور النسبة الأعلى بين الإناث.

كما ترتفع نسبة الإصابة لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ مع حالات صحية مزمنة مثل الألم الليفي العضلي (Fibromyalgia) أو متلازمة تسارع القلب الوضعي الانتصابي (POTS).

مضاعفات تؤثر على جودة الحياة

تُؤدي متلازمة التعب المزمن إلى تقليص قدرة المريض على العمل أو الدراسة أو حتى أداء الأنشطة اليومية البسيطة، وفي الحالات الشديدة قد يُصاب البعض بضعف حاد يجبرهم على البقاء في الفراش أو الاعتماد على الكرسي المتحرك.

كما أن أكثر من نصف المصابين بمتلازمة التعب المزمن يعانون من الاكتئاب، والذي يمكن أن يفاقم من حدة الأعراض، ويؤكد الأطباء أهمية معالجة الجانب النفسي بالتوازي مع الأعراض الجسدية.

لا علاج شافٍ.. لكن التخفيف ممكن

حتى الآن لا يوجد علاج نهائي للمتلازمة، لكن يمكن التعايش معها من خلال:

  1. تنظيم النشاط اليومي لتفادي الإنهاك.
  2. تحسين جودة النوم وتجنّب المحفزات الحسية.
  3. العلاج السلوكي المعرفي والدعم النفسي.
  4. الأدوية لتخفيف الألم وتحسين نوعية الحياة.
  5. الدعم الاجتماعي المستمر وتفهّم المحيطين.

لا توجد طريقة محددة للوقاية من متلازمة التعب المزمن، لكن الحفاظ على نمط حياة صحي وإدارة التوتر ومراقبة الأعراض مبكرًا يمكن أن يُقلل من تأثيرها.

ويظل الأمل قائمًا في تحسّن الحالة مع الوقت والدعم المناسب بشرط التفهم المجتمعي لطبيعة هذا الاضطراب غير المرئي.

search