
جهاد الـ ها ها ها!
من أجمل الجُمل تعبيرًا ووصفاً لحالة مختلفة ابتلينا بها في الفترة الأخيرة والتي تخطف أذنك وتجبر انتباهك على التوقف عند تفاصيلها كثيراً .. هذه الجملة التي أطلقها الكاتب الصحفي الكبير "وائل لطفي" ليصف بها معركة الجماعة الإرهابية ضد المجتمع المصري على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مختلف والتي تدار عبر لجانهم المنتشرة داخل هذه الصفحات.
معركة مختلفة يعتبرونها نوعاً من الجهاد ضد الدولة المصرية وهي واحدة من معارك حروب الجيل الرابع التي يتم فيها استخدام الإعلام والتكنولوجيا المتطورة لشق الصف وزرع الشك في كل ما تتلقاه من معلومات وأخبار ومنها تصدير حالة من عدم الثقة في كل شيء حتى تفقد الثقة في الدولة نفسها وتبقى أنت الثغرة الكبرى التي ينتظرون أن ينفذون من خلالها فواهم من يعتقد أن الجماعة الإرهابية انتهت أو توقفت عن أطماعها بل كما نقول "لابدة في الدرة" تنتظر الفرصة لتنقض وتفترسك بعد أن تسلمها نفسك بسذاجة أو غباء .. أو بالخسة.
"جهاد الـ ها ها ها" الذي تستخدمه لجان قطيع الخرفان يعتمد على ترجمة ابتسامتهم الصفراء اللزجة في مواجهتك للتسخيف من كلامك ورأيك ومعلوماتك والتقليل من أهميتهم إلى ابتسامة إلكترونية بنفس اللزاجة من خلال استخدام زر التعبير "ها ها ها" على أي خبر يتم نشره يخص أية إيجابية مهما كانت .. مشروع جديد – إنجاز جديد - تصريح مسئول – يقظة الشرطة – تحركات للقوات المسلحة – تصريحات منهما – القبض على خلية إرهابية – إحباط مخطط تخريبي – أي تصريح أو كلمة للرئيس .. وأي خبر يمكن أن يستشعر منه المتلقي حالة إيجابية تنطلق اللجان لتملأه بتعبير الـ "ها ها ها" ليشعرك بحالة من الهزل تقلل من قيمة الخبر وتنقل إليك إحساساً بعدم الجدية تكسر بداخلك الثقة لتشعر أن كل ما يدور حولك ويُنقل لك غير حقيقي ومشكوك فيه حتى تشعر أنك تعيش في كذبة كبيرة خاصة مع استكمال لجان القطيع الإرهابي دورهم بالتعليقات التي تزرع الشكوك والإحباط وخيبة الأمل بجانب الهجوم الممنهج ضد الدولة وقيادتها وأيضاً ضد أي متمسك بوحدة وطنه وسلامة أراضيه ومحاولة إقناعك أن هناك الأفضل بانتظارك بعيداً عن إدارة الدولة وهو ما سيتحقق بالطبع إذا سلمتها إلى هؤلاء القطيع الذين لا يعترفون بالأوطان من الأساس.
وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تمتلك قوة تأثير وتحريك وتحولت لإعلام مواز وهو ما يدفع القوى المعادية دائماً للسيطرة عليها حتى تبقى أنت في قبضتهم وفي سبيل ذلك تستخدم كل أسلحتها المتاحة لتحقيق هذا الهدف وهنا يظل السؤال مطروحاً .. لماذا تستمر صفحات الكيانات الإرهابية كأبواق إعلامية تروج الشائعات والأكاذيب التي تسبب تكدير للسلم العام دون حجبها وهو ما ناقشناه بتفاصيل مهمة وخطيرة في مقال سابق بعنوان "إنذار إلى من يهمه الأمر .. احجبوهم" .. من المسئول عن هذه المهزلة التي تزرع كارثة كبيرة سنحصدها في وقت ضائع يصعب فيه السيطرة عليها؟!
"جهاد الـ ها ها ها" هو نوع جديد من العمليات الإرهابية الـ "مرقمنة" يحتاج إلى التصدي له بشكل تكتيكي مختلف فكما يتم التصدي لهم على الأرض بقوات من الجيش والشرطة يجب أن يتم التصدي لهم أيضاً في الواقع الافتراضي بقوات متخصصة إلكترونياً في مواجهة لجان الإرهاب فإذا كان خطر الإرهاب على الأرض في حصد العشرات أو المئات من الأرواح فإن خطر هذه العمليات على مواقع التواصل أكبر بكثير وأشد خطورة لأنها تحصد آلاف وآلاف وآلاف من العقول وتعبث بوعيهم وتوجههم ضد استقرار الدولة لتحقيق هدف الجماعة الإرهابية في السيطرة عليها بعدما فشلوا في محاولتهم السابقة أمام تصدي الشعب لهم فأصبح هذا الشعب هو هدفهم الأول ليستلموا منهم وطنهم جثة هامدة .. بأياديهم.
الأمر شديد الخطورة ويحتاج يقظة وانتباه مضاعف في مواجهة تكتيكات حرب غير تقليدية تعتمد على توجيه أسلحتنا البشرية إلى صدورنا فالوطن الذي له درع وسيف يحميه واقعاً يجب أن يحميه أيضاً افتراضياً.

الأكثر قراءة
-
بسبب مشاجرة.. القبض على البلوجر "أم مكة" في أكتوبر
-
مصدر بالتأمينات: صرف المعاشات قد يبدأ مساء اليوم عبر بعض البنوك
-
دفاع ابنة مبارك المزعومة: طلبنا أخذ عينة DNA من جمال وعلاء
-
ماذا قال علاء مبارك عن واقعة "ابنة الرئيس مبارك"؟
-
محامية ابنة مبارك المزعومة تتبنى روايتها: أسرة قاسية تولت تربيتها
-
موعد لجنة التسعير المقبل 2025.. هل ترفع الحكومة أسعار الوقود مجددًا؟
-
وفاة قريب مرشح لمجلس الشيوخ وإصابة 3 آخرين في هجوم مسلح بديروط
-
تحذيرات الأب ومكالمة تليفون.. التحريات تكشف كواليس جريمة "فتاة الشرقية"

مقالات ذات صلة
غلطة منى الشاذلي!
13 يوليو 2025 06:40 م
إنذار إلى من يهمه الأمر.. احجبوهم!
02 يوليو 2025 02:15 م
جمهور الحرب بالغباء الاصطناعي!
23 يونيو 2025 03:35 م
لا تخونوا السقا!
22 مايو 2025 07:06 م
أكثر الكلمات انتشاراً