الخميس، 31 يوليو 2025

02:25 م

غدًا في أبوتيج.. الآلاف يحيون الليلة الختامية لمولد "سلطان الصعيد"

ارشيفيه

ارشيفيه

اسيوط / سيد حمادة

A .A

تستعد مدينة أبوتيج بمحافظة أسيوط، مساء غدٍ الخميس الموافق 31 يوليو 2025، لاحتضان الليلة الختامية لمولد العارف بالله والقطب الصوفي الإمام محمد أحمد الفرغل، في مشهد روحاني مهيب يتوافد إليه الآلاف من الزائرين والمحبين وأبناء الطرق الصوفية من مختلف محافظات الجمهورية، احتفاءً بذكرى أحد رموز التصوف والزهد في مصر، المعروف بين أتباعه ومريديه بلقب "سلطان الصعيد".

مظاهر الاحتفالات

يُعد مولد الإمام الفرغل من أبرز الفعاليات الدينية في صعيد مصر، حيث تنطلق فعالياته سنويًا في النصف الثاني من شهر يوليو وتستمر لمدة 15 يومًا، تتنوع خلالها الأجواء بين حلقات الذكر، والمواكب الصوفية، والابتهالات الدينية، وتُختتم بالليلة الختامية التي تُقام وسط أجواء روحانية مميزة في ساحة المسجد الكبير بمدينة أبوتيج

نسب السلطان الفرغل

وُلد الإمام أحمد الفرغل، واسمه الحقيقي محمد بن أحمد، في عام 810 هـ / 1406م، بقرية بني سميع التابعة لمركز أبوتيج،وتنتمي أسرته إلى العلويين، حيث يرجع نسبه من جهة والده إلى الإمام الحسن، ومن جهة والدته إلى الإمام الحسين، رضي الله عنهما، وقد جاءت أسرته إلى مصر قادمة من الحجاز، نتيجة للاضطرابات السياسية التي طالت العلويين آنذاك.

علاقته بالحاكم ولقب "سلطان الصعيد"

أُطلق لقب "سلطان الصعيد" على الإمام الفرغل من قِبَل السلطان المملوكي جقمق، بعدما شهد بنفسه إحدى كراماته سواء بشفائه من مرض شديد أو اطلاعه على أمر غيبي تحقق لاحقًا  بحسب ما ترويه المصادر المختلفة.

انبهر السلطان بورع الإمام وزهده، رغم تأثيره الواسع في الناس، وقال في جمع من الحاضرين عبارته الشهيرة:

“أنت سلطان الصعيد بحق، لا بسيف ولا بعرش، وإنما بمحبة الخلق ومكانتك عند الله”.

وفي موقف آخر، حين كان الإمام الفرغل حاضرًا في ديوان الحكم، قال للسلطان جقمق: "وُلِّيتَ على البلاد، فاعدل بين العباد"، فأجابه السلطان قائلًا: "سمعًا وطاعة، يا سلطان الأولياء".

ومنذ ذلك الحين، التصق به اللقب، وصار يُعرف به في حياته، وبقي متداولًا بعد وفاته حتى أصبح جزءًا أصيلًا من التراث الشعبي والديني في صعيد مصر.

تعدد ألقاب الإمام الفرغل

عُرف الإمام الفرغل بتواضعه وزهده، إذ بدأ حياته راعيًا للأغنام، ثم عمل حارسًا، فمزارعًا، قبل أن يستقر بمدينة أبوتيج، حيث ذاع صيته بين العامة والخاصة، وتعددت ألقابه، ومنها: "السلطان"، "الشريف"، "ولي الله"، "قطب العصر"، "أبو المعالي"، "العارف بالله"، و"الكرّار" – وكلها ألقاب تعكس مقامه الروحي الرفيع بين الناس.

معلم ديني بارز

يُعد مسجد الإمام الفرغل من أعرق المعالم الدينية في محافظة أسيوط، وشُيّد لأول مرة في العصر المملوكي، ثم أُعيد بناؤه في العصر العثماني، قبل أن يُجدد بالكامل عام 1989، ويتميّز المسجد بطرازه الإسلامي الفريد، وقبته العالية، ومئذنتيه المميزتين، ويُعد مزارًا دائمًا لأتباع الطرق الصوفية والمحبين والباحثين عن الطمأنينة الروحية.

ليلة ختام تعبق بالإنشاد

تُختتم فعاليات المولد بحفل ديني كبير تحييه نخبة من أشهر المداحين والمنشدين في مصر، يتقدمهم شيخ المداحين ياسين التهامي، ونجله الشيخ محمود ياسين التهامي، إلى جانب الشيخ مصطفى جمال، والشيخ عليوة، والشيخ أيمن هريدي، لتصدح أصواتهم بالمدائح النبوية والإنشاد الصوفي في ليلة تفيض بنفحات الذكر والمحبة، وتبقى عالقة في وجدان كل من حضرها.

search