الخميس، 31 يوليو 2025

06:25 م

"سياحة المتعة".. جامبيا تستغيث من عجائز بريطانيا الباحثات عن أفارقة

لفيلم الوثائقي الذي سلّط الضوء على ظاهرة ”السياحة الجنسية النسائية”

لفيلم الوثائقي الذي سلّط الضوء على ظاهرة ”السياحة الجنسية النسائية”

في ظاهرة آخذة في التوسع، تحولت جامبيا، الدولة الصغيرة الواقعة في غرب أفريقيا، إلى وجهة مفضلة لكثير من النساء البريطانيات المتقدمات في السن، واللواتي يبحثن عن "رومانسية العطلة" مع شباب محليين يصغرونهن بعقود.

هذه الظاهرة التي أطلق عليها البعض ساخرًا اسم "جران بيا"، أثارت جدلًا واسعًا وأربكت السلطات المحلية التي تسعى جاهدة لمواجهة ما تعتبره شكلًا من أشكال السياحة النسائية المقنّعة، بحسب مجلة "ذا ميرور".

وكانت السلطات الجامبية في وقتٍ سابق قد دعت حكومات الدول الأوروبية إلى اتخاذ إجراءات للحد من سفر النساء المسنات بمفردهن إلى جامبيا، معبّرة عن رفضها لصورة البلاد كوجهة لـ”السياحة النسائية”.

رومانسية أم استغلال؟

رغم أن الرحلات إلى جامبيا قد تبدو للبعض مجرد عطلة في الشمس، فإن ما يجذب الكثير من هؤلاء النسوة، حسب شهادات متعددة، هو احتمال إقامة علاقة عاطفية أو جسدية مع رجال أصغر سنًا، غالبًا من السكان المحليين، كما توفر العروض السياحية الشاملة بأسعار منخفضة في منتجعات ساحلية تربة خصبة لهذه اللقاءات العابرة.

في هذا السياق، قالت "باربرا"، البالغة من العمر 65 عامًا من كينت، في تصريحات سابقة لصحيفة "ذا صن": "أنا لا أرتكب جريمة، الرجال الكبار يذهبون إلى تايلاند لفعل الشيء نفسه مع الفتيات، ولا أحد يتحدث عنهم".

وتابعت: "جئت لأستمتع، وإذا أردت أن أصطحب شابًا وسيمًا إلى غرفتي، فهذا أمر شخصي تمامًا".

حب حقيقي أم وهم مؤقت؟

فيما تنظر الكثيرات إلى الأمر على أنه مجرد تسلية مؤقتة، هناك من ترى فيه فرصة لعلاقة جدية، وهايدي هيبورث، البريطانية البالغة من العمر 51 عامًا، واحدة من هذه الحالات.

هايدي هيبورث والشاب الجامبي مامادو ساليو

وقعت هايدي في حب شاب جامبي يُدعى مامادو ساليو جالو، وذهبت إلى حد اعتناق الإسلام من أجل الزواج به، منهيةً بذلك زواجًا دام أكثر من عقدين، وصرّحت خلال ظهورها على شاشة قناة ITV: "لم أكن أسعد من هذا قط، رغم الخوف في البداية، وجدت نفسي مستقبَلة ومحبوبة، نخطط للزواج، والناس لم يصدقوا أن ذلك قد يدوم".

فيلم وثائقي يكشف المستور

عام 2020، فُتح الباب على مصراعيه أمام الجدل عقب عرض فيلم وثائقي على القناة الرابعة البريطانية بعنوان "الجـنـس على الشاطئ"، سلّط الضوء على مشاهد صادمة لنساء بيض مسنات يملأن الحانات في جامبيا بحثًا عن رجال شباب، ووصفت بعض التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي المشاهد بأنها "مزعجة" و"مقلقة".

في أحد المقاطع، وصفت امرأة بريطانية تُدعى "بي" تجربتها في جامبيا، حيث زارت البلاد أربع مرات في عام واحد فقط، وقالت دون خجل: "هذا حقي، أفعل ما أشاء، شربت، قضيت ليلة، ثم أقول له: خذ جواربك واذهب، لا أشعر بأي ذنب".

الفيلم الوثائقي الذي سلّط الضوء على الظاهرة

السلطات الجامبية في مواجهة المعضلة

رغم الفوائد الاقتصادية التي تحققها هذه الزيارات، تجد السلطات الجامبية نفسها في موقف حرج، إذ تحاول التصدي لما تعتبره نمطًا من استغلال الفقر المحلي تحت غطاء العطلات الرومانسية، وتُبذل جهودا رسمية للتضييق على العلاقات غير المتوازنة بين السائحات والرجال المحليين، خاصةً إذا تضمنت عناصر تجارية أو شبه دعـارة.

search