الجمعة، 01 أغسطس 2025

07:12 م

بالاعتراف الدولي.. تحولات غربية تنصف فلسطين

الجمعية العامة للأمم المتحدة- أرشيفية

الجمعية العامة للأمم المتحدة- أرشيفية

تشهد الساحة الدولية تحولات ملحوظة في مواقف عدد من الدول الغربية تجاه القضية الفلسطينية، في ظل التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة وتزايد الضغط الإنساني والدبلوماسي. 

وأعلنت عدة دول مؤخرًا اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، فيما أبدت دول أخرى نيتها اتخاذ هذه الخطوة التاريخية خلال الأشهر المقبلة، ما ينذر بمرحلة جديدة قد تُعيد تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط.

دول اعترفت مؤخرًا بدولة فلسطين

في الأشهر الأخيرة من عام 2024، أعلنت كل من النرويج وإيرلندا وإسبانيا وسلوفينيا اعترافها الرسمي بدولة فلسطين. وقد جاء هذا الإعلان في مايو ويونيو ضمن تنسيق أوروبي متصاعد لدعم حل الدولتين، كرد على استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. 

وفي خطوة مفاجئة، انضمت أرمينيا إلى هذه الدول في يونيو 2024، معتبرة أن الاعتراف يعكس دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

وفي تطوّر لافت، أعلنت المكسيك في فبراير 2025 اعترافها الرسمي بفلسطين، ورفعت مستوى تمثيل بعثتها الدبلوماسية إلى مستوى سفارة، ليأتي هذا التحول في سياق مواقف متقدمة لدول أمريكا الجنوبية الداعمة تاريخيًا للقضية الفلسطينية.

وبذلك، ارتفع عدد الدول التي تعترف رسميًا بدولة فلسطين إلى نحو 147– 148 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة، وفق صحيفة "واشنطن بوست".

دول تعتزم الاعتراف خلال 2025

في سياق متصل، تتحرك عدة قوى غربية كبرى نحو الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين خلال عام 2025، وعلى رأسها فرنسا التي أكدت عزمها إعلان ذلك خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، شريطة توافق أوروبي أوسع.

وفي خطوة مماثلة، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن حكومته بصدد الاعتراف بدولة فلسطين في الفترة نفسها، مع تأكيده على ارتباط هذه الخطوة بتطورات ميدانية وسياسية تشمل وقف إطلاق النار وضمانات حول مستقبل حل الدولتين.

كما أعلنت كندا نيتها اتخاذ القرار ذاته في سبتمبر 2025، في تحول سياسي غير مسبوق من دولة تعتبر من أبرز حلفاء إسرائيل تقليديًا، وقد ربطت كندا اعترافها بتنفيذ السلطة الفلسطينية لإصلاحات تشمل انتخابات عامة وفصل الفصائل المسلحة عن مؤسسات الدولة المستقبلية.

من جهتها، أكدت أستراليا أن الاعتراف "مسألة وقت" فقط، في حين بدأت البرتغال إجراءات سياسية تمهيدية لاعتماد الاعتراف بشكل رسمي. 

كما انضم إلى هذا الحراك دول أوروبية أخرى مثل مالطا، لوكسمبورج، البرتغال، ألمانيا، أندورا، آيسلندا، سان مارينو، فرنسا، المملكة المتحدة، كندا، أستراليا، نيوزيلندا، فنلندا، سلوفينيا، النرويج، حيث أعلنوا اعزامهم الاعتراف الرسمي في سبتمبر المقبل أيضًا.

تحليل أهمية وتأثير الاعترافات

وفي تحليل لصحيفة نيويورك تايمز، تشير إلى أن اعترافات دول مثل فرنسا وبريطانيا وكندا تمثل تحوّلًا كبيرًا في الموقف الغربي تجاه الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، لما لتلك الدول من ثقل سياسي ودبلوماسي كبير على الساحة الدولية. 

ففرنسا، باعتبارها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن، ستكون أول دولة من مجموعة السبع تقوم بهذه الخطوة، ما سيعزز الضغط الدولي على إسرائيل ويدفع دولًا أوروبية أخرى للحاق بها.

أما بريطانيا وكندا، فاعترافهما سيشكّل ضربة دبلوماسية كبيرة لتل أبيب، لما لهما من تحالفات تاريخية قوية مع إسرائيل. 

وبالنسبة للمكسيك وأستراليا، فإن تحوّلهما يحمل رمزية قوية، خصوصًا في سياق إعادة تشكيل الاصطفافات السياسية في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.

يمكن لكل تلك الاعترافات من الدول ذات الثقل السياسي، أن يرجح كفة فلسطين ويضغط للاعتراف الرسمى بها من جانب الأمم المتحدة، في جلستها القادمة. 

تداعيات الاعترافات على المشهد الدولي

تأتي موجة الاعترافات هذه في ظل تفاقم الوضع الإنساني في غزة، حيث تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 60 ألفًا منذ أكتوبر 2023، وسط دمار واسع طال البنية التحتية ونزوح جماعي للسكان. 

وقد ساهمت هذه التطورات في تأجيج الرأي العام العالمي، ما دفع كثيرًا من الحكومات الغربية لمراجعة مواقفها التقليدية.

وتُعد الاعترافات الأخيرة مقدمة لتوسيع نطاق الدعم الدولي للحقوق الفلسطينية، عبر خطوات تشمل فتح سفارات، وتوقيع اتفاقيات ثنائية، ودعم فلسطين في المحافل الدولية كالأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية.

تشير هذه التحولات إلى أن القضية الفلسطينية باتت تشهد مرحلة جديدة من الزخم الدولي، بعد سنوات من الجمود السياسي والدبلوماسي. 

ومع اقتراب موعد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025، يُتوقع أن تزداد وتيرة الاعترافات، ما قد يشكّل نقطة تحول في مسار الصراع ويفرض وقائع جديدة على الأرض، لصالح إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

search