"نعمة المياه مقوم أساس للحياة".. موضوع خطبة الجمعة اليوم

خطبة الجمعة
إيمان رزق
حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة اليوم الموافق 1 أغسطس 2025، و7 صفر 1447هـ، تحت عنوان: “نعمة المياه مقوم أساس للحياة".
خطبة الجمعة
وأكدت الوزارة، أن الهدف من خطبة الجمعة اليوم، بيان عظم نعمة المياه، وأنها المقوم الأساس للحياة، وأنها أرخص موجود وأغلى مفقود، وأن الحفاظ على كل قطرة مياه واجب على كل إنسان.
وشددت وزارة الأوقاف أن الحفاظ على كل قطرة مياه واجب على كل إنسان، دينيًا وأخلاقيًا، داعية إلى ترشيد الاستهلاك وعدم التبذير، وغرس هذا الوعي في الأجيال القادمة، انطلاقًا من تعاليم الإسلام التي تحث على حسن استخدام الموارد وعدم الإسراف.
وأكدت وزارة الأوقاف على جميع الأئمة الالتزام بموضوع خطبة الجمعة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن خمس عشرة دقيقة للخطبتين الأولى والثانية.
نص خطبة الجمعة
وجاء نص خطبة الجمعة اليوم، كما يلي:
الحمد لله رب العالمين، أنزل من السماء ماء بقدر، فعم به جميع خلقه في البوادي والحضر، وسلكه في ينابيع وعيون، وجعله مباركا وطهورا، أقام الكون بعظمة تجليه، وأنزل الهدى على أنبيائه ومرسليه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، أحيا به القلوب والأرواح، وبعثه للعالمين رحمة ونورا، وبهجة وسرورا، شرح صدره، ورفع قدره، وشرفنا به، وجعلنا أمته صلى الله عليه وآله وسلم،
أما بعد:
فإن نعم الله تعالى لا تعد ولا تحصى، فمنها ما ظهر، ومنها ما بطن، وقد استأثر الله بعدها وعلمها، فقال جل جلاله: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}، ومن أعظم هذه النعم: نعمة الماء، التي هي أساس الحياة وسر الوجود في هذا الكون، فلولا الماء ما كان إنسان، وما عاش حيوان، ولا أزهرت أرض ولا ربت، فالماء غذاء الكائنات وحياتها؛ وبفقده تفقد الحياة، ألا ترى الأرض هامدة يابسة، فإذا نزل عليها الماء تحركت فيها الحياة، وتلألأت بالخضرة والنضارة، قال تعالى: {فانظر إلى آثار رحمت الله كيف يحي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحي الموتى وهو على كل شيء قدير} [الروم: ٥٠].
أيها المكرمون انتبهوا، فإن بعض الناس قد يرى الماء أرخص موجود، لكنهم لو تأملوا في حال من حرموا منه، كيف يعيشون في فقر وفاقة ومرض وموت، لعرفوا سمو قدره، وأدركوا شرفه وأهميته، لذلك ذكرنا الله جل جلاله بهذه النعمة في حال الإيجاد وحال الفقد، لنذكر عظيم نعمه علينا، ولنحذر من تضييعها والتفريط فيها، فقال سبحانه: {أفرأيتم الماء الذي تشربون * أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون * لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون}، وقال عز وجل: {قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين}.
عباد الله، حافظوا على قطرة الماء حفاظكم على الحياة! وإياكم والإسراف والتبذير والإهدار، أتطيقون أن لا تكونوا من أهل محبة الله الرحمن الرحيم؟! تأملوا هذه الآية {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} [الأعراف: ٣١]، أتتحملون أن توصفوا بهذا الوصف؟! {إن الـمبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا}[الإسراء: ٢٧]؟!.
ألا تعلمون أيها النبلاء أن الاقتصاد في استخدام الماء شأن الأولياء الصالحين والعلماء الربانيين، قال الإمام أحمد رحمه الله: "من فقه الرجل قلة ولوعه بالماء"، وقال المروزي رحمه الله: "وضأت أبا عبد الله الإمام أحمد، فسترته من الناس، لئلا يقولوا: إنه لا يحسن الوضوء؛ لقلة صبه الماء، وكان أحمد يتوضأ فلا يكاد يبل الثرى"،
أرأيتم أيها السادة! إن هذا شأن الأكابر في حرصهم على الماء، يحرصون على الماء جدا، وكلما زاد قربهم من الله؛ نور الله بصائرهم، فعظموا نعم الله وصانوها، هكذا كانوا يصونون الماء تعبدا لله جل جلاله.
وهذه رسالة إلى كل من يستهين بنعمة الماء، فيا من يفتح الصنبور لأقصى درجة عند الوضوء أو غسل الأواني أو غسل الأسنان تاركا الماء ينساب بلا حاجة، ويا من يترك خراطيم المياه تغسل السيارات أو تنظف الساحات وهو منشغل بحديث مع صديقه ولا يعبأ بالماء المهدر، ويا من تفرط في استخدام المياه أثناء ري الحدائق فتتسبب في هدر كميات كبيرة من الماء الصالحة للشرب، أفيقوا! واعلموا أن نعمة الماء هي من أول ما تسألون عنه يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أول ما يسأل عنه يوم القيامة من النعيم أن يقال له: ألم نصح لك جسمك، ونرويك من الماء البارد؟!» [الترمذي: ٣٣٥٨]، فأحسنوا جوار نعم الله عليكم، ولا تنسوا قول الله جل جلاله الذي يقرع القلوب ويفزع الأفئدة: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} [إبراهيم: ٧].
نص خطبة الجمعة الثانية
الحمد لله الذي أمر بالبر والتقوى، ونهى عن العداوة والفرقة، وجعل التراحم والتعاون شعارنا، وأشهد ألا إله إلا الله، وأن سيدنا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن التكاتف الاجتماعي ليس خلقا محمودا فحسب، بل هو ضرورة إنسانية، وفريضة إسلامية شرعية، وسبيل للإصلاح، والاستقرار والقوة للأمة، قال الله جل جلاله: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} [آل عمران: ١٠٣]، وهذ أمر إلهي لا سبيل إلى تحقيقه إلا بالتعاون والتكاتف، قال سبحانه: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب} [المائدة: ٢].
أيها الناس، كونوا يدا واحدة؛ فإن التكاتف هو أحوج ما تكون إليه الأمة في وقت الأزمات التي تنزل بساحتها، وتطرأ على واقعها ما بين الحين والآخر، وهذا خلق لا بد أن نحققه بيننا، ونقتدي فيه بالحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم الذي كان عونا لكل محتاج، سندا لكل ضعيف، أنسا لكل وحيد، وقد وصفته أمنا خديجة رضي الله عنها، فقالت باعثة في روحه الطمأنينة: «أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق» [البخاري: ٤٩٥٣].
عباد الله تراحموا، تكاتفوا، تعاونوا، {ٱصۡبروا وصابروا ورابطوا وٱتقوا ٱلله لعلكمۡ تفۡلحون} [آل عمران: ٢٠٠]؛ فإن وطننا الغالي مصر بتآلفكم قوي عزيز، غالب، منصور، محفوظ بأمان الله وحفظه.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا
وأدم علينا نعمك وارزقنا شكرها

الأكثر قراءة
-
"وفاة شاب وانفجار مروع ".. ماذا حدث ليلًا في حفل محمد رمضان؟
-
غاز CO2..ما السبب الحقيقي وراء انفجار حفل رمضان؟
-
"اتعاملوا معاها كرقم في جدول العمليات".. رسالة مؤثرة من خالة نورزاد ضحية الإهمال الطبي
-
السيسي يؤكد لرئيس وزراء هولندا ضرورة عدم المساس بالسفارات الأجنبية
-
نتيجة تنسيق المرحلة الأولى 2025.. الموعد والرابط الرسمي
-
بينهم سيدة.. مصرع شاب وإصابة اثنين آخرين بحادث تصادم في الفيوم
-
مصرع شاب إثر انفجار جهاز ألعاب نارية في حفل محمد رمضان
-
في لفتة إنسانية.. مأمور مركز أشمون ينقذ سيدة من الحبس

أخبار ذات صلة
عبدالمنعم سعيد: إسرائيل تنفذ خطة ممنهجة لتفريغ غزة
02 أغسطس 2025 12:38 ص
صرخة تهز القلوب.. العثور على رضيع حديث الولادة بمزرعة في السادات
01 أغسطس 2025 11:58 م
"انزل شارك من أجل مصر".. شعار الجالية المصرية بعمان في انتخابات الشيوخ
01 أغسطس 2025 10:08 م
بعد مرور شهر.. حقيقة تفعيل قانون الإيجار القديم اليوم
01 أغسطس 2025 09:33 م
الجاموس المصري "حمال أسية".. جهود "الزراعة" لتحسين السلالة
01 أغسطس 2025 01:04 م
"المهن الطبية" يناشد الرئيس بعدم التصديق على قانون الإيجار القديم
01 أغسطس 2025 08:52 م
السيسي يؤكد لرئيس وزراء هولندا ضرورة عدم المساس بالسفارات الأجنبية
01 أغسطس 2025 12:40 م
“الجبهة الوطنية” يعلن تشكيل أمانة الفلاحين المركزية
01 أغسطس 2025 07:48 م
أكثر الكلمات انتشاراً