الإثنين، 04 أغسطس 2025

03:35 ص

السويداء تشتعل مجددًا.. قتلى في اشتباكات بين الفصائل وقوات الأمن

مدينة السويداء

مدينة السويداء

سيطرت فصائل درزية مسلحة على تل حديد، المرتفع الاستراتيجي غرب محافظة السويداء، وذلك عقب اشتباكات عنيفة مع مسلحين كانوا يستقلون سيارات تابعة للأمن العام السوري، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

ووفق المرصد، أسفرت المواجهات عن مقتل عنصر من الفصائل المحلية، وسط تقارير مؤكدة عن سقوط قتلى في صفوف الأمن العام، تم نقلهم إلى أحد مشافي محافظة درعا.

ويُعد تل حديد نقطة مرتفعة تطل على مناطق واسعة، من بينها بلدة الثعلة والمناطق المحيطة بها، كما يسيطر على طرق حيوية تربط مدينة السويداء بمحيطها الغربي، ما يجعله موقعًا استراتيجيًا بالغ الأهمية.

تجدد القصف والمواجهات في محيط الثعلة

وتزامنًا مع ذلك، شهد محور بلدة الثعلة، تجددًا في الاشتباكات، حيث تعرضت المنطقة لقصف بالقذائف والأسلحة الثقيلة من مواقع تخضع لسيطرة القوات الحكومية، كما سُمع دوي انفجارات وأصوات إطلاق نار في أنحاء متفرقة من مدينة السويداء.

وفي هذا السياق، نقلت قناة الإخبارية السورية، عن مصدر أمني، أن "المجموعات الخارجة عن القانون" تخرق اتفاق وقف إطلاق النار وتهاجم قوات الأمن الداخلي وتستهدف قرى في ريف السويداء.

وأفادت القناة، بأن الخروقات أسفرت عن مقتل عنصر من الأمن الداخلي وإصابة آخرين، معتبرة أن هذه الهجمات تأتي في وقت تحاول فيه الحكومة إعادة الاستقرار والخدمات إلى المحافظة.

لجان تحقيق

وكانت وزارة العدل السورية، أعلنت تشكيل لجنة تحقيق حول الأحداث الأخيرة في السويداء، لتنضم إلى لجنتين سبق أن أعلنت عنهما وزارتا الدفاع والداخلية قبل أسبوع، للتحقيق في ما وُصف بـ"الجرائم والانتهاكات" التي شهدتها المحافظة.

وشهدت المنطقة، تصاعدًا خطيرًا بعد تدخل القوات الحكومية لفض اشتباك وقع بين فصائل درزية وأخرى بدوية، ما أدى إلى فقدان السيطرة، خاصة بعد انخراط عشرات الآلاف من مقاتلي العشائر العربية الموالية لدمشق وتحركهم نحو السويداء.

إدانات رسمية وقرار بوقف إطلاق النار

وفي 22 يوليو الماضي، دانت وزارة الداخلية السورية، مقاطع الفيديو التي تُظهر تنفيذ إعدامات ميدانية على يد مجهولين في السويداء، معتبرة أن هذه الأفعال تمثل "جرائم خطيرة يعاقب عليها القانون بأشد العقوبات"، وذلك في بيان نشرته وكالة سانا الرسمية.

من جهتها، أعلنت الرئاسة السورية، وقفًا شاملًا وفوريًا لإطلاق النار في المحافظة، داعية جميع الأطراف دون استثناء إلى الالتزام به، ووقف جميع الأعمال القتالية، وضمان حماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

وفي تصريحات رسمية، قال الرئيس السوري، أحمد الشرع، إن "سوريا ليست ميدانًا لمشاريع الانفصال أو التحريض الطائفي"، متهما أطرافًا ذات "مصالح ضيقة وطموحات انفصالية" بالوقوف وراء التصعيد.

وأضاف أن تلك الجهات "لا تمثل الطائفة الدرزية بأكملها"، مشددًا على أن الدروز "ركن أساسي من النسيج الوطني السوري".

وأشار الشرع، إلى أن وساطات أمريكية وعربية ساهمت في تهدئة الأوضاع المعقدة في السويداء، كما انتقد إسرائيل على خلفية غارات جوية شنتها على مواقع حكومية سورية، شملت مناطق في دمشق.

search