الأب القاسي بتقنية "سبونج بوب" الألمانية يصنع أسطورة سون هيونج

سون هيونج مين
من التدريبات القاسية على يد والده، إلى قيادة توتنهام لأول ألقابه منذ 17 عامًا، هكذا صعد سون هيونج مين من حي صغير في كوريا الجنوبية إلى قمة المجد الكروي في أوروبا.
ولم يكن الطريق مفروشًا بالورود، بل بدأ بوالد صارم، وتدريبات مرهقة، وهجرة مبكرة إلى ألمانيا، قبل أن يكتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ توتنهام والبريميرليج.
وتستعرض “تليجراف مصر” قصة اللاعب سون هيونج مين بعد رحيله إلى توتنهام كالتالي:
يدين سون هيونج مين الذي ولد في 8 يوليو 1992 بالفضل إلى والده سون وونج جونج، الذي كان لاعب كرة قدم محترفًا، ولعب كمهاجم في العديد من أندية الدوري الكوري.
كانت مسيرته واعدة، لكن إصابة أنهتها في سن الثامنة والعشرين، ليبدد حلم سون وونج جونج في غياهب النسيان، لكنه حوّل شغفه بكرة القدم إلى مهمة لرعاية الجيل القادم من اللاعبين، بمن فيهم أبناؤه.
أب صارم وتدريب لا يعرف الرحمة
أصبح الأب سون، المدرب الأول لنجله الصغير، فكان التدريب صارمًا، وكثيرًا ما وصفه سون نفسه بأنه مُرهق لأبعد الحدود، إذ كانت تستمر جلسات التدريب لنحو 4 ساعات، ولا يُسمح له بإسقاط الكرة.
لم يقتصر هذا النظام التدريبي المكثف على القوة البدنية فحسب، بل غرس أيضًا الانضباط والمرونة وعشقًا للعبة، فكان أسلوب سون وونج جونج التدريبي صارمًا للغاية، وركزت أساليبه التدريبية على الإتقان التقني والقوة الذهنية.
وقال سون: “أبي كان يُدرّبني على إبقاء الكرة في الهواء لمدة 4 ساعات متواصلة، ”كنّا نتبادل الكرة أنا وهو، نرفعها بالرأس أو بالقدم، ولم يكن يُسمح لها أن تلمس الأرض".
وأضاف: "بعد 3 ساعات تقريبًا، أرى 3 كرات بدلًا من واحدة، كانت عيناي محمرّتَين من شدة الإرهاق، وكنت أصل إلى أقصى درجات التعب، بينما كان هو لا يزال غاضبًا".

وتابع سون: "أظن أن هذه من أعظم القصص في حياتي، ولا نزال نتحدث عنها كلما اجتمعنا، وكنت في العاشرة من عمري فقط، لم يكن مسموحًا أن تلمس الكرة الأرض أبدًا أبدًا".
وزاد: "البعض قد يرى أن والدي كان صارمًا وربما قاسيًا في بعض الأحيان، لكن لا يمكنك إنكار النتائج، كان مدربًا صارمًا، بل ومخيفًا أحيانًا، لكن خلف تلك الصرامة كان هناك حبًا وحرصًا لا يُضاهى".
واستطرد: "لقد كان أبي يُفكر دائمًا فيما أحتاجه، لقد فعل كل شيء من أجلي. من دون دعمه وتوجيهه، لما وصلت إلى ما أنا عليه اليوم".
وواصل نجم توتنهام السابق: "في كرة القدم، تحتاج إلى من يساعدك، تحتاج إلى مدرب عظيم، وتحتاج إلى بعض الحظ. أنا حظيت بكل ذلك، ووالدي كان في قلب هذا كله".
رغم أن نجاح النجم الكوري يُنسب إلى والده، إلا أن أساليبه لم تخلُ من إثارة الجدل. ففي عام 2024، واجه قضايا قانونية عندما اتُهم بإساءة معاملة الأطفال في أكاديميته لكرة القدم في كوريا الجنوبية.
وسلّطت هذه الحادثة الضوء على الواقع القاسي للأكاديميات الرياضية، والخط الفاصل بين التدريب الصارم والإساءة، واعتذر الأب سون ووعد بإعادة تقييم أساليبه التدريبية.
قرار استثنائي
انتقل سون إلى ألمانيا في سن السادسة عشرة للانضمام إلى أكاديمية هامبورج للشباب الذي كان قرارًا استثنائيًا، إذ لم يكن قرارًا صعبًا له فقط، بل لجميع أفراد العائلة.
رافق الأب سون ابنه الصغير، مُقدمًا له التدريب والدعم المعنوي في بلد جديد لم يكن أي منهما يتحدث لغته، كانت هذه الخطوة رمزًا للتضحيات التي قدمها والداه لرعاية مسيرته الاحترفية.
لم يكن الانتقال سهلًا، إذ تعلم والده الألمانية بوسائل غير تقليدية مثل مشاهدة "سبونج بوب" لتعليم ابنه بعض العبارات.
تألق سون مع أكاديمية هامبورج ليصعد إلى الفريق الأول في سن 18 عامًا، وقدم أوراق اعتماده بعد تسجيله ضد تشيلسي قبل بداية موسم 2010-2011، لكنه غاب بعدها لمدة شهرين بسبب الإصابة.

عاد سون في 30 أكتوبر 2010 ليسجل هدفه الأول في الدوري الألماني ضد كولن، والذي جعله أصغر لاعب في هامبورج يسجل هدفًا في الدوري الألماني في سن 18، محطمًا الرقم القياسي الذي يحمله مانفريد كالتز.
تشا بوم-كون
تألق اللاعب الشاب بشدة وسط إشادة واسعة من المحللين الذين شبّهوه بأسطورة الكرة الكورية تشا بوم-كون.

وخلال موسم 2010-2011، سجل سون 3 أهداف في 14 مباراة بجميع المسابقات. وفي فترة الإعداد لموسم 2011-2012، تألق بشكل لافت بإحرازه 18 هدفًا في 9 مباريات ودية، وبعد غيابه عن أول مباراة بسبب الحمى، سجل هدفين في أول 3 مباريات رسمية.
وأنهى الموسم بتسجيل 5 أهداف في 30 مباراة، من بينها أهداف حاسمة ضمنت بقاء هامبورج في الدوري الألماني.
في موسم 2012–13، أصبح سون مهاجمًا أساسيًا بعد رحيل بيتريتش وجويريرو، وقدم أداءً لافتًا، أبرزها تسجيله هدفين أمام بوروسيا دورتموند في الفوز بنتيجة 4-1، واختير رجل المباراة.
وأنهى الموسم برصيد 12 هدفًا في 34 مباراة، ليصبح خامس كوري يسجل أكثر من عشرة أهداف في القارة العجوز.
في يونيو 2013، انتقل سون إلى باير ليفركوزن مقابل 10 ملايين يورو، في صفقة هي الأغلى بتاريخ النادي حينها، ووقّع عقدًا لمدة 5 سنوات، ليتأقلم سريعًا، ويسجل "هاتريك" أمام فريقه السابق هامبورج.
كما أحرز أهدافًا حاسمة ضد دورتموند وبريمن، ساهمت في تأهل الفريق لدوري أبطال أوروبا، وأنهى موسمه الأول بـ12 هدفًا في 43 مباراة.
في موسم 2014-2015، سجل "هاتريك" آخر ضد فولفسبورج رغم خسارة فريقه 5–4، وبلغ مجموع أهدافه 17 في 42 مباراة.
بدأ الموسم التالي مع ليفركوزن، وشارك في مباراة بالدوري وأخرى في تصفيات دوري الأبطال، قبل أن ينتقل إلى الدوري الإنجليزي.
إلى دوري الأحلام
انضم سون إلى توتنهام في أغسطس 2015، قادمًا من باير ليفركوزن، ليصبح أغلى لاعب آسيوي في التاريخ آنذاك.
سجل أول أهدافه في الدوري الأوروبي ضد قره باج، ثم سجل هدف الفوز الأول في الدوري الإنجليزي أمام كريستال بالاس.
رغم رغبته في الرحيل بسبب قلة المشاركة، أثبت سون نفسه سريعًا وسجل أهداف عدة وحاسمة، منها أول هاتريك له ضد ميلوول في كأس الاتحاد الإنجليزي.

في موسم 2019-2020، سجل هدفًا مذهلًا ضد بيرنلي حصل بسببه على جائزة بوشكاش لأفضل هدف عالمي، كما وصل إلى هدفه الـ50 في البريميرليج.
في موسم 2021–2022، سجل 23 هدفًا وتُوج بـ الحذاء الذهبي للبريميرليج بالمشاركة مع محمد صلاح، ليصبح أول آسيوي يحقق هذا الإنجاز.
بعد بداية بطيئة في موسم 2022-2023، عاد بقوة وسجل ثلاثية أمام ليستر، ثم بلغ هدفه رقم 100 في البريميرليج، ليكون أول آسيوي يحقق هذا الرقم.
ورغم تألقه في إنجلترا، اختار النجم سون البقاء مع والديه في لندن رغم الشهرة والثروة يعكس تمسكه العميق بقيمه العائلية، كما أتم خدمته العسكرية الإلزامية، التزامًا بواجباته تجاه وطنه وتجسيدًا لتربية أسرته.
وواصل سون تألقه وحقق أرقامًا قياسية، أبرزها كأكثر لاعب آسيوي تسجيلًا في تاريخ البريميرليج، وتوج بجائزة لاعب الشهر مرتين، وبلغ نهائي دوري الأبطال 2019
تم تعيينه قائدًا لتوتنهام في أغسطس 2023، قاد الفريق لتحقيق لقب الدوري الأوروبي 2025، أول لقب لتوتنهام منذ 17 عامًا، وأول بطولة في مسيرة سون.
الانهيار باكيًا
في أغسطس 2025، أعلن سون رحيله عن توتنهام بعد 10 سنوات قضاها في النادي. حيث قال: “قبل أن نبدأ المؤتمر الصحفي، أردت أن أقول إنني قررت مغادرة النادي هذا الصيف. النادي يساعدني باحترام في هذا القرار”.
وأضاف: “لقد كان القرار الأصعب في مسيرتي، ذكريات مذهلة، كان من الصعب جدًا اتخاذ هذا القرار، أحتاج إلى بيئة جديدة لأدفع نفسي أكثر، أحتاج إلى بعض التغيير، 10 سنوات فترة طويلة”.
وتابع: “أتيت إلى شمال لندن وأنا طفل، كنت في الثالثة والعشرين من عمري، كنت صغيرًا جدًا، أغادر هذا النادي كرجل ناضج، كرجل فخور جدًا”.
وأتم: “أود أن أشكر كل جماهير توتنهام على حبهم الكبير لي، آمل أن يكون الوداع في توقيت جيد أيضًا، وأن يكون هذا هو الوقت المناسب لاتخاذ هذا القرار، آمل أن يتفهم الجميع ذلك ويحترموه".
أسطورة توتنهام شارك في 333 مباراة بالدوري الإنجليزي، سجل خلالها 127 هدفًا، ليصبح في المركز الـ16 بين الهدافين التاريخيين للبريميرليج، ليرحل أخيرا عن النادي باتجاه محطة جديدة سيعلن عنها عما قريب.

الأكثر قراءة
-
عمدة صعيدي ينقذ فتاة من التشرد في شوارع الإسكندرية.. وهذا موقف والدها
-
ملك إسبانيا يقع في حب الملوخية.. ويشيد بالضيافة في الأقصر
-
فتاة تتهم شابًا بـ"لمسة ممنوعة" في السويس.. والمفاجأة في تصرف المارة
-
"التخصصات محدودة".. أطباء "حركة مايو" يشكون تعرضهم للظلم
-
عالم ثقيل الظل
-
محافظ كفر الشيخ يعتمد 13 حيزًا عمرانيًا جديدًا
-
في صحة المواطن.. والحكومة!
-
أكبر تراجع منذ عام 1973.. الدولار يفقد 10% من قيمته في 9 أشهر

أخبار ذات صلة
أغرب الاكتشافات.. من خطوط الحمير على الأبقار لبيتزا السحالي بجوائز "إيغ نوبل"
20 سبتمبر 2025 05:50 ص
إسبانيا تهدد بمقاطعة المونديال.. تاريخ الانسحابات من الهند "حافية القدمين" إلى رفض إسرائيل
20 سبتمبر 2025 02:10 ص
هربنا من الحرب للموت.. أول تعليق من والدة لاجئة أوكرانية هزت وفاتها العالم (خاص)
19 سبتمبر 2025 05:17 م
مقاتلات "قآن KAAN" الشبحية.. مصر وتركيا يزاحمان الغرب على "الجيل الخامس"
19 سبتمبر 2025 02:54 م
أكثر الكلمات انتشاراً