الأربعاء، 06 أغسطس 2025

01:06 ص

في ذكرى وفاتها.. ميرنا المهندس نهاية حزينة لنجمة انطفأ بريقها مبكرا

ميرنا المهندس

ميرنا المهندس

محمود حجاب

A .A

تُعد الفنانة الراحلة ميرنا المهندس، واحدة من الوجوه الفنية التي تركت بصمة خاصة في السينما والدراما المصرية، رغم رحيلها في سن مبكرة.

ذكرى وفاة ميرنا المهندس

ويوافق اليوم 5 أغسطس، الذكرى العاشرة لرحيل الفنانة الشابة ميرنا المهندس، التي فارقت الحياة في مثل هذا اليوم من عام 2015، عن عمر ناهز 39 عامًا، بعد صراع طويل ومؤلم مع المرض، واجهته بشجاعة وإصرار، دون أن تفقد بريقها أو تغيب ابتسامتها.

من هي ميرنا المهندس؟

وُلدت الفنانة ميرنا المهندس في 3 مايو عام 1976، وبدأت مشوارها الفني منذ سن مبكرة، حيث لفتت الأنظار بملامحها الهادئة وموهبتها الواضحة، ما جعلها مشروع نجمة واعدة في سماء الفن.

ورغم أن القدر لم يُمهلها لتحقيق جميع أحلامها، فإنها نجحت في ترك بصمة مميزة في كل عمل شاركت فيه، سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية، في وقت لم يكن رصيدها الفني كبيرًا.

حياة مليئة بالمآسي

لم تكن حياة الفنانة ميرنا المهندس سهلة، بل كانت مليئة بالألم والمعاناة منذ سنواتها الأولى، حيث واجهت تحديات صحية ونفسية أثرت بشكل كبير على مسيرتها الفنية والشخصية.

صراع طويل مع المرض

منذ طفولتها، عانت ميرنا من أمراض مزمنة في الأمعاء والقولون، خضعت خلالها لعدد من العمليات الجراحية الدقيقة والمؤلمة، تسببت في انقطاعها المتكرر عن الوسط الفني. ورغم المعاناة، لم تستسلم، وواصلت مسيرتها بإصرار لافت.

صدمات أسرية قاسية

لم يتوقف الألم عند حدود المرض، بل امتد إلى حياتها الأسرية التي شهدت صدمات متتالية. فقد تورطت والدتها في قضية إنهاء حياة والدها ودخلت السجن، بينما تم القبض على شقيقتها الصغرى في قضية مخدرات، وهو ما ضاعف من معاناتها النفسية، وترك أثرًا بالغًا في وجدانها.

رفض الارتباط بسبب الماضي

تجارب ميرنا المؤلمة داخل أسرتها دفعتها لرفض فكرة الزواج أو الارتباط، خشية تكرار النماذج السلبية التي عاشتها عن قرب، وكانت ترى أن الاستقرار العاطفي قد لا يكون خيارًا آمنًا في ظل ما مرت به.

محاولة النجاة بالفن

رغم ما واجهته، تمسكت ميرنا بالفن كطوق نجاة، وشاركت في عدد من الأعمال السينمائية البارزة التي لاقت استحسان الجمهور، منها فيلم "أيظن" مع مي عز الدين عام 2006، و"العيال هربت" مع حمادة هلال، إلى جانب "الأكاديمية" عام 2009، وكان آخر أعمالها فيلم "زجزاج" عام 2015، والذي عُرض قبل وفاتها بفترة قصيرة، ليكون بمثابة الوداع الفني لجمهورها.

شائعات لاحقتها رغم معاناتها

رغم ظروفها الصحية الصعبة، لم تسلم ميرنا المهندس من الشائعات التي طاردتها خلال حياتها. فقد ارتبط اسمها بعدد من الأخبار غير المؤكدة، من أبرزها أنها كانت سببًا في انفصال الفنانة أنغام عن زوجها السابق، الموزع الموسيقي فهد.

كما ترددت أقاويل حول تسببها في فسخ خطوبة الفنانة مي كساب من خطيبها السابق، الرائد سعيد جميل، ومع كل ما قيل، فضّلت ميرنا الصمت، وابتعدت عن الدخول في أي معارك إعلامية، محافظةً على خصوصيتها وهدوئها.

أيامها الأخيرة.. ألم متجدد وصمت مؤلم

في أيامها الأخيرة، عاد المرض ليهاجم ميرنا من جديد، بعد فترة من التحسن النسبي، فقد أُصيبت مرة أخرى بسرطان القولون، ما تسبب في تدهور حالتها الصحية بشكل كبير، واضطرت على إثره للابتعاد تمامًا عن الأضواء، وارتداء الحجاب، واتخذت قرارًا بتكريس ما تبقى من وقتها للسكينة والروحانيات.

رفضت ميرنا استقبال الزيارات داخل المستشفى، رغم محاولات العديد من زملائها الاطمئنان عليها، وكانت تكتفي بالقول إن حالتها لا تسمح برؤية أحد.

ومع تدهور وضعها الصحي، قرر الأطباء إجراء عملية جراحية عاجلة، لكن جسدها المنهك لم يحتمل، لترحل في هدوء وصمت بعد سنوات من الألم، تاركة وراءها سيرة مؤثرة وذكرى باقية في قلوب محبيها.

الحجاب.. ووصيتها الصامتة

رغم أن ميرنا المهندس قررت خلع الحجاب في أيامها الأخيرة، إلا أنها لم تعتبر هذا القرار ابتعادًا عن الإيمان، بل كانت تراه أمرًا شخصيًا وخاصًا بينها وبين ربها.

وقد صرّحت في وقت سابق بأن الفترة التي ارتدت فيها الحجاب كانت الأجمل في حياتها، واحتفظت بملابسه في خزانة خاصة، كأنها وصية صامتة تعبّر عن عمق تلك التجربة الروحية في حياتها.

رحيل جسد.. وبقاء أثر

رحلت ميرنا المهندس في الخامس من أغسطس عام 2015، لكنها لم ترحل من قلوب محبيها. فقد بقيت رمزًا للفتاة القوية التي قاومت المرض والظروف القاسية بابتسامة وإصرار. ورغم الألم، لم تنكسر، وظلت تحاول حتى اللحظة الأخيرة، تاركة خلفها ذكرى خالدة في وجدان كل من عرفها أو تابع أعمالها.

search