الخميس، 07 أغسطس 2025

11:21 ص

"خلي الفقير يمرض وربنا معاه".. مستشفى العباسية تحمل شعار "للمستريحين فقط"

مستشفى العباسية للصحة النفسية

مستشفى العباسية للصحة النفسية

أصبحت مستشفى العباسية للصحة النفسية أحد مسببات المعاناة للطبقة الفقيرة والكادحة في مصر، بعد أن كانت منفذًا لعلاجهم أو ذويهم ممن لا يقدرون على دفع تكاليف العلاج النفسي الباهظة في العيادات والمستشفيات الخاصة.

وشارك أحد الأطباء النفسيين، في منشور تداوله رواد “فيسبوك”، ما وصفه بالكارثة الصحية، بعد زيادة أسعار الكشف والعلاج في المستشفيات النفسية، وتحديدا مستشفى العباسية.

المرضى النفسيين في مصر

وكتب الطبيب فادي صفوت، في منشوره، أنه على مدار 10 سنوات من العمل في مستشفى العباسية، شاهد حالات إنسانية من الصعب نسيانها من شدة ما تمر به من محن.

وتابع بأنه من بين هذه الحالات، بعض الأهالي غير القادرين على الحضور للعيادة، بسبب ارتفاع ثمن تذكرة المترو حينها، بالرغم من أن رسوم الكشف كانت لا تزال جنيهًا واحدًا.

وقد أوضح فادي صفوت، أنه بهذه الوضع يعتبر هذا هو مستوى الفقر الذي تعاني منه الأسر التي ترعى مرضى نفسيين في مصر.

منشور فادي

وتابع فادي في منشوره، أنه بمرور الزمن والتغيرات الاقتصادية، تغيرت طبيعة المترددين على العيادات، فصار من بينهم طلاب وأفراد من الطبقة المتوسطة.

وأشار إلى أن هذا الأمر يعود لسببين، أولهما حملات التوعية، وثانيهما ارتفاع أسعار العلاج النفسي في العيادات الخاصة.

الأسعار الجديدة لمستشفى العباسية

وزاد الطبيب النفسي، بأنه في هذه الفترة كان يعاني القطاع من نقص في العلاجات المضادة للذهان، ورغم ذلك كان يستمر المرضى في الحضور لعجزهم عن إيجاد حلول أخرى.

وأردف أن اليوم الكارثة أكبر، فمع ارتفاع أسعار الخدمات في مستشفى العباسية، أصبحت التذكرة بـ10 جنيهات وهذا أهون ما في الأمر، خصوصًا أنه لا يوجد ضمان أساسًا بوجود الدواء، لكن الطامة الكبرى هي أن أسعار الحجز وصلت إلى مستويات المستشفيات الخاصة.

وواصل بأنه بعد أن كانت هناك أماكن مجانية للمعدمين وأقسام اقتصادية بـ3 آلاف جنيه شهريًا، أصبحت الأسعار تبدأ من 5400 وتصل إلى 18 ألف جنيه شهريًا.

مستشفيات الأمانة العامة

واستكمل بأن هذا القرار يتعارض مع نص هيكل مستشفيات الأمانة العامة، الذي ينص على تخصيص ما لا يقل عن 60% من الأسرة للعلاج المجاني دون تحمل أي رسوم إضافية من المرضى.

واختتم الطبيب فادي منشوره، بقوله: “لكن الواقع الجديد يُترجم ببساطة إلى التالي.. دع الفقير يمرض وربنا معاه”.

منشور فادي

وتوقع فادي في منشور آخر، بأن هذا القرار سيساهم في ارتفاع عدد المنتحرين، الضغط على أقسام الطوارئ، تحميل الشرطة أعباء إضافية، ارتفاع عدد السجناء من المرضى النفسيين، تزايد عدد المرضى في الشوارع، ارتفاع معدلات الجريمة، وأخيرًا خسائر اقتصادية فادحة، وانهيار مستقبل العديد من الأسر.

إحصاءات المرضى النفسيين في مصر

وذكر فادي في آخر منشوره أن نسبة الفصام عالميًا هي 1% من السكان، ومصر بها أكثر من 100 مليون نسمة، ما يعني حسب ما أفاد به أن مصر بها ما لا يقل عن مليون مريض بالفصام، فضلًا عن مرضى الاضطرابات الأخرى.

ووفقًا لإحصاءات وزارة الصحة، عن الصحة النفسية لعام 2021، كانت الاضطرابات النفسية الأكثر انتشارًا في مصر هو اضطراب الاكتئاب بنسبة 6.4%، تليه اضطرابات القلق بنسبة 4.6%، ثم الوسواس القهري 2.2%، وجميعها نسب أعلى من نتائج البحث المصري لعام 2017.

البيان الوزاري

أصدر نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان، الدكتور خالد عبدالغفار، قرار رقم 220 لسنة 2025، بشأن إصدار لائحة مالية وإدارية لصندوق تحسين الخدمة بمستشفيات الصحة النفسية ومراكز علاج الإدمان التابعة للأمانة العامة للصحة النفسية.

ونص القرار الوزاري على قوائم أسعار جديدة للخدمات العلاجية التي تقدمها مستشفيات الصحة النفسية وعلاج الإدمان.

search