الأحد، 10 أغسطس 2025

10:18 م

خالد مجاور: إسرائيل لم تعد تستخدم الدبابات ولا سلام دون جيش قوي

محافظ شمال سيناء اللواء خالد مجاو

محافظ شمال سيناء اللواء خالد مجاو

جاسم حسن

A .A

قال محافظ شمال سيناء اللواء خالد مجاور، إن تجربته العسكرية في سلاح المدرعات شكلت أساسًا لفهمه العميق للتحولات في طبيعة الحروب، مشيرًا إلى أن دراسته في الكلية الحربية والأكاديميات الدولية غيرته من قائد عسكري صرف إلى قائد سياسي عسكري.

وأضاف مجاور، خلال حواره مع الكاتب الصحفي أحمد ناجي قمحة في برنامج "الطريق التالت" المذاع على "تليجراف مصر"، أن التأهيل العسكري لا يكفي.. الضابط يجب أن يتحول إلى قائدٍ سياسي عسكري.

وأكد أن خدمته كملحق دفاع في ألمانيا وواشنطن أتاحت له رؤية "مطبخ" السياسات الدولية، مما عزز قدرته على التعامل مع التهديدات المعاصرة.

تابع أنه تلقى تدريبات متخصصة في الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا، وحصل على درجات علمية في العلاقات الدولية والفلسفة العسكرية، مؤكدًا أن هذه الخبرات ساعدته في فهم التفاعلات السياسية المعقدة، خاصة في ظل التحولات العالمية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

وأوضح مجاور أن انهيار الاتحاد السوفيتي غير قواعد اللعبة، حيث انتقلت الحروب من النظامية إلى الهجينة مثل الاقتصادية والسيبرانية، مؤكدًا أن الدول العظمى مثل أمريكا تركز الآن على مفاهيم مثل الأمن الغذائي والاجتماعي وليس التمدد والنفوذ العسكري فقط.

تكلفة الإرهاب في سيناء كانت باهظة

وأكد محافظ شمال سيناء، أن مصر واجهت هذه التحديات في سيناء منذ 2013، حيث كلف الإرهاب الدولة فاتورة هائلة، لكن الدولة نجحت في القضاء على العناصر الإرهابية والبدء في معالجة الأسباب الجذرية عبر التنمية.

وأشار مجاور إلى تحول التهديدات من المواجهات العسكرية المباشرة إلى حروب غير تقليدية، قائلًا: "إسرائيل لم تعد تستخدم الدبابات.. لكنها تضرب بالوكالة في لبنان واليمن".

القواعد البحرية والجوية كانت ضرورية

وأضاف مجاور أن بناء قواعد بحرية وجوية في المناطق الحدودية كان ضروريًا لمواجهة التهديدات، مشددًا على أن هذه الإجراءات تعكس التزام الدولة باستعادة السيادة وتعزيز الاقتصاد.

وأوضح اللواء خالد مجاور، أن هذه الاستراتيجية، رغم تكلفتها العالية في حماية الحدود، أمنت المياه الإقليمية المصرية ومنعت الإرهاب من الانتشار.

ليبيا والسودان.. تداعيات الأزمة على الأمن المصري

وأشار إلى أن الضغوط على مصر تشمل حربًا اقتصادية من خلال أزمات في ليبيا والسودان، مؤكدًا أن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن مدينة سرت وقاعدة الجفرة كان تاريخيًا، حيث حال دون تدخل عسكري كبير وحول الصراع إلى سياسي.

وتابع أن مصر واجهت تحديات كبيرة على حدودها الغربية مع ليبيا، ودفعت تكاليف باهظة لحماية هذه الحدود، مثل بناء قاعدة بحرية وإنشاء ردع عسكري، لافتًا إلى أن هذه كانت حربًا على الأمن الاقتصادي المصري.

وأوضح اللواء خالد مجاور، أن مصر تجنبت الدخول في الصراع الدائر في السودان، لكنه أثر على الأمن الاقتصادي المصري.

قال إن حجم التجارة بين مصر والسودان، والذي كان يبلغ 1.3 مليار دولار، قد توقف بالكامل، مما نتج عنه مشاكل اجتماعية واقتصادية، مشيرًا إلى استضافة مصر لأكثر من نصف مليون مواطن سوداني، إضافة إلى حوالي 10 ملايين وافد آخر.

وشدد اللواء خالد مجاور، على أن القوة العسكرية هي الضامن الوحيد لاحترام مصر على الساحة الدولية، مؤكدًا: "لا سلام دون جيش قوي.. دولة بلا جيش لن يحترم رأيها أحدٌ".

search