الإثنين، 11 أغسطس 2025

09:04 ص

قمة ألاسكا المرتقبة.. مخاوف أوكرانية من صفقة تنازلات

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين

قبل أيام من القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، رحب الاتحاد الأوروبي مبدئيًا بمسار التفاوض، لكنه وضع شروطًا صارمة لضمان ألا يأتي أي اتفاق على حساب كييف.

ومن أبرز هذه الشروط، استمرار الضغط على موسكو عبر العقوبات، واشتراط وقف إطلاق النار قبل أي بحث في تبادل الأراضي، إضافة إلى ضمانات أمنية واضحة لأوكرانيا، وفقًا لشبكة "سكاي نيوز". 

الموقف الأوروبي

وفي بيان مشترك، أكد قادة الاتحاد الأوروبي دعمهم للمسار الدبلوماسي الذي يقوده ترامب، معتبرين أن الجمع بين التفاوض، واستمرار دعم أوكرانيا، ومواصلة الضغط على روسيا هو السبيل لتحقيق "سلام عادل ودائم". 

وشدد البيان على أن لأوكرانيا الحق الكامل في تقرير مصيرها، وأن أي مفاوضات جادة يجب أن تبدأ بوقف إطلاق النار أو على الأقل خفض مستوى الأعمال العدائية.

الموقف الأوكراني

ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالبيان الأوروبي، مؤكدًا أن أي تسوية يجب أن تراعي المصالح الأوكرانية والأوروبية، وأن نهاية الحرب يجب أن تكون "عادلة". 

وحذر من أن أي قرارات تتخذ من دون مشاركة كييف ستكون "ميتة" ولن تحقق أي نتيجة، مجددًا رفضه المطلق التنازل عن أي شبر من الأراضي التي سيطرت عليها روسيا.

تصريحات “مفاجأة وصادمة”

وصف الدبلوماسي الأوكراني السابق فولوديمير شوماكوف، في حديثه لبرنامج "الظهيرة" على سكاي نيوز عربية، تصريحات ترامب الأخيرة بشأن إمكانية تقديم أوكرانيا تنازلات إقليمية بأنها "مفاجئة وصادمة" لكل من كييف وأوروبا، مذكرًا بأن الدستور الأوكراني يحظر أي تنازلات إقليمية. 

وأوضح شوماكوف أن أوكرانيا حصلت على ضمانات أمنية من دول كبرى، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا نفسها، معتبرًا أن الحديث عن تبادل أراض أمر "غير مقبول إطلاقًا". 

وأعرب عن مخاوفه من أن تشهد القمة اتفاقات ثنائية بين ترامب وبوتين من دون إشراك أوكرانيا أو الاتحاد الأوروبي، ما قد يؤدي إلى "سلام على حساب أوكرانيا".

وأضاف أن موسكو تسعى لاستغلال المفاوضات لكسر عزلتها الدولية، بينما يحاول ترامب الظهور في صورة "صانع السلام"، لكن من دون ممارسة ضغوط حقيقية على روسيا، محذرًا من أن المفاوضات بالشكل المطروح "خطيرة للغاية بالنسبة لأوكرانيا".

الأمن الأوروبي بعد الحرب

ورأى الكاتب والباحث السياسي بسام البني أن القمة لن تغيّر موازين الحرب بشكل مباشر، بل ستركز على رسم شكل الأمن الأوروبي بعد الصراع، وأوضح أن روسيا والولايات المتحدة هما من ستحددان الإطار الأمني الجديد، فيما سيكون دور أوروبا ثانويًا، مقتصرًا على التكيف مع القرارات التي تصدر عن واشنطن وموسكو.

وأشار البني إلى أن بوتين لن يتراجع عن أهداف عمليته العسكرية، والتي تشمل ضمان الأمن الروسي، وتجريد أوكرانيا من السلاح، وتراجع قوات الناتو، مرجحًا أن تسفر القمة الأولى في ألاسكا عن "تخفيف محدود" للعمليات العسكرية، ربما على المستوى الجوي، لكن من دون وقف كامل للأعمال القتالية على الأرض.

search