الإثنين، 11 أغسطس 2025

09:32 م

عالم أزهري: متابع المحتوى الفاسد على "تيك توك" شريك في الجرم

الشيخ أشرف عبد الجواد، أحد علماء وزارة الأوقاف

الشيخ أشرف عبد الجواد، أحد علماء وزارة الأوقاف

محمد لطفي أبوعقيل

A .A

أكد الشيخ أشرف عبد الجواد، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن ما يقوم به بعض صناع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك" أو "يوتيوب" أو عبر المدونات، من نشر فيديوهات أو مواد خادشة للحياء أو منافية للذوق العام أو متعارضة مع القيم والأخلاق والثوابت الدينية الإسلامية، يُعد أمرًا محرمًا شرعًا ولا يجوز، ويدخل في إطار نشر الفساد في الأرض.

واستشهد عبد الجواد بقول الله عز وجل في كتابه الكريم: "ولا تبغ الفساد في الأرض إنه لا يحب المفسدين"، وقوله تعالى: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفًا وطمعًا إن رحمة الله قريب من المحسنين"، موضحًا أن نشر مثل هذه المواد يُعد من أشكال إشاعة الفاحشة التي حذّر منها القرآن الكريم في قوله تعالى: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون".

وأضاف عبد الجواد في تصريحات لـ"تليجراف مصر" أن أي إنسان يقوم بنشر محتوى فاسد أو خادش للحياء، يجني من وراء ذلك السيئات، ويجلب لنفسه الخزي والعار والدمار في الدنيا والآخرة، لأنه سيكون مسؤولًا ومحاسبًا أمام الله عز وجل عن كل ما نشره.

الوزر مضاعف لمن يسن السيئة

وأوضح عالم الأوقاف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة"، مشيرًا إلى أن هذا الحديث يوضح أن أي شخص يؤسس أو ينشر محتوى مشين أو مخالف لثوابت الإسلام وقيمه وأخلاقه، فإن عليه من الوزر مثل وزر كل من تابعه أو قلد فعله حتى يوم القيامة.

وشدد على أن من يساعد في نشر هذا النوع من المحتوى، سواء بالمشاركة المباشرة أو بالدعم الفني أو اللوجيستي، يعتبر شريكًا في الإثم والمعصية، مستشهدًا بقول الله تعالى: "قال ربي بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرًا للمجرمين"، وبحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله"، موضحًا أن العكس صحيح؛ فمن دل على معصية أو أمر خادش للحياء مخالف للقيم والآداب، فإنه شريك في الجرم.

المتابع والمشجع للمحتوى الفاسد شريك في الإثم

ولفت عبد الجواد إلى أن متابعة هذا المحتوى الفاسد، أو الإعجاب به، أو إعادة نشره، تجعل الشخص شريكًا في الذنب والمعصية، مستشهدًا بقوله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"، مبينًا أن من يمنح الإعجاب أو يشارك هذه المواد فهو في حكم المساهم في نشرها، وستكون صحبته وصداقاته القائمة على هذا النوع من المحتوى يوم القيامة سببًا في الندامة والحسرة، إلا المتقين الذين تعاونوا على الخير والإصلاح.

المال المكتسب من المحتوى الفاسد حرام

وفيما يتعلق بالمال الذي يجنيه صانع المحتوى من هذه الأعمال، أكد عبد الجواد أنه حرام قولًا واحدًا، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به".

وتطرق للقصة التي وردت عن سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حيث كان له غلام يأتيه بخراج من عمله، وفي أحد الأيام جاء الغلام بطعام فأكله أبو بكر دون أن يسأله عن مصدره، ثم أخبره الغلام أنه حصل على المال من التكهّن – رغم أنه ليس من أهل هذه المهنة – بخداع بعض الناس. وعندما علم أبو بكر، وضع أصبعه في فمه وتقيأ ما أكل، وقال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به".

وأشار عبد الجواد إلى أن هذا يبين أن أي مال يُكتسب من عمل يتنافى مع القيم والأخلاق والمبادئ والثوابت الدينية، هو مال حرام، وسيحاسب الإنسان عليه أمام الله، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه".

التوبة والحذف واجبان

ودعا عبد الجواد كل من قام بصناعة أو نشر محتوى غير لائق، إلى التوبة الفورية إلى الله عز وجل، وحذف كل ما نشره، وطلب من الآخرين حذف المحتوى نفسه، مؤكدًا أن هذا من مسؤولية الفرد أمام الله والمجتمع، وأن التبرؤ من هذا الفعل واجب شرعي وأخلاقي.

search