الخميس، 14 أغسطس 2025

06:37 ص

تقارير طبية متضاربة.. اتهام مسن بخدش براءة فراشة أمام منزلها ببولاق

تعبيرية

تعبيرية

مصطفى عبد الفضيل

A .A

تعرضت طفلة لخدش براءتها على عتبة دكان أمام بيتها في منطقة بولاق الدكرور بالجيزة، وتحولت لحظات اللعب المعتادة إلى قصة مؤسفة هزت أسرتها وحيها بالكامل، فبين تقريرين طبيين متناقضين وقرار نيابة أنهى القضية في أيام معدودة، تقف أسرة الفراشة الصغيرة تصارع التهديدات والضغوط، متمسكة بآخر خيط أمل لإثبات ما حدث ورد حق صغيرتهم.

وفي محاولة لفهم كواليس ما جرى، تواصلت "تليجراف مصر" مع عم الطفلة الذي كشف تفاصيل الواقعة بالكامل.

بداية القصة

في يوم الإثنين 21 يوليو الماضي، جاءت الصغيرة (8 سنوات)، إلى والدتها، تحمل رواية صادمة: "جدو صاحب الدكان اللي قدام الشقة شالني ودخلني جوة، وحط إيده في مكان عيب"، الأم لم تتردد، وفحصت ابنتها ظاهريًا، لتجد احمرارًا شديدًا في منطقة العفة وإفرازات غريبة، وعلى الفور توجهت الأسرة إلى المباحث لتحرير محضر وإجراء كشف طبي على الصغيرة.

من هو المتهم؟

المتهم يُدعى "ع.م.ع.إ"، رجل مسن يبلغ 74 عامًا وله أحفاد، مالك العقار الذي تسكن فيه أسرة الصغيرة، وصاحب محل بقالة أمام العقار.

محضر بلا محامين

بحسب رواية عم الطفلة، تم طرد المحامين المرافقين لوالدها "م.أ.أ" أثناء تحرير المحضر، وجرى تحريره في غيابهم، وعندما طلب ولي الأمر تسجيل بعض الملاحظات المهمة، قوبل طلبه بالرفض.

تحريات سريعة 

قال العم إن تحريات المباحث انتهت إلى أن الواقعة غير صحيحة، مرجعة الأمر إلى خلافات إيجار بين أسرة الصغيرة والمتهم، مؤكدًا عدم وجود أي إثبات لخلافات قديمة بين الطرفين.

وأضاف: “بيقولوا إن الواقعة مافيهاش شاهد، طب بالعقل لو فيه شاهد في واقعة زي دي كانت هتحصل؟ كان الراجل هيعمل كدا مع البنت قدام حد؟”.

وتابع: "الشارع عشوائي مافيهوش كاميرات، والبنت متعودة تطلع وتلعب".

تقرير طبي أولي يثبت إصابات واضحة

ويوضح عم الصغيرة: "خدنا جواب من قسم بولاق وطلعنا به على مستشفى قصر العيني قسم الطب الشرعي، يوم الأربعاء 23 يوليو، وأثبت وجود التهابات حادة بالمهبل وإفرازات واحمرار شديد، وأخدنا أصل التقرير وذهبنا به إلى القسم".

التقرير الطبي الأول

الإفراج عن المتهم بضمان محل إقامته

وتابع: “النيابة، بناءً على تحريات المباحث، أفرجت عن المتهم بضمان محل إقامته، وأمرت بعرض الصغيرة على الطب الشرعي مجددًا، وهذا العرض تم في يوم 30 يوليو بعد أيام من الواقعة، دون أن يعرض التقرير الأول على اللجنة الطبية”.

التقرير الثاني ينفي وجود عنـف

التقرير الجديد للطب الشرعي جاء مخالفًا للأول، حيث أكد أن الصغيرة سليمة ولا تعاني أي إصابة، لكن عم الطفلة يرى أن الأمر غير محسوم: "إحنا عارفين إنه مفيش اغتـصاب، لكن دا هتك عرض، والتقرير الأول أثبت ذلك، هم سألوا الطب الشرعي سؤال غلط: هل البنت سليمة؟ بدل ما يسألوا عن وجود هتك عرض".

التقرير الطبي الثاني
قرار النيابة

قرار النيابة في 11 يومًا

في 3 أغسطس الجاري، أصدرت النيابة قرارًا بألا وجه لإقامة الدعوى لعدم وجود دليل كافٍ، لتنتهي القضية في 11 يومًا فقط.

تهديدات وضغوط للتنازل

منذ اليوم الذي حدثت فيه الواقعة، تتعرض أسرة الصغيرة لتهديدات مباشرة ومحاولات مستمرة للصلح العرفي أو المساومة المالية، ويروي عم الطفلة: "بيبعتوا لنا ناس عشان نتنازل، وبيقولوا للمباحث وللناس إننا بنفبرك القضية عشان الإيجار"، مؤكدًا أن الإيجار قديم بقيمة 50 جنيهًا، وعلى الرغم من ذلك فإن المالك يجبرهم على دفع 200 جنيه شهريًا، ومع  ذلك لم يشتكوا".

محاولات المتهم قلب الطاولة

لم تكتف أسرة المتهم بذلك، وبدأت في ارتكاب بعض الأفعال التي تضع أسرة الصغيرة تحت ضغط كبير، حيث يؤكد عم الطفلة: "بيستفزونا عشان حد يتكلم وتقوم خناقة، ويشتكونا، ويبقى محضر قصاد محضر".. عاوزين بأي طريقة القضية تتحول ضدنا".

طفلة كسرت براءتها

منذ الحادث تغيّرت الطفلة، أصبحت حبيسة المنزل، تخفض رأسها وتضع يدها على وجهها كلما رأت المتهم في الشارع، يقول عمها: "هي خايفة ومش مستوعبة اللي حصل، ووالدها مابقاش ينزل شغله، والأسرة كلها متأثرة".

الأهالي يعرفون القصة

يحظى أهل الصغيرة بتعاطف واسع من الجيران وسكان الشارع، ويوضح عمها: "الشارع كله عارف سمعة المتهم، ودي مش أول مرة تحصل منه، لكن رصيد الستر بيخلص، حتى الناس بقت تتحسبن عليه بعد اللي حصل".

المطالبة بإعادة التحقيق

قدمت الأسرة تظلمًا للمحامي العام لاستئناف نيابات القاهرة والجيزة، في يوم الإثنين 11 أغسطس الجاري، مطالبة بإعادة التحقيق والنظر في التقرير الطبي الأول، على أمل أن يعاد فتح القضية وأن تنال الطفلة حقها.

واختتم عم الصغيرة حديثه لـ"تليجراف مصر"، بقوله: "عاوزين نثبت اللي حصل ونعرف تقرير الطب الشرعي النهائي، والراجل يتعاقب قانونيًا، اللي غلط يتعاقب"، مخاطبًا الرأي العام: "اعتبروها بنتكم، مفيش حد هيقبل إن بنته يحصل لها كدا ويسكت".

search