الخميس، 14 أغسطس 2025

06:15 ص

صنع الله إبراهيم "صانع الحكايات" في سطور.. من هو الأديب الراحل؟

الأديب الكبير صنع الله إبراهيم

الأديب الكبير صنع الله إبراهيم

محمود حجاب

A .A

توفي اليوم الأديب الكبير صنع الله إبراهيم عن عمر ناهز 88 عامًا، إثر إصابته بالتهاب رئوي نقل على إثره إلى أحد مستشفيات القاهرة.

ولم تمضِ سوى أشهر قليلة على خروجه من المستشفى في مايو الماضي، حتى تدهورت حالته الصحية ودخل المستشفى مجددًا في يوليو، حيث خضع لأجهزة التنفس الصناعي.

سبق أن نُقل صنع الله إبراهيم إلى مستشفى معهد ناصر في مايو إثر حادث سقوط تسبب في كسر بعظمة الفخذ، وخضع لجراحة ناجحة، وأكدت وزارة الصحة تعافيه وخرجه من المستشفى بعد تلقي العلاج. كما أشار التوجيه الرئاسي للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أهمية دعم المثقفين كجزء من بناء الإنسان المصري.

وكان الكاتب خالد منتصر قد نادى عبر "فيسبوك" الجهات المختصة بالتدخل العاجل لعلاج الأديب، مطالبًا بنقله إلى مستشفى وادي النيل لرعاية طبية أكثر تخصصًا، خاصة بعد كسر في مفصل الحوض. 

استجابت وزارة الثقافة سريعًا، حيث زار الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، صنع الله إبراهيم في معهد ناصر واطمأن على حالته مع الفريق الطبي، مؤكداً توفير الدعم الكامل له.

وفي الشهر الماضي، تعرض لوعكة صحية أخرى ناجمة عن نزيف في المعدة استلزم نقل دم من فصيلة A سالب، بسبب انخفاض حاد في نسبة الهيموجلوبين، ما استدعى رعاية طبية دقيقة.

صنع الله إبراهيم

نبذة عن صنع الله إبراهيم

ولد صنع الله إبراهيم في القاهرة عام 1937، وسُمي تيمناً بآية قرآنية. نشأ في بيت مليء بالكتب والروايات، ما أثر على شغفه بالقراءة والكتابة منذ الصغر. درس الحقوق لكنه تركها مبكرًا ليتجه إلى الصحافة والنشاط السياسي، حيث انضم إلى المنظمة الشيوعية المصرية واعتقل عام 1959، وقضى أكثر من خمس سنوات في السجن.

بعد خروجه من السجن، عمل في وكالات أنباء محلية وعالمية، وسافر إلى ألمانيا وروسيا لدراسة السينما، لكنه اختار الكتابة كوسيلته الأساسية لتوثيق التاريخ والواقع. 

أسس مع عدد من الكتاب اتحاد الكتاب المصريين عام 1975، وكرّس حياته الأدبية لفهم وتحليل الواقع المصري والعربي.

على الرغم من رفضه العديد من الجوائز الرسمية احتجاجًا على السياسات القمعية، فقد حصل على جوائز مثل جائزة ابن رشد للفكر الحر وجائزة كفافيس للأدب، مؤمنًا بأن بقاء نصوصه في وجدان القراء هو التكريم الحقيقي.

من أشهر أعماله رواية "شرف"، التي أدرجت ضمن أفضل 100 رواية عربية، ورواية "ذات" التي تحولت إلى مسلسل تلفزيوني ناجح، إضافة إلى أعمال أخرى مثل "بيروت بيروت"، و"العمامة والقبعة"، و"مذكرات سجن الواحات".

يرى صنع الله إبراهيم أن اللغة العربية تتغير وتتطور مع الزمن، وأنها تحتاج إلى التكيف مع أشكال الكتابة الحديثة، بما في ذلك الدارجة على منصات التواصل الاجتماعي، التي قد تساهم في رفع مستواها.

وعلى الصعيد الشخصي، رفض وصف نفسه كبطل أو قائد، مؤكدًا أن الظروف هي التي تدفع الإنسان للقيام بأدوار لا يستطيع غيره القيام بها، معتبرًا نفسه كاتبًا عاديًا روّضته الحياة على التوثيق والكتابة.

search