الخميس، 21 أغسطس 2025

05:50 ص

عز الدين القسام.. رمز المقاومة الذي يزعج إسرائيل في قبره

قبر عز الدين القسام

قبر عز الدين القسام

لا يزال عز الدين القسام كابوسًا يلاحق الإسرائيليين حتى في أحلامهم، ورغم الملاحقة الغسكرية للكتائب المسماة باسمه وإعلان النصر عليها، لم يتركوا قبر القسام الموجود في حيفا، وسط دعوات متزايدة لإزالته انتقامًا من الرجل ورمزيته رغم وفاته في ثلاثينات القرن الماضي.

الشيخ عز الدين القسام

مقترح إزالة القبر في الكنيست

شهدت لجنة الداخلية وحماية البيئة في الكنيست الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، نقاشًا حادًا حول مقترح إزالة قبر عز الدين القسّام، المدفون منذ عام 1935 في المقبرة الإسلامية بمدينة نيشير شمال البلاد، وذلك على خلفية خطط لبناء مدرسة ثانوية وطريق جديد بالقرب من الموقع، وسط معارضة شديدة من دائرة الأوقاف الإسلاميةـ بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

فير الشيخ عز الدين القسام بكتابات عنصرية للمتطرفين

بن عفير.. اهدموه فورًا

شارك في الجلسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي دعا إلى إصدار أمر هدم فوري للموقع، واصفًا القبر بأنه "وصمة على أرض إسرائيل" ومؤكدًا أنه لا مكان لما وصفه بـ"قبر إرهابي بارز" داخل المدينة. 

بن غفير شدد على أن وجود القبر يعيق تطوير المدينة ويجب إزالته "من أجل أمنها ونموها، ولتوجيه رسالة مفادها أن الإرهابيين والقتلة لن يكون لهم رموز حتى بعد وفاتهم".

رئيس بلدية نيشير، روعي ليفي، أوضح أن الأرض تعود ملكيتها للدولة وتقع تحت مسؤولية "سلطة أراضي إسرائيل"، مشيرًا إلى أن الموقع أثار خلافات واسعة في تسعينيات القرن الماضي عندما خططت السلطات لشق طريق هناك، ما تسبب في أحداث شغب انتهت ببناء جسر فوق القبور بعد تراجع الدولة رغم قرار قضائي.

شاهد قبر الشيخ عز الدين القسام

النائب يتسحاق كرويزر.. ورقة ضغط على حركة حماس

رئيس اللجنة، النائب يتسحاق كرويزر من حزب "عوتسما يهوديت"، وصف القبر بأنه "بؤرة لاستقطاب أنصار الإرهاب"، واقترح استغلاله كورقة ضغط على حركة حماس التي تحمل جناحها العسكري اسم القسّام وتحتجز أسرى إسرائيليين في غزة.

وخلال الجلسة، عرض الناشط الإعلامي يوسف حداد تسجيلًا صوتيًا باللغة العربية من تقرير عن القسّام، وصف فيه بـ"الشيخ" و"الرمز البارز في تاريخ الجهاد الفلسطيني"، وأعيد فيه بث مقولة له: "هذا جهاد، إما النصر أو الشهادة". 

بن غفير استغل المناسبة لتوجيه رسالة دعم لحداد، قائلًا: "نحن نحبك ونقدّر جهودك، وإسرائيل مدينة لك بالكثير، فأنت تمثل الأمل والمستقبل لهذا البلد".

وزير التراث.. القبر “معبد الإرهاب”

 دعا وزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو، إلى إزالة قبر عز الدين القسام من مدينة نيشر، واصفاً إياه بأنه "معبد للإرهاب" يجب هدمه.

وفي مقال له على الموقع الإلكتروني للقناة السابعة الإسرائيلية، قال الوزير إلياهو إن الذكرى السادسة والتسعين لأحداث عام 1929 (المعروفة في التاريخ الفلسطيني بـ"ثورة البراق")  أن عز الدين القسام استلهم من تلك الأحداث، وحولها إلى "أيديولوجية ومنهج وعقيدة قتالية تنتقل من جيل إلى جيل"، معتبراً أن استنتاجه الأساسي كان تحويل التحريض إلى “مقاومة منظمة وسرية”.

وربط الوزير بشكل مباشر بين القسام وحركة حماس قائلاً: "لم تسمِّ حماس ذراعها العسكري 'كتائب عز الدين القسام' من فراغ. هذا الشعب المختلَق يعرف تماماً من أين أتى: من الخليل عام 1929، مروراً بالقسام، وصولاً إلى 7 أكتوبر".

وكشف إلياهو أن لجنة الداخلية في الكنيست، برئاسة يتسحاق كرويزر، تناقش حالياً قضية إزالة القبر الموجود في قلب إسرائيل على أرض تابعة للدولة. 

صورة قديمة لشاهد قبر القسام

تحذيرات إسرائيلية..مزار لآلاف المعجبين 

ووصف القبر بأنه "مزار لآلاف المعجبين الذين يضعون أكاليل الزهور ويصلون لذكراه ويسمون أطفالهم باسمه، محولينه إلى شهيد مقدس". 

وأضاف: "بالتأكيد لم نكن لنسمح بوجود قبر لهتلر في قلب إسرائيل، وبالتأكيد يجب ألا نسمح بذلك للأب الروحي للإرهاب العربي الحديث".

واختتم مقاله بالقول: "قبر القسام ليس مجرد قبر، بل هو معبد للإرهاب على أرض إسرائيل، وبصقة في وجه كل من سقط منذ أحداث 1929 وحتى اليوم، بعد 96 عاماً، حان الوقت لنقول بوضوح: لن نسمح بتمجيد قتلة اليهود على أرضنا".

التدمير الذي أصاب القبر في تقرير إسرائيلي

وقف حيفا يقاطع الكتيست بسبب “القسام”

وفي المقابل، أعلن وقف حيفا مقاطعته لجلسة لجنة الداخلية وحماية البيئة في الكنيست، التي عُقدت في 12 أغسطس 2025، لمناقشة ما وصفته اللجنة بـ"تعطيل مشاريع التطوير في مدينة نَشر بسبب موقع قبر الشيخ عز الدين القسّام".

 وأوضح الوقف أن قراره جاء رفضًا لمحاولات ممارسة ضغوط لحضور الجلسة، بهدف تحويل مشاركته إلى عرض إعلامي يخدم أجندات سياسية واقتصادية بعيدة عن جوهر القضية.

وفي رسالة رسمية بعث بها إلى اللجنة، شدد الوقف على أن النقاش القائم يمثل استغلالًا واضحًا لمنصة الكنيست من قِبل مستثمرين عقاريين بالتنسيق مع أطراف اقتصادية ذات مصالح خاصة، لا علاقة لها بالأهداف المعلنة للجلسة. 

وأكد الوقف أنه لا يوجد أي أساس للادعاء بأن قبر القسّام، القائم منذ عام 1935، يعيق أي من مشاريع التطوير في نَشر، مشيرًا إلى أن موقعه بعيد تمامًا عن مسار الطريق المخطط أو أي مشروع قائم. 

وأوضح أنه، بصفته المالك للمقبرة، تعاون بشكل كامل مع بلدية نَشر وبارك مشاريع تطوير المدينة والمناطق المجاورة للمقبرة، ملتزمًا بالتطوير المسؤول والشفاف وبالشراكة مع جميع الجهات المهنية.

وحذّر الوقف من أن محاولات تضليل الرأي العام وتشويه الحقائق تأتي في إطار نهج مقلق يستهدف المقدسات الإسلامية، مؤكدًا أن أي اعتداء على هذه الأماكن – سواء المسجد الأقصى أو الكنائس أو المقابر الإسلامية أو قبر الشيخ القسّام – يمسّ المجتمع المسلم ويفكك النسيج الاجتماعي المشترك.

يُذكر أن عز الدين القسّام كان شيخًا مسلمًا قاد مجموعات مسلحة نفذت هجمات ضد القوات البريطانية واليهودية في فلسطين خلال ثلاثينيات القرن الماضي، وأصبح اسمه لاحقًا رمزًا للجناح العسكري لحركة حماس.

search