الأحد، 17 أغسطس 2025

01:40 ص

الحزن يخيم على الصعيد لرحيل "شيخ المصالحات" تقادم أحمد الليثي

الشيخ تقادم أحمد الليثي الشريف

الشيخ تقادم أحمد الليثي الشريف

سيطرت حالة من الحزن على محافظات الصعيد بالتزامن مع رحيل الشيخ تقادم أحمد الليثي، المعروف إعلاميًا بـ"شيخ المصالحات الثأرية"، الذي وافته المنية مساء أمس في قرية العوينية بمحافظة أسوان.

رحيل شيخ المصالحات الثأرية

وسط أجواء مهيبة تسمو فيها مشاعل الحزن، شيع آلاف الأهالي بقرية العوينية بإدفو بمحافظة أسوان، مسقط رأس الشيخ تقادم الشريف، إلى مثواه الأخير عن عمر ناهز 95 عامًا، قضاها في الصلح والإصلاح بين العائلات في شتى ربوع الصعيد.

خلال مسيرته، نجح الشيخ الراحل في حقن دماء الكثير من الأهالي، ونشر المحبة بين المتشاحنين منهم، بسبب مهابته وهيبته التي اكتسبها خلفًا لوالده الذي تولى هو الآخر مسؤولية الإصلاح بين الناس، وإقامة الجلسات العرفية لحقن الدماء بالصعيد الذي اندلعت بين أوصاله حوادث الثأر بين الناس، فيما استلم الشيخ تقادم الراية في العشرينيات من عمره.

من هو الشيخ تقادم أحمد الليثي الشريف؟

كان الشيخ تقادم ينتمي للطريقة النقشبندية، كحال جده الشريف إسماعيل ابن تقادم، الذي اعتبر من  أكابر الصوفية في مصر، زخرت مسيرته بالعديد من المخطوطات والمؤلفات، التي احتوت على قصائد صوفية فيها من الأشعار والحكم والأمثال والنثر الكثير كتبه بنفسها.

 وفيما يلي أبرز المعلومات عن الشيخ تقادم أحمد الليثس:

- ينحدر من سلالة آل النبي صلى الله عليه وسلم، ما أكسبه هيبة ووقارًا بين أهله بأسوان في صعيد مصر.

-عرف بزهده ومكانته الرفيعة بين العامة، وحظي بمحبة واسعة بين أهالي الصعيد، الذي اعتبروه بوصلة حياتهم الاجتماعية، وحلالًا لكل ما يؤرقهم.

الشيخ تقادم

ساحة العوينية مجمع الخير وانتهاء المشاحنات

تُعد ساحة الشيخ تقادم من أشهر الساحات في صعيد مصر بأكمله، ومنذ تولى الشيخ الراحل مسؤولية الإصلاح بين الناس،  أصبحت كلمته بمثابة صمام أمان، تحقن الدماء وتطفئ نار الفتن.

الشيخ على الجفري برفقة الشيخ تقادم في ساحة العوينية

فيما امتاز الشيخ تقادم الشريف بأسلوبه الفريد في الإصلاح، حيث كان يتأنى في إصدار الأحكام، ولا يُقدم على قول كلمة حتى يستشير لجنة من أهل الحكمة والخبرة من أبناء المنطقة، فكان  يؤمن بأن التوفيق من عند الله وحده، وأن الهداية لا تكون إلا بتيسير من الله للنفوس، وقد كان من أبرز المواظبين على زيارته بشكل دوري من الشيخ علي الجفري، الذي اعتاد الجلوس رفقته في ساحته العتيقة.

بفضل هذه المدرسة الحكيمة، جذب إليه الناس من مختلف أنحاء مصر؛ من محافظات كالقاهرة والإسكندرية والدلتا، حتى استطاع إنهاء آلاف القضايا الثأرية والنزاعات المعقدة.

search