الإثنين، 18 أغسطس 2025

11:53 ص

باحث سياسي: قمة ألاسكا بين بوتين وترامب تُعيد رسم التوازنات الدولية

فلاديمير بوتين ودونالد ترامب

فلاديمير بوتين ودونالد ترامب

جاسم حسن

A .A

أكد الدكتور محمود الأفندي، الباحث في الشؤون الروسية، أن قمة ألاسكا بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثارت تساؤلات أكثر مما قدمت إجابات، نظرًا للسرية التامة التي أحاطت بأجندتها.

وقال خلال مداخلة عبر زووم من موسكو على قناة إكسترا نيوز إن روسيا نجحت في إبقاء تفاصيل الاتفاقيات بعيدة عن وسائل الإعلام، خاصة الأمريكية، لتجنب أي تدخلات من الدولة العميقة التي تعارض سياسات ترامب وتسعى لتعكير الأجواء الدبلوماسية.

وأضاف الأفندي أن روسيا تمكنت من إقناع الولايات المتحدة بضرورة حل الأزمة الأوكرانية من جذورها بدلًا من تجميدها عبر وقف إطلاق النار.

وأشار إلى أن هذا التوجه يُعد خرقًا كبيرًا للنهج الغربي الذي كانت تروج له أوكرانيا وبعض الدول الأوروبية، حيث أعلن ترامب رسميًا تفضيله لمسار السلام الشامل، مما يعكس نجاح المفاوض الرئيسي ستيف ويتكوف في صياغة مذكرة تفاهم مع بوتين.

وأكد الباحث أن نتائج القمة، رغم وضوحها في تصريحات الزعيمين، لا ترضي العديد من المؤسسات الإعلامية الأمريكية التي حاولت إثارة الضبابية حول مدة اللقاء القصيرة التي لم تتجاوز 3 ساعات.

وتابع الأفندي، أن ترامب بطباعه كرجل أعمال، يفضل حسم الاتفاقيات بسرعة عند اقتناعه، على عكس السياسيين التقليديين الذين يطيلون المفاوضات، مشددًا على أن هذا النهج أسهم في التوصل إلى صيغة مشتركة تضع الكرة في ملعب أوروبا وأوكرانيا.

وأشار الأفندي إلى أن القمة أعادت تعريف العلاقات الدولية، حيث أظهرت أن واشنطن لا تملك حلفاء بل أتباعًا، كما أنها كشفت عن بداية نهاية حلف الناتو والاتحاد الأوروبي.

وأكد أن الاجتماعات الأوروبية، مثل تحالف الراغبين الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعكس حالة من الهستيريا ومحاولات يائسة للحفاظ على نفوذ يتآكل أمام التوافق الروسي الأمريكي، محذرًا من أن أوروبا إذا لم تقبل هذه الصيغة فقد تجد نفسها في مواجهة روسيا بمفردها.
 

search