الثلاثاء، 19 أغسطس 2025

08:26 م

إزاي تقدر تكشف النص المنتج بالذكاء الاصطناعي بخطوات بسيطة

شات جي بي تي

شات جي بي تي

أشرف جاد الله

A .A

شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في استخدام البشر لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة مثل كتابة أكواد الكمبيوتر، وتلخيص المقالات والكتب، وتقديم المشورة، بالإضافة إلى توليد نصوص مكتوبة من الصفر مع إضافة لمسات لغوية شخصية. 

ومع هذا التطور، أصبحت هذه الظاهرة تشكل تحديًا للمدرسين والمشرفين المكلفين بتقييم قدرات الطلاب الكتابية، كما أثارت قلقًا لدى الأفراد الذين يعتمدون على هذه التطبيقات في طلب النصائح النفسية والاجتماعية أو الحصول على آراء فنية قبل الشراء، وفقًا لـ صحفية "البيان".

صعوبة التمييز بين نصوص البشر والذكاء الاصطناعي

أكد الباحث روجر كرويتس، أخصائي علم النفس في جامعة ممفيس الأمريكية، أن الدراسات الحديثة كشفت عن صعوبة كبيرة في التمييز بين النصوص المكتوبة بواسطة البشر وتلك التي صاغتها تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وتابع أنه في دراسة عام 2021، لم يتمكن المشاركون من التفريق بين قصص ومقالات ووصفات أعدها بشر أو مولّدات نصوص ذكية، كذلك، لم يحقق خبراء اللغة نتائج أفضل في هذا المجال.

كما أظهرت دراسات أخرى في 2023 و2024 فشل المحررين والمصححين في اكتشاف النصوص التي أُنتجت عبر تطبيقات مثل "شات جي بي تي".

استخدام المفردات غير المعتادة كمؤشر

وأوضح كرويتس أن ظهور بعض المفردات غير المعتادة أو النادرة في النصوص قد يساعد في تحديد هوية الكاتب، وهل هو بشري أم من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن المتخصصون لاحظوا زيادة واضحة في استخدام كلمات غير شائعة في الأوراق البحثية خلال السنوات الأخيرة، مثل كلمة "delves" التي تعني "يتعمق"، و"crucial" التي تعني "مهم". 

ويُعتقد أن كثرة استخدام مثل هذه المفردات قد تكون علامة على أن النص مكتوب أو محرر جزئيًا بواسطة تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ما يدل على اعتماد بعض الباحثين مؤخرًا على هذه التقنيات في إعداد أوراقهم العلمية.

علامات الترقيم كدليل على النصوص الآلية

من جانب آخر، أشار المشاركون في استطلاع يهدف إلى تحديد السمات المميزة للنصوص التي تنتجها تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى أن الإفراط في استخدام علامات الترقيم مثل الشرطة السفلية، والتي تُستخدم للفصل بين العبارات أو الأفكار، قد يكون من المؤشرات الدالة على النصوص المصنوعة إلكترونيًا. 

ويعزو الباحثون هذا الاعتقاد إلى أن استخدام مثل هذه العلامات بكثرة لا يكون شائعًا إلا بين الكتاب المتمرسين، بمعنى آخر، قد يسود اعتقاد أن النص المكتوب بشكل "ممتاز جدًا" هو على الأغلب من تأليف إحدى تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

القياس الأسلوبي كأداة للتمييز

ويرى كرويتس أن التمييز بين النصوص المكتوبة بواسطة البشر وتلك الصادرة عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتم من خلال علم "القياس الأسلوبي" (Stylometry)، الذي يعتمد على استخدام أساليب إحصائية ولغوية حاسوبية لتحليل النصوص المكتوبة، ويساعد في الكشف عن أنماط الكتابة التي تميز كل كاتب.

وفي هذا السياق، ابتكر الباحث الأسترالي جون بوروز، المتخصص في "الأسلوبية الحاسوبية"، تطبيق يسمى Burrows Delta، يعمل على قياس مدى تكرار الكلمات الشائعة والمفردات النادرة في نص معين لتحديد هوية الكاتب.

وتعاني هذه التقنية من محدودية تتعلق بحجم النص، حيث أظهرت دراسة عام 2016 أن النص يجب أن يكون طويلاً نسبيًا، لا يقل عن ألف كلمة، لكي تكون النتائج دقيقة وموثوقة.

 نصوص طويلة لا تقل عن ألف كلمة

استخدمت بعض الدراسات الحديثة نماذج BERT اللغوية، وهي اختصار لمصطلح "Bidirectional Encoder Representations from Transformers" أو "تمثيلات التشفير ثنائية الاتجاه من المحولات". 

ويُعد هذا النموذج اللغوي أداة متقدمة تساعد الحواسيب على فهم اللغة البشرية بشكل أفضل من خلال تحليل العلاقات بين الكلمات داخل النص من أكثر من اتجاه.

وأكد كرويتس، أن تقنية BERT قادرة على التمييز بين النصوص المكتوبة بواسطة تطبيقات الذكاء الاصطناعي بنسبة دقة تتراوح بين 80% و98%، إلا أن هذه التقنية ليست متاحة للاستخدام العام، بل تقتصر على المتخصصين في هذا المجال فقط.

نصائح من "شات جي بي تي" لكشف النصوص الآلية

وعندما سُئل تطبيق "شات جي بي تي" عن كيفية التعرف على النصوص التي كتبها الذكاء الاصطناعي، أشار إلى بعض السمات التي قد تساعد في ذلك، مثل استخدام عبارات "التحوط" التي تعبر عن عدم اليقين مثل "في كثير من الأحيان" و"بشكل عام".

وتابع، الاعتماد على التكرار، وتوظيف أسلوب القوائم والنقاط، بالإضافة إلى استخدام أساليب حيادية ومنمقة وبعض الصفات مثل "بشكل ملموس" أو "بشكل ملحوظ".

وتشمل النصوص عادة مصطلحات أكاديمية مثل "تداعيات" و"تعقيدات"ومع ذلك، أكد التطبيق أن هذه العلامات ليست حاسمة ولا تتيح تحديد النصوص الآلية بشكل قاطع.

search