الثلاثاء، 19 أغسطس 2025

08:17 ص

بعد موافقة حماس.. كيف يرى سكان غزة مقترح وقف إطلاق النار الجديد؟

حركة حماس- أرشيفية

حركة حماس- أرشيفية

سيد مصطفى   -  

A .A

أفاد مصدر في حركة حماس، اليوم، بأن الحركة أبلغت الوسطاء من قطر ومصر بموافقتها على المقترح الذي طُرح أمس الأحد بشأن وقف إطلاق النار في غزة. 

وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة "أكسيوس" الأمريكية، نقلًا عن مصدر دبلوماسي، أن حماس سلّمت ردها على مقترح صفقة تبادل الرهائن لرئيس الوزراء القطري خلال اجتماع عُقد في القاهرة مساء الأحد.

تفاصيل المقترح الجديد

وبحسب وكالة فرانس برس، فإن وفد حماس برئاسة خليل الحية، الموجود حاليًا في القاهرة، تسلّم من الوسطاء المصريين والقطريين صيغة جديدة للاتفاق، تقوم على هدنة مؤقتة تمتد لشهرين مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.

وأوضح مسؤول فلسطيني أن المقترح يستند إلى الخطة الأخيرة التي طرحها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، والتي تتضمن هدنة لمدة 60 يومًا مع الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين على مرحلتين. وأشار إلى أن المقترح يشكّل إطارًا أوليًا لفتح الباب أمام مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل بشأن وقف دائم لإطلاق النار.

الموقف الإسرائيلي

من جانبها، كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن المسودة الجديدة تراعي الموقف الإسرائيلي الساعي إلى اتفاق شامل بدلًا من حلول جزئية، عبر الجمع بين وقف إطلاق النار والإفراج عن جزء من الرهائن.

وأضافت الصحيفة أن المرحلة الأولى من المقترح تتطابق مع خطة ويتكوف السابقة مع بعض التعديلات، وتشمل إطلاق نصف الرهائن سواء كانوا أحياءً أو أجساد، وهي الخطة التي وافقت عليها إسرائيل فيما رفضتها حماس سابقًا.

وخلال فترة الهدنة، ستُفتح مفاوضات أوسع لبحث مختلف الملفات المتعلقة بإنهاء الحرب، بما في ذلك نزع سلاح حماس، وإبعاد قادتها عن غزة، ونقل الإدارة المدنية إلى هيئة دولية.

آلية دولية لإدارة الشؤون المدنية في القطاع

وبحسب الصحيفة، فإن أبرز ما يميز الصيغة الجديدة هو بدء تطبيق آلية دولية لإدارة الشؤون المدنية في القطاع خلال فترة الهدنة، حتى قبل التوصل إلى اتفاق نهائي، ما يعني عمليًا تخلي حماس عن إدارتها المدنية لصالح جهات أخرى. وتهدف هذه الترتيبات، وفقًا للصحيفة إلى حماية سكان غزة من تداعيات الحرب، وإنهاء اعتمادهم على حماس، وفتح الطريق أمام عملية إعادة الإعمار.

"مصر قالت كلمتها وحماس وقّعت"

من جانبه علق حازم عوني الصوراني، السياسي الفلسطيني المستقل ورئيس هيئة فلسطين العربية للإغاثة في غزة، على المقترح الجديد قائلًا: "مصر قالت كلمتها وحماس وقّعت على أرض مصر، لأن الكلمة الأخيرة لأم الدنيا"، متوقعًا أن يتم الاتفاق قريبًا جدًا، وأن يتم وقف تام للحرب في غزة برعاية مصرية من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأكد الصوراني في تصريح خاص لـ"تليجراف مصر"، أنه عندما وصلت مفاوضات الهدنة إلى طريق مسدود، وكاد الوضع أن يهدد كل شيء في غزة التي تُعتبر منطقة حدودية أساسية للأمن القومي المصري، كان على مصر التدخل وإلزام الأطراف السياسية والفصائل الفلسطينية بالتوقيع على الهدنة المرتقبة والموافقة عليها.

وأضاف أن الاتفاق الجديد يحافظ على قطاع غزة ويمنع الاحتلال الإسرائيلي للقطاع بأكمله، وهو ما كان سيتسبب في التهجير القسري للفلسطينيين، وهنا مارست القيادة المصرية الضغط على حماس للتوقيع والموافقة.

"الكرة في ملعب إسرائيل"

من جهته، قال عامر الفرا، الصحفي والإعلامي الفلسطيني المقيم في غزة، إنه منذ بداية الحرب وحركة حماس تبدي مرونة وتتعامل بإيجابية مع كل المقترحات التي كانت تُعرض عليها، وتقدم التنازلات من أجل وقف الحرب، إلا أنها كانت تصطدم بالرفض والتعنت الإسرائيلي، حيث كان رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يضع دائمًا العقبات ويضع العصا في العجلة.

وأكد الفرا في تصريح خاص لـ"تليجراف مصر"، أن مصر خلال الأيام الماضية كثفت من جهودها واتصالاتها استشعارًا منها بالخطر وإدراكًا بأن إسرائيل ماضية في تنفيذ مخططاتها باحتلال غزة وتهجير سكان القطاع، فدعت حماس والفصائل وأجرت محادثات معهم.

وأضاف الإعلامي الفلسطيني أن هذه اللقاءات تُوجت بتقديم مقترح جديد وافقت عليه حماس بعد التشاور مع الفصائل، حيث أراد الجميع تفويت الفرصة على إسرائيل وسحب الذرائع منها. لذلك، جاء رد حماس في وقت حساس وسيفوّت الفرصة على الاحتلال، والآن الكرة في ملعب إسرائيل.

وأوضح الفرا أن مصر قادرة على الضغط على إسرائيل وستبذل قصارى جهدها من أجل التوصل لاتفاق قريب في غزة، مبينًا أن رد حماس جاء في توقيت حاسم، واعتبر أنه قرار صائب يجب الإشادة به. ودعا الوسطاء إلى دعمه حتى الوصول لوقف الحرب وحقن دماء الفلسطينيين وإنهاء عملية الإبادة والتهجير.

وختم بالقول إن الشارع الفلسطيني ينتظر بفارغ الصبر وقف الحرب وإنهاء معاناته المستمرة منذ قرابة عامين، معربًا عن شكره وثقته في الجهود المصرية، وعن أمله في أن تتكلل هذه الجهود بالنجاح.

search