الأربعاء، 20 أغسطس 2025

06:28 ص

مطهر منزلي يمهد الطريق لعلاج السرطان.. هل صدقت رواية ترامب؟

مطهر منزلي شائع قد يكون سر علاج سرطان الثدي

مطهر منزلي شائع قد يكون سر علاج سرطان الثدي

مصطفى عبدالفضيل

A .A

في الوقت الذي سخر كثيرون من تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن حقن المطهرات، كشفت أبحاث علمية حديثة أن عنصرًا رئيسيًا في هذه المواد قد يحمل الأمل بالفعل لآلاف من مرضى السرطان.

في عام 2020، وخلال ذروة جائحة كورونا، صرح الرئيس ترامب بأن حَقن المطهرات قد يساعد في علاج الفيروس، ما أثار موجة من السخرية، لكن بعد خمس سنوات فقط، يجري باحثون في بريطانيا تجارب علمية لاستكشاف ما إذا كان بيروكسيد الهيدروجين المكون الأساسي في العديد من المطهرات مفتاحًا جديدًا لعلاج سرطان الثدي، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

الدكتورة نافيتا سمية، استشاري الأورام في مستشفى رويال مارسدن بلندن ومؤلفة الدراسة

ما هو بيروكسيد الهيدروجين؟

بيروكسيد الهيدروجين سائل عديم اللون ذو رائحة نفاذة خفيفة، يوجد طبيعيًا بكميات ضئيلة في أنسجة الجسم والنباتات والبكتيريا، ويُنتج صناعيًا منذ أكثر من قرن لاستخدامه في مجالات متعددة، من وقود الصواريخ إلى صبغات الشعر والمنظفات الطبية.

لكن على الرغم من فوائده، تحذر السلطات الصحية من أن تناوله بجرعات عالية قد يسبب آلامًا في البطن ونزيفًا داخليًا وفقدانًا للوعي، وصولًا إلى الوفاة.

تجربة بريطانية لعلاج سرطان الثدي

في معهد أبحاث السرطان بلندن، يخضع أكثر من 180 مريضة لتجربة علمية عبر حقن جل يحتوي على بيروكسيد الهيدروجين بطيء الإطلاق داخل الورم قبل جلسة العلاج الإشعاعي.

الفكرة تقوم على أن بيروكسيد الهيدروجين يتحلل إلى ماء وأكسجين، ما يزيد من مستويات الأكسجين داخل الخلايا السرطانية، فتصبح أكثر عرضة للتدمير بواسطة الإشعاع.

أثناء اجراء التجارب

لماذا الأكسجين مهم في مواجهة الأورام؟

تشير الأبحاث إلى أن الخلايا السرطانية غالبًا ما تعاني نقص الأكسجين، لأنها تنمو أسرع من قدرة الأوعية الدموية على تغذيتها، هذا النقص يجعلها أكثر مقاومة للعلاج الإشعاعي، الذي يعتمد على وجود الأكسجين لإحداث ضرر دائم في الحمض النووي للخلايا السرطانية.

نتائج مبشرة وتكلفة زهيدة

التجارب الأولية أثبتت أن الحقن آمن وفعّال، إذ يُستخدم محلول أضعف بست مرات من الموجود في المطهرات التجارية، والأهم أن التكلفة منخفضة للغاية، فليتر بيروكسيد الهيدروجين لا يتجاوز 3 جنيهات إسترلينية فقط.

ويأمل الباحثون في أن يمتد استخدام هذا العلاج مستقبلًا إلى أورام صلبة أخرى مثل سرطان عنق الرحم وسرطانات الرأس والرقبة وسرطان الثدي.

تطبيقات أخرى قيد التجربة

لا يقتصر الأمر على سرطان الثدي، ففي كندا يجرى اختبار كريم بيروكسيد الهيدروجين على الجلد لعلاج سرطانات شائعة مثل سرطان الخلايا القاعدية، وفي الولايات المتحدة، يطور باحثو "مايو كلينك" ضمادة كهربائية تضخ كميات دقيقة من بيروكسيد الهيدروجين داخل الجروح المزمنة لمساعدة مرضى السكري على تجنب بتر الأطراف.

أجهزة تشخيص جديدة

شركة بريطانية طورت جهازًا شبيهًا بمجفف الشعر لرصد مستويات بيروكسيد الهيدروجين في زفير المريض، ما قد يسرع من تشخيص مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، الجهاز يمنح نتائج فورية خلال دقائق، مقابل أيام في الفحوصات التقليدية.

آفاق مستقبلية

وبحسب التقرير، لا تزال النتائج النهائية للتجارب قيد الانتظار، ولكن تبدو الآمال كبيرة، فإذا أثبت بيروكسيد الهيدروجين نجاحه، فقد يتحول من مطهر منزلي عادي إلى سلاح طبي رخيص وفعال في مواجهة السرطان والأمراض المزمنة والجروح المستعصية.

search